 المدى/ خاص

تتعرض نساء مرشحات إلى مجالس المحافظات قبل موعد الاقتراع، لحملات تسقيط ممنهجة من قبل جهات سياسية منافسة، لرسم صورة سلبية لهن تهدف إلى تحجيم دورهن واعتبارهن حلقة ضعيفة.

عدالة اجتماعية

تقول المرشحة جيهان غني الخفاجي، خلال حديث لـ (المدى) إن "أهمية مشاركة المرأة في أي عمل سياسي أو اجتماعي يعطي قيمة مضافة، كونها ركيزة أساسية وفاعلة في المجتمع"، مشيرةً إلى أن "دور المرأة ومشاركتها في الانتخابات ضروري لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".

وتضيف، أن "هناك صعوبات تواجه المرأة تبدأ من الأسرة والعشيرة والمجتمع كون فكرة دخولها العملية السياسية حديثة العهد، لهذا نشاهد بعض التحديات التي تواجه المرأة في أي عمل تقوم به، وهي تدخل مجالاً كان مقتصراً على الرجال فقط".

وتتابع الخفاجي، أنه "لا يوجد تمثيل حقيقي للمرأة تحت قبة البرلمان، وفي الدورة الخامسة زادت نسبة الكوتا فكان عدد النساء (98) امرأة، وكنا نعول على هذا العدد أن يكون الثلث الفاعل والصوت العالي والمطالب بحقوق المواطن العراقي، لكنه كان تمثيلاً ودوراً خجولاً". وتأمل جيهان الخفاجي، أن "يكون دور المرأة وتمثيلها السياسي مختلفاً في الانتخابات المقبلة عن دورها في الانتخابات السابقة".

مضايقات

من جانبها، تقول المرشحة، أبرار العاني، في حديث لـ (المدى) إن "هذه المرة الأولى في مجالس المحافظات تكون هناك نساء تؤدين دورهن الخدمي والتشريعي والرقابي على المستوى المحلي"، لافتةً إلى أن "وجود المرأة في العملية السياسية مهم جداً لأن لديها نصف النسب السكانية وفي ذات الوقت يتحتم وجود نساء في مواقع صنع القرار والمراكز الإدارية".

وتضيف، أن "واقع المرأة في مجالس المحافظات حالياً يختلف عن الواقع السابق، كل النساء عليهن أن يهتممن بقضايا النساء، فقد تم إهمالهن سياسياً من قبل إدارات المحافظات ومن الحكومة المركزية".

وتستطرد العاني، أن "هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه المرأة في الانتخابات، إضافة إلى مضايقات يتم خلالها تمزيق الدعاية الانتخابية أو تصويرها بشكل غير لائق"، مشيرةً إلى أن "ممارسات حزبية سيئة بين الأحزاب السياسية تتعمد التسقيط بالنساء المشاركات في العملية الانتخابية باعتبارهن الحلقة الأضعف في الكيان السياسي".

صورة مفتعلة

الى ذلك، تقول المرشحة، هالة مجيد، خلال حديث لـ (المدى) إن "مشاركة النساء في مراكز صنع القرار ضرورية لتمثيل المواطنين بصورة عامة، والنساء بصورة خاصة كون هناك قضايا نسوية تحتاج التفاتة من قبل السياسيين". وتضيف، أن "هناك تحديات اقتصادية كون أغلب النساء ذوات دخل مادي أقل من الرجال، أما التحديات الاجتماعية فهي تحتم على النساء أن تكونن تابعات للرجال وليس لهن رأي سياسي، فضلاً عن التهميش والإقصاء والتبعية التي تواجهها النساء من قبل الأحزاب السياسية".

وتردف مجيد، أن "دور المرأة صار مختلفاً مع دخول منظمات المجتمع المدني في برامج توعية للنساء القياديات، رغم الصورة السلبية التي تفتعلها جهات معينة بغية التسقيط بالنساء المشاركات في العملية الانتخابية".

كوتا

وبحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فإن إجمالي عدد المرشحات، بلغ 1657 مرشحة من أصل 6 آلاف مرشح.وفقاً لقانون الانتخابات رقم (9) لسنة 2020، فأن آلية فوز النساء تتم عن طريق الكوتا والتي تكون فيها مشاركة المرأة في ما لا يقل عن 25‎%‎.

يشار إلى أن أول انتخابات لمجالس المحافظات كانت في العام 2013، وسجلت نسبة المشاركة 50% مع وجود حظوظ قليلة للنساء، على الرغم من استمرار عمل المجالس حتى عام 2019. وكان مجلس الوزراء، قد حدد، في وقت سابق، 18 كانون الأول الحالي، موعداً لإجراء الانتخابات المحلية.