متابعة/ المدى
تناول تقرير لموقع، ذي ناشنال، الاخباري لجوء قسم من العوائل العراقية الى الاستثمار بنصب منظومات لوحات طاقة شمسية لتوليد الطاقة في بيوتهم مستغنين في ذلك عن تكاليف المولدات الاهلية التي ترهق كاهلهم فضلا عن انها وسيلة توليد طاقة صديقة للبيئة.
مازن شرهان، 52 عاما، أحد سكنة بغداد هو من بين كثير من أشخاص استفادوا من الطاقة الشمسية في العراق في توليد الكهرباء بالاستعانة بتكنولوجيا منظومات الطاقة الشمسية. وكان مردود قراره بنصب منظومة الواح شمسية في بيته انه استفاد بتقليل نفقات المنزل على فواتير الكهرباء والاستمتاع بتجهيز مستمر للطاقة.
قال شرهان لموقع ذي ناشنال الاخباري " لقد ارهقني الانقطاع المستمر للكهرباء وكذلك الأعباء المالية على تسديد كلف سحب الكهرباء من المولدات الاهلية في الحي السكني".ويضيف شرهان بقوله "نصب ألواح طاقة شمسية في بيتي هو ليس فقط مغامرة تغيير في نمط الحياة بل انها توفر لك راحة البال حيث لدينا الآن طاقة كهربائية مستقرة ونظيفة ورخيصة الثمن". ويسعى العراق في محاولة منه للتغلب على تحديات ازمة تجهيز الكهرباء طويلة الاجل بالشروع في رحلة انتقالية نحو الطاقة البديلة المتجددة المتمثلة بالطاقة الشمسية.
وفي الوقت الذي يكون فيه الطلب على حلول منظومات الطاقة الشمسية مستمرا بالتزايد، فان أصحاب منازل وذوي مصالح تجارية يجدون ضالتهم في استثمار يوفر نفقات على مدى طويل ويكون صديق للبيئة مع وجود وفرة من الطاقة الشمسية.
وكان شرهان قد اقتنى قبل أربع سنوات منظومة طاقة شمسية بسعر 13 مليون دينار تولد ما يزيد على 5 كيلو واط من الطاقة الكهربائية. وقال ان ما توفره المنظومة من طاقة تستوفي ثمنها.
وكان قبل اعتماده على هذه المنظومة يسدد 250 الف دينار شهريا لصاحب المولدة الاهلية في حيه السكني وما يقارب أيضا من 45 الف دينار لفاتورة شبكة الطاقة الكهربائية الوطنية.
والان وبعد ان اكمل استثماره وانتفع منه فإنه يقوم بتوفير 200 دولار تقريبا بالشهر، وكذلك انه بمنأى عن تقلبات ارتفاع أسعار الاشتراك بالمولدات الاهلية، بل ان توفيره المالي في زيادة بمرور الوقت.
ويقول شرهان "الان انا لا اشتري كهرباء من المولد الأهلي وان كلفة استهلاك الكهرباء من الشبكة الوطنية قد تقلص لدي بنسبة 90% تقريبا".
وعلى الرغم من كون العراق ثاني أكبر منتج للنفط في أوبك، فانه يعاني من قصور في تجهيز الطاقة الكهربائية وذلك بعد عقود من حروب وعقوبات اقتصادية. ويواجه البلد من ناحية أخرى تحديات الفساد المستشري في مؤسسات حكومية فضلا عن بنى تحتية متهرئة، حيث يعتمد العراق على ايران في تغطية ثلث احتياجاته من الطاقة الكهربائية.
ومنذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، أنفق البلد ما لا يقل عن 60 مليار دولار لقطاع الكهرباء فقط، هذا وفقا لما صرح به رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي في عام 2020.
خلال موجات حر شهر الصيف تصل درجات الحرارة في قسم من محافظات العراق الى ما يزيد على 50 درجة مئوية، وتقف كمية تجهيز الطاقة عند 24 الف ميغا واط، زيادة بنسبة 22% عن الفترة نفسها للعام الماضي. وهذا لا يكفي لتجهيز كهرباء على مدار اليوم، حيث ان الحاجة الاستهلاكية لبلد تعداده السكاني 43 مليون نسمة تتطلب توفير 34 ألف ميغا واط.
رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، قال ان البلد حدد هدفا لتغطية ثلث احتياجاته من الكهرباء بحلول العام 2030 عبر الاستثمار بمشاريع الطاقة المتجددة والتشجيع كذلك للاستثمار بمشاريع إنتاج الغاز.
وفي خطوة للتشجيع تجاه الطاقة المتجددة أعلن البنك المركزي العراقي العام الماضي عن تخصيصه مبلغ 750 مليون دولار كقروض بدون فوائد تمنح للأهالي وشركات القطاع الخاص الذين يرومون شراء الواح الطاقة الشمسية.
أحمد موسى، ناطق باسم وزارة الكهرباء، قال لموقع ذي ناشنال الاخباري إن العراق قد وقع لحد الان ثلاثة عقود منفصلة مع شركات عالمية للتوصل إلى إنتاج 2,250 ميغا واط من الطاقة الكهربائية وذلك بحلول العام 2026.
وأضاف موسى بانه من المتوقع ان تضيف هذه الشركات، توتال الفرنسية وباور جاينا الصينية وبلال غروب العراقية، ما مجموعه 300 ميغا واط الى الكهرباء الوطنية بحلول الصيف القادم.
وقال ان مناقشات جارية مع شركة آكوا السعودية للطاقة الكهربائية وشركة مصدر الإماراتية للطاقة بنصب محطات طاقة شمسية في مناطق مختلفة من العراق لتوليد 1,000 ميغا واط لكل واحدة منها. وأضاف بان العراق يخطط لاضافة 7,000 ميغا واط من الطاقة المتجددة بحلول العام 2030.
احمد جاسم، يعمل في القطاع الخاص في مجال منظومات ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة، يقول ان عامة الناس غير مقتنعة بان هذه الألواح تستطيع توفير طاقة كافية لتشغيل أجهزة المنزل المختلفة، مشيرا الى انه خلال الفترة ما بين 2018 و 2020 قامت شركته وبالتعاون مع منظمات غير حكومية بعمل ورش توعية وتوفير دورات تدريبية لمهندسين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتم بذل جهود كبيرة لإحداث تغيير في ثقافة استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في البلاد، وشهدت الفترة الممتدة منذ العام 2021 طلبا متزايدا على منظومات الطاقة الشمسية.
عن موقع ذي ناشنال
ترجمة حامد أحمد