طويريج (كربلاء) 964
تعرض الحاج صالح الكردي وعائلته إلى التهجير من مدينة خانقين عام 1974 بعد صدور أوامر من حزب البعث الحاكم آنذاك، ما اضطره إلى الانتقال للسكن في قضاء طويريج بكربلاء، رافقه في رحلته هذه الحاج أحمد الذي اختار الاستقرار في المدينة حتى الآن.
الحاج أحمد الكردي لشبكة 964:
جئنا إلى طويريج مجبرين بعد تركنا خانقين عام 1974 بأمر من النظام السابق، حيث كان يعمل على تعريب مناطقنا وترحيل الكرد إلى المناطق العربية، وبعد مدة من الزمن شعرنا بإمكانية الاستقرار في هذه المدينة.
الناس هنا بسطاء ويمكن التعايش معهم بسهولة، وهذا ما دفعنا إلى تأسيس عملنا الخاص أنا والحاج صالح وشاركنا أيضا الحاج نعمة رشيد أبو جوعانة وهو من أهالي طويريج المعروفين.
كل منا كانت له نسبة الثلث في مشروعنا الخاص بالحدادة فقد أسسنا (معمل النصر) لصناعة العربات والخزانات والآلات الزراعية الأخرى، وقمنا بشراء أراضٍ في القضاء وشيدنا محال تجارية وقمنا بتأجيرها، وهذا الأمر قائم إلى يومنا الحالي.
الحاج صالح كان رجلاً ودوداً يحب مساعدة الآخرين، وقد حظي بمحبة كل من عرفوه أو عملواً معه وترك انطباعاً جميلاً لدى الجميع، وكان من أغنياء خانقين فهو يملك أراضي زراعية واسعة بمنطقة “قورق” وله بيت ضخم هناك.
توفي الحاج صالح سنة 2005 بنوبة قلبية في مدينة كلار عن عمر ناهز 82 عاماً، بعد أن ذهب في زيارة إلى كردستان وكانت نيته أن تكون زيارة مؤقتة، لكنه لم يعد، ودفن في مسقط رأسه.
كان للحاج صلاح رحمه الله 3 بنات وابن وحيد، عادوا إلى كردستان، أما أنا اخترت الاستمرار هنا ولكن أولادي منهم من بقي ومنهم من اختار الذهاب إلى السليمانية، فيما عادت الكثير من العوائل الكردية المرحّلة من الهندية إلى خانقين ومدن كردستان.
أبو صفاء – أحد سكان طويريج:
حين جاء الحاج صالح إلى قضاء طويريج كانت هذه الأراضي التي تعرف اليوم بالحي الكردي جرداء خالية من الوحدات السكنية.
كان رجلاً غنياً استطاع شراء الكثير من الأراضي، منها ما تحول إلى محال تجارية تقع على الشارع العام الذي يعتبر اليوم من أكثر الأماكن حيوية، كما كان له معمل كبير للحدادة واشتغل معه الكثير من أهالي المدينة.
الناس هنا أحبته لأنه رجل محترم وقد سمي الحي الكردي بهذا الاسم نسبة له ولشريكه الكردي أيضاً.