اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: تعالوا نتعرف على حقيقتنا

قناطر: تعالوا نتعرف على حقيقتنا

نشر في: 21 نوفمبر, 2023: 10:47 م

طالب عبد العزيز

أعترف بأنني أطالعُ صور النساء الجميلات، التي تظهرُ على صفحتي الزرقاء، أثناء عمليات البحث، أو خلال تصفحي التقليدي. هناك شيء اسمه(ريلز) فيه نساء جميلات جداً، يستعرضن وبمهارات ذكية مفاتنهن، بحركات مثيرة.

نساء مصورات بدقة عالية، يعملن في شركات، ويجنين أمولاً، وهناك من يقف وراء ذلك، بكل تأكيد، وهو أمرٍ نصفه معلوم عندي، وأجهل نصفه الآخر.. أعرف ذلك كله، لكنه يستهويني، وربما شغلتُ بأمره عن كتابة مادة، ضايقني الوقت في تنفيذها، ثم أنني اكتشفت صفحة بعنوان(بتتجازف)تجذبني أحيانا، فأجازف خائفاً، مدفوعاً، بقوة الفضول، فأتصفحها، لكنني أحجم عن مراسلة أيِّ واحدة منهن، فهنَّ غالباً ما، يطلبن الدخول الى عالمهن، وهذا أمرٌ مريب، يخيفني بحق، لذا، اكتفي بالمعاينة، والاستمتاع ثم انصرف.

حتى وقت قريب لم أرَ نساءً عراقياتٍ يقمن بمثل الحركات هذه، على صفحات التواصل الاجتماعي، هناك لبنانيات ومصريات واجنبيات .. لكنني، فوجئت مؤخراً باسماء عراقيات مثل(ألينا أنجل وميرنا النوري وكثيرات غيرهن) وهن يعلن بأنهن ممثلات اباحيات، ولسن بغايا، وهذه مهنة للعيش، مصرات على أنَّ ما يقمن به(شغل)لا أكثر من ذلك. كنتُ أسمع عن نساء الليل في ملاهي بغداد، وبعض نواديها وباراتها، وفي اماكن خاصة، وفي صالات المساج والحلاقة، وأبرر ذلك بما لا يخرج عن تأمين لقمة العيش، ألم يكن البغاء أقدم مهنة في التاريخ؟..

شخصياً، لم يحدث أنْ دخلتُ أمكنة كهذه، وأعتقدُ بأنَّ رجلاً شاعراً مثلي حريٌّ به الذهاب الى هناك، فمتعة الاكتشاف لا تعادلها متعة، والنفس مطبعة على عناصر الجمال، والمرأةُ في كل زمان ومكان هي التي تؤمن الوجود وتجعل من الحياة ممكنة، لكنَّ البغاء شيءٌ مقرف، ولا إنساني، فيه انحدار لقيم نبيلة عليا، ولا أقبح من أن يتحول الجسد الانثوي، مفرط الجمال الى سلعة، لذا سأظلُّ محتفظاً بما شاهدته، قبل أربعين سنة، في ملاهي شارع الوطني بالبصرة، تاريخاً مجيداً، وحصانة أبديةً ضد المتع الرخيصة هذه، مع يقيني بأنِّ اكتشاف الجسد الانثى مغامرةٌ وثراءٌ لا يعادَل إلا بمغامرة وثراء جغرافيي ومسكتشفي القرن الخامس عشر.

كنتُ، وحتى وقت قريب أقطع بعدم وجود عراقيٍّ خائن، مثلما أقطع اليوم بعد وجود امرأة عاهر في قريتي الصغيرة، حيث اسكن منذ سبعين عاماً، لكنَّ السياسة العراقية أطلعتنا على العشرات من الخونة والعملاء، مثلما أطلعني أولادي على ما يشيب الرأس منه في القرية الصغيرة تلك،إذْ، هناك أكثر من خائنة لزوجها وعاهر، وأكثر من مخنث ولوطي، وأكثر من متعاط للكريستال، وتاجر للحشيش، وهناك العميل، والقاتل والنغل والنذل، واللص ووو. ياه، كم أنا مغفلٌ إذن، قلت!

أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي لنا، نحن العراقيين بخاصة فرصة اكتشاف ذواتنا عن قرب، مثلما اتاحت لنا معرفة حقيقة سلوك البعض منا، بل، وحجم النفاق في مجتمعنا، وبيقيني بأنَّ شعباً تجاوز تعداده الاربعين مليوناً، سيكون متنوعاً ومختلفاً، وفيه من التطرف في كل شيء، وقد انتهى حديث النبوات والمصلحين، وهنا لا يعنيني هنا الافصاح عن رأيي وحقيقة ما أفعله وأذهب اليه، في التصفح والتمتع، بقدر ما يعنيني صمت البعض عن الحقيقة المرعبة هذه، عن ما ينقاد اليه الناس، وعن الاهمال الذي تواجه به هذه السلوكيات، ولا أعرف أجهزة حكومية أو أهلية ، سياسيةً أو دينيةً، أخذت على عاتقها التصدي للظواهر هذه. في غياب التخطيط والمنهجية سيكون البلد قد ذهب الى كل القبائح.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي باش

    رثاثة المنظومة السلطوية الفاسدة ، أفرزت ظواهر إجتماعية دخيلة ، لن يجرؤ أحداً المجاهرة بها سابقاً ، بينما أصبحت اليوم مصدر للتفاخر

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram