 المدى/ خاص

شهدت التحالفات السياسية في الأنبار، عدداً من الانسحابات قبيل المشاركة في انتخابات مجلس المحافظة، وبحسب أغلب المرشحين المنسحبين فإن انسحابهم جاء نتيجة لانعدام الرؤى داخل تحالفاتهم، كما عد مراقبون الأمر مؤشرا سلبيا على العملية الانتخابية.

"عرقلة" انتخابية

يقول المحلل السياسي، سرمد شاكر، في حديثه لـ(المدى)، إن "الانسحابات شيء متوقع قبل المصادقات الرسمية على أسماء المرشحين، وبالتحديد من التحالفات التي تضم شخصيات سياسية تقليدية خلقت حاجزا منيعا بين المواطنين وبين تحركاتهم وأهدافهم".

ويضيف، أن "بعض المرشحين تم اقناعهم للانضمام إلى تحالفات لا تمتلك اهدافا ولا برامج"، مشيراً إلى أن "الانسحابات تؤثر سلباً على التحالف الذي لا يملك هدفا انتخابيا ولا يملك مرشحوه إيمانا سياسيا بقادة التحالف أو بالأهداف العامة".

ويردف شاكر، أن "الانسحابات أياً كانت غايتها من قبل المرشحين تمثل خسارة لأصوات كثيرة ستسهم في عرقلة سير العملية الانتخابية".

ويتابع، أن "التحالفات الأخرى روجت بأن المنسحبين لا يمتلكون قاعدة جماهيرية أو انهم لن يحققوا نتائج انتخابية جيدة"، لافتاً إلى أن "الصوت الواحد يستطيع أن يمنح الفوز لمرشح على حساب آخر".

ويوضح، أن "الانسحابات هي الضربة القاصمة لأي تحالف في هذا الوقت الحرج وخصوصاً قبل موعد الاقتراع بأيام معدودة، حيث لا يجوز استبدال المرشح بعد مصادقة الأسماء ولا يوجد للانسحاب مخرج آخر غير القبول بالواقع".

انسحابات

ذكرت المرشحة السابقة عن تحالف العزم في محافظة الأنبار، وسن السعدي، في وقت سابق، أن "الانسحاب من انتخابات مجالس المحافظات ومغادرة تحالف العزم سببه انعدام الرؤى لدى التحالف"، مؤكدة "حرصها على مصلحة الأنبار واستقرارها".

كما أعلن المرشح، خالد متعب العيساوي، عدم خوضه الانتخابات المحلية ضمن التحالف ذاته، إلى جانب انسحاب المرشح فؤاد كريكش بشكل نهائي من تحالف العزم وانسحابه من الانتخابات، فضلاً عن انسحاب المرشح عن تحالف الرئاسة، رحيم سليمان المرعاوي.

"استغلال" سياسي

من جانبه، يرى المهتم بالشأن السياسي، عبدالله ناظم، خلال حديث لـ(المدى)، أن "الانسحابات في الأنبار لن تؤثر على سير العملية الانتخابية خصوصاً أن المرشحين المنسحبين هم غير معروفين وليس لديهم رصيد انتخابي".

ويضيف، أن "بعض المنسحبين أوضحوا بأن فرصهم قليلة والمنافسة في ظل المال السياسي كبيرة وهي الحاسم لنتائج الانتخابات".ويبين ناظم، أن "جهات حزبية استغلت هذه الانسحابات بالترويج لنفسها ولزيادة حظوظها الانتخابية، بغية صرف النظر عن إخفاقاتها السياسية".

ويتابع، أن "الانسحابات حالة طبيعية تحدث في كل تحالف، كونها تمثل رأي المرشح شخصياً لا رأي الجماهير، ولن تؤثر على سير العملية الانتخابية".

اقتراع محلي

وبحسب مفوضية الانتخابات، فإن التصويت سيبدأ فعلياً في 16 من شهر كانون الأول الجاري، لكنه سيقتصر على القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والنازحين، في حين سيكون إجراء التصويت العام للمواطنين يوم 18 من الشهر نفسه، إذ يحق لنحو 16 مليون ناخب التصويت.

يشار إلى أن عدد المرشحين الكلي للانتخابات هو 6022 موزعين على 38 تحالفا، فيما يبلغ عدد التحالفات والأحزاب والأفراد 163، وبلغ عدد المرشحين للتحالفات 4223، وعدد المرشحين للأحزاب 1729، وللأفراد 70 فرداً، وعدد المرشحين من المكون المسيحي 16 مرشحاً، وللصابئة 10 مرشحين، وللكرد الفيليين 13 مرشحاً، ولمكون الشبك 5 مرشحين، وللإيزيديين 4 مرشحين.

يذكر أن 87 مراقباً دولياً سيعملون على مراقبة الانتخابات، وأكثر من 33 ألف مراقب محلي، وأكثر من 5 آلاف من وكلاء الأحزاب، كما ستشارك 95 مؤسسة تمثل الإعلام العربي والدولي.