ذي قار / حسين العامل
أفاد مصدر امني في محافظة ذي قار بإلقاء القبض على 11 متهما من المتورطين بالدكات والنزاعات العشائرية وضبط عدد من قطع الاسلحة، وفيما اشار الى متابعة ميدانية من قبل قيادة الشرطة لتطورات النزاعات العشائرية، اكدت مصادر اخرى جرح عنصر شرطة وحرق مركبة محامي وتهديد استاذ جامعي برمانة يدوية.
وذكرت قيادة شرطة ذي قار ان القوات الامنية تمكنت من القبض على 8 متهمين بارتكاب الدكة العشائرية في ناحية الفهود و3 مسلحين في قضاء الشطرة وضبطت بحوزتهم عددا من قطع الاسلحة المتوسطة والخفيفة.
وجاء في بيان لقيادة الشرطة تابعته (المدى) ان " قيادة شرطة ذي قار تمكنت وبجهود مركز شرطة الفهود من القاء القبض على 8 متهمين وفق المادة 4 من قانون مكافحة الارهاب لارتكابهم ما تسمى بـ الدكة العشائرية"، وأضاف "اتخذت بحقهم كافة الاجراءات القانونية وتوقيفهم اصوليا".
مشيرة الى ان " ذلك جاء ضمن توجيهات امنية مشددة لملاحقة مثيري الخلافات بين ابناء العشائر وتقديمهم للمحاكم المختصة للحفاظ على الامن المناطقي".
وفي بيان لاحق ذكرت القيادة ان "قوة امنية مشتركة تمكنت من القبض على 3 متهمين بقضايا مختلفة في قضاء الشطرة وضبط اسلحة مختلفة"، مؤكدة ضبط "سلاح نوع GC عدد اثنين مع مخازن عتاد عدد 7 وسلاح نوع BKC وسلاح اخر نوع كلاشنكوف اضافة الى اعتدة مختلفة الانواع".
وتحدثت قيادة الشرطة عن "مشاركة قسم شرطة قضاء الشطرة وفوج طوارئ ذي قار الرابع وقسم استخبارات ومكافحة الارهاب وقوة من عمليات سومر ومفارز K9 وقوة من الشرطة الاتحادية في تنفيذ الواجب الامني المذكور" ، وافادت باتخاذ "الاجراءات القانونية بحق المتهمين وتوقيفهم اصوليا لاستكمال التحقيق".
وفي تطور لاحق اشارت قيادة الشرطة الى انتشار قطعات امنية مشتركة في ناحية البطحاء اثر اندلاع نزاع عشائري وذلك للبحث عن المطلوبين للقضاء والمتورطين بالنزاع .
وافادت قيادة الشرطة انه "من اجل متابعة اداء القوات الامنية خلال تنفيذ الواجبات والعمليات الاستباقية اشرف قائد شرطة ذي قار اللواء مكي شناع الخيكاني على تنفيذ واجب امني في قضاء البطحاء غرب مدينة الناصرية لفض نزاع عشائري" .
وقال قائد شرطة ذي قار خلال لقائه عددا من الضباط "اننا عازمون على مواصلة الليل بالنهار ولن ندخر جهدا في الحفاظ على امن المحافظة وسلامة المواطنين"، مؤكدا على ملاحقة المطلوبين للقضاء وتنفيذ عمليات وواجبات امنية نوعية في عموم المحافظة.
ومن جانبهم افاد شهود عيان بإصابة أحد عناصر الشرطة أثناء فض نزاع عشائري في منطقة الكطيعة التابعة لناحية البطحاء، وذلك إثر نزاع عشائري حول أرض زراعية.
واشار الشهود في حديث لـ(المدى) إلى ان "النزاع العشائري اندلع اثر خلاف على ارض زراعية استخدمت فيه أسلحة نارية مختلفة"، مبينين ان "عنصر شرطة أصيب عندما اقدمت القوات الامنية على الانتشار في موقع الحادث لفض النزاع".
وبالتزامن مع ذلك اقدم مجهولون على حرق عجلة تعود لاحد المحامين.
وقال مصدر امني ، ان "النيران اندلعت في عجلة صالون كانت مركونة امام منزل صاحبها الذي يعمل محامياً"، مرجحا ان يكون الحادث بفعل فاعل، مشيرا الى ان فريق من الدفاع تمكن من اخماد الحريق فيما شرع فريق اخر من القوات الامنية بالتحقيق لمعرفة اسباب ودوافع الحادث.
الى ذلك تمكنت القوات الامنية من رفع رمانة يدوية كانت مرمية في حديقة منزل استاذ جامعي مع رسالة تهديد.
وافاد مصدر امني بان "فريقا من مكافحة المتفجرات حضر الى موقع الحادث وعثر على رمانة يدوية هجومية وورقة تهديد في حديقة منزل أستاذ جامعي يسكن حي تينا وسط مدينة الناصرية"، مبينا ان "رسالة التهديد كانت تشير الى ان التهديد سينفذ في غضون 15 يوماً"، لافتا الى ان "القوات الامنية باشرت بالتحقيق في الحادث بعد ان تقدم صاحب المنزل بشكوى رسمية".
وكشفت الحكومة المحلية في ذي قار في (اواخر ايلول 2023) عن خطة لمواجهة التطرف العنيف، وفيما اشارت الى إعداد مشروع السلم الاهلي والامن المجتمعي، اكد قسم شؤون العشائر في المحافظة حسم 122 نزاعا عشائريا خلال 9 اشهر.
وتشير مصادر امنية مطلعة الى أن "معدل النزاعات العشائرية في محافظة ذي قار يتراوح ما بين 5 الى 10 نزاعات في الشهر الواحد". واوضحت في حديث سابق إلى (المدى)، أن "عدداً غير قليل من ضحايا النزاعات العشائرية هم من بين الاطفال والنساء ناهيك عن الخسائر المادية الناجمة عن ردود الفعل الانتقامية كحرق الدور والمركبات والحقول الزراعية وغيرها من الممتلكات التي تعود لأطراف النزاع".
اعربت اوساط شعبية ومجتمعية في ذي قار في (منتصف نيسان 2023) عن قلقها من زحف النزاعات العشائرية الى مراكز المدن وتحويل الدور والاحياء السكنية الى ميادين قتال يتبادل فيها مسلحو العشائر إطلاق النار ويهددون حياة وممتلكات المواطنين، وذلك إثر نزاعين عشائريين شهدتهما المحافظة في حينها وأديا الى مقتل وجرح عدد من المواطنين.
وتشهد مناطق متفرقة من محافظة ذي قار تجددا للنزاعات العشائرية بين آونة واخرى يذهب ضحيتها العديد من المدنيين، اذ يعزو مراقبون أسباب اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة في الغالب إلى خلافات على المياه، أو تقسيم الأراضي، أو تجاوز على المحاصيل الزراعية، أو نتيجة خلافات أسرية وعشائرية، أو طلبا للثأر أو مشاجرات تحصل بين أبناء العشائر وحتى بين أبناء العشيرة الواحدة، كما يمكن لحيوان ضال يتجاوز على حقل أو مزرعة تعود للآخرين أن يتسبب بنزاع مسلح بين البعض من أبناء العشائر.