واسط/ جبار بچاي
"لا وقت عندي للرسم سوى ساعات الفجر وأجد صعوبة في الجمع بين الإدارة وطب الأطفال والرسم" يقول الفنان التشكيلي براق عبد الرزاق العزاوي، المتخصص بطب الأطفال ويشغل بذات الوقت مدير مستشفى العزيزية في محافظة واسط.
العزاوي من مواليد نيسان 1974 في مدينة الكوت، أكمل دراسته الإعدادية عام 1991 وكان الأول على مدرسته والثاني على محافظة واسط، وتخرج في كلية الطب بجامعة بغداد عام 1998 بتخصص طب الأطفال. ويضيف في حديثه لـ(المدى) "بدأت عندي موهبة الرسم منذ الطفولة، وأقمت أول معرض شخصي عام ١٩٨٦، كان على صعيد المدرسة تلته معارض لاحقة لكني توقفت جزئياً عن الرسم عند دخولي كلية الطب من أجل الدراسة".
وأشار العزاوي الى أن شغفه بالرسم لم يفارقه وكان كثيراً ما يركز "في اللوحات الموجودة في الكلية ومجسمات جسم الإنسان في المختبرات"، ومن هناك كان يميل الى محتوى الطبيعة الساحر ليجسده في لوحاته إضافة الى حبه لفن البورتريه من خلال بعض اللوحات التي رسم فيها وجوه بعض الأساتذة وزملاء الدراسة حينها.
شغله العمل الوظيفي بعد تخرجه إضافة الى ممارسة عمله كطبيب أطفال في عيادته الخاصة، وتسنم عدة مهام وظيفية آخرها مدير مستشفى العزيزية منذ العام 2017 وحتى الآن لهذا يواجه صعوبة الجمع بين الاثنين.
يقول "لم أبذل جهداً كبيراً بدراسة الفن التشكيلي عموماً عن طريق المدارس المتخصصة بالرسم لكني ومن خلال مسيرتي الفنية أعجبت جداً بالرسم الواقعي، وكنت اتابع الرسام اندرو تشلير والرسام فلاديمير فوليغوف والرسام العراقي عباس فاضل وسافرت عدة مرات الى فرنسا، حيث زرت متحف اللوفر لرؤية الأعمال الفنية لرسامين عالميين وبالأخص لوحه الموناليزا والعشاء الأخير". كاشفاً عن سبب تعلقه بفن الرسم رغم عمله كطبيب أطفال، وذلك "نتيجة تعرضه لحالة استفزاز عند مشاركته في مهرجان معين بعد أن أجابه احد الرسامين حين سأله عن طبيعة لوحته الوحيدة في المعرض إذا كان رده: هذا ليس من اختصاصك والتفت للطب لذا أردت أن أبرهن له براعتي في الاثنين وهذا ما يشهد به الكثير من أصحاب الاختصاص". تنتمي لوحاته الى الطبيعة التي يجد فيها أفقاً واسعاً لفرشاته التي تقيدها الدقة المتناهية في رسومات البور تريه والنسور والخيول التي يميل الى رسمها مستخدماً الألوان الزيتية لشعوره بانها ألوان أصيلة وتاريخية وغير دخيلة وتعطي انطباعاً رائعاً للوحة.
فهو يقول: "أكثر لوحاتي هي البورتريه لان وجه الإنسان فيه من التعابير الكثيرة وكل حركه تعطي انطباعاً عن حالته، فوجه المسن لا يشبه وجه الطفل والشاب وهذا يؤدي الى الصعوبة في إبراز التفاصيل، كما أسعى الى اختيار اللوحات الصعبة والخارجة عن المألوف ليشعر بالرضا وتزداد ثقته بنفسه عند إنجازها". يواجه الرسام والطبيب براق العزاوي صعوبة كبيرة في مسألة التنسيق بين الطب والرسم، الإدارة تأخذ الكثير من وقته وفي عمله الإداري كانت له مبادرات كبيرة لتطوير المؤسسة التي يعمل فيها، كما يضايقه وقت التواجد في عيادته بعد الدوام إضافة الى مشاغل الحياة والمجتمع والأسرة لهذا فهو يستغل الوقت بين منتصف الليل وحتى ساعات الفجر للرسم ولكونه طبيب أطفال فقد جسد الطفولة في الكثير من اللوحات التي رسمها.
يقول العزاوي: "ارسم لجميع أصدقائي وزملائي واعتبر الرسم غذاء الروحي ونتاجاً لسهري وتعبي وتحدياً صعباً مع الذات واعتبر الرسم هو التأريخ الذي يبقى بعد رحيل الإنسان فيتم ذكره برؤية انجازاته سواء على صعيد الطب أو أي عمل آخر يقوم به".
لافتاً الى أنه لا ينوي بيع لوحاته ويخطط لمشاركات وطنية وربما خارجية في المستقبل.