اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > قص لصق.. وأشياء أخرى!

قص لصق.. وأشياء أخرى!

نشر في: 4 ديسمبر, 2023: 11:00 م

عبد الكريم البليخ

ما يُثير حَماسك، ويزيدُ من ضغط الدم والسكّري هو ظهور أشخاص مدّعين لمهنة تَمدُ لكَ بساط الاحترام، ويعتدي هؤلاء على مقدساتها، وما على الآخرين، المعنيون بها ويهمهم حالتها، أن يشجّعوا هذا الشواذ العام، بل ويكرّسونه ويفاخرون به، والسبب هو أنّ هذا الشخص الذي ادّعى المهنية، صار شاملاً لكل شيء،

وبإمكانه فك الحصار والقوقعة التي وقعت فيها هذه الصحيفة، أو هاتيك المجلة، ولجوئهم إلى هذا المدّعي هو بمثابة إنقاذ لهم، وإغلاق باب الحاجة، لأنه ــ ومن خلاله ــ يمكن أن يُحقق ريعية لا بأس بها للصحيفة أو المجلة، والمساهمة في زيادة أعداد المشتركين، بعد أن قضى الله أمراً كان مفعولا!!

هذه الأخطاء مجتمعة لن تُحيجك إلا مزيداً من الرسوخ والتحدي والمكابرة، وجرّك إلى الاعتقاد الخاطئ على أنك إنسان يمكنك أن تُخدع وتلبس لباس المغفّلين، وتتعدى على حقوقهم، وتزيد تورّطك بأفكار مستباحة، كما يمكنك أن تندب حظك العاثر في نهاية الجولة، لما لا، وأنت غارق في نومٍ لن تسمح لنفسك ولا لمن حولك من أن يتجاوز حدود العلاقة معك.

وأمثال هؤلاء الأشخاص يظنون أنَّ سلّم الصعود بطلقة فكرة واحدة، ولكن في الوقت ذاته يمكنهم أن يقبعوا في أماكنهم لفترات يمكنها أن تطول أو تقصر دون أن يستطيعوا تحقيق أحلام وردية استغرقوا فيها، بل ازدادوا غيّاً في ذلك التتابع ما أوقعتهم في شرّ أعمالهم، وهم كثر، وما زالوا يتغنّون بالأمجاد، والمكاسب الرنّانة التي جعلت من ذلك الصحفي المدعي إنساناً مثيراً للدهشة، ومثالياً في اكتساب الفرص واغتنامها!.

وهذه الأفعال صارت متلاحقة، ويمكنها أن تدفع بهؤلاء المدّعين، والعاشقين المسيئين للصحافة، وبنوع من التحدي، وإن ظلّوا قاصري الطرف، وعاجزين عن متابعة ما يطلب منهم إلّا ضمن قالب معين مرسوم.

وإن نشر وتناول المسألة بنفس السياق العام والحدث، ومن خلال التعدّي على حقوق الغير، والاكتفاء بتغيير بعض العناوين، في مضمون المادة الصحفية، بحيث تتناسب مع الحدث الحالي، وهذا جوابهم المثير للاهتمام، ناهيك بنسخ أو قص ما ينشر لزملاء متميزين في المهنية، وفي طرح مواد صحفية لاقت استحسان الناس واهتمامهم.

إنّ أمثال هذه الصور، وعلى كثرتها اليوم، نجدها منشورة في مواقع التواصل الاجتماعي بصورة خاصة، ما أفسد الصورة الحقيقية للمادة المنشورة، كما أنه حال بين ما تضمنته المادة الأصلية من تلك التي سُوِّقَت بطريقة مشوّهة بعد أن جرى قصها وفبركتها، وتقديمها للقارئ على أنها من شغل ذلك الصحافي المخضرم الجديد الذي يحاول الظهور على الشاشة بطريقة أخرى، ضارباً عرض الحائط بكل الأعراف والقيم المتعارف عليها لجهة الوصول إلى قلوب القراء عبر هذه البوابة السريعة الانتشار التي صارت ميسرة وسهلة ومفتوحة أمام كل من يرغب في الصعود نحو القمّة التي يبحث عنها، والإدلاء بدلوه، غير مدرك أنّ الطريق ما يزال شائكاً، ويحتاجُ إلى مقومات وأسس من الصعب تجاوزها والقفز من فوقها بكل يسر على الرغم من حرية النشر المتاحة. النشر المتلاحق الذي يقوم به، وبعيداً عن قناعاته.

علينا مراجعة أنفسنا أولاً قبل أن نقع فريسة سهلة بيد الآخرين من أجل الظهور بعيداً عن المقومات الرئيسة التي يجب اتباعها كي لا تضيع الحقوق والالتزامات، وكذلك التغنّي بمواد منشورة هي من صنع الآخرين، وهذا ما بتنا نلاحظه اليوم، وبكثرة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram