الموصل/ سيف الدين العبيدي
تمكنت الجهود والتعاون المشترك بين القطاعات التعليمية الحكومية والخاصة والمتمثلة بجامعة الموصل، ومؤسسة الهدى التعليمية من تحقيق انجاز هو الاول من نوعه على مستوى العراق، تكمن في تأسيس اول متحف رقمي يعرض على شاشات ذكية.
المتحف، هو عبارة عن شاشات رقمية يبلغ عددها ٢٥ شاشة، تختص كل واحدة منها في عرض موقع اثري معين او مدينة حضارية، منها بغداد ونينوى ومدينة الحضر وسامراء، إلى جانب الحضارات القديمة من سومر واشور واكد، وكذلك الحضارة الإسلامية، بالإضافة إلى الشخصيات والملوك التي عاصرت وحكمت بلاد وادي الرافدين.
آلاء خليل، مديرة مدرسة الهدى اوضحت لـ(المدى)، ان المتحف مصمم من قبل كوادر مؤسسة الهدى التعليمية، ويعرض المواقع التاريخية عبر ٢٥ شاشة ذكية، وبينت؛ ان هذا العمل هو فريد من نوعه في العراق، وانجز بسواعد الكادر التدريسي، وبالتعاون مع قسم التاريخ في كلية الاداب، كما عملوا قبل عام ونصف على رقمنة الاثار في العصور الإسلامية ضمن متحف رقمي مختص عن حضارة ام الربيعين ضم ٢٦ شاشة، وقد نجحت الفكرة آنذاك، لذلك قاموا بتطويرها هذه المرة.
ولفتت، إلى ان العمل استند على المعلومات والمصادر، وقد اختص عن كل موقع اثري استاذ من قسم التاريخ منهم المؤرخ والاستاذ المتمرس بجامعة الموصل الدكتور احمد قاسم جمعة، الذي تحدث لـ(المدى)، قائلاً: إن "المتحف يعرف بتاريخ الحضارة العراقية منذ ولادتها وإلى ما وصلت اليه اليوم بكل مجالاتها"، ويبين، ان "المواقع والمدن الاثرية في العراق ككل هي مكملة لبعضها لكن كل موقع له خصوصية".
وأضاف، ان "جهداً كبيراً بذل في تأسيس هذا المتحف من جانب التحري عن المعلومات ودقتها، وان الشاشات تساهم في تعريف الزائر عن المواقع الاثرية التي لا يستطيع الوصول إليها او انه ليس لديه وقت لزيارتها وتعريفه بها عن قرب"، واشار إلى، ان مساهمته في هذا المتحف كان كمصدر ومرجع عملي للمعلومات كإضافات او تحقق من المعلومة والتصحيح.
من جانبه، بين رئيس قسم التاريخ الدكتور ليث محمد، ان المتحف يشمل تراث وتاريخ العراق في العصور المختلفة، وكانت له تجربة سابقة في إقامة متحف عن تراث وحضارة نينوى قبل عام ونصف وبعد نجاحها اتفق مع مؤسسة الهدى على تطوير العمل لتشمل تاريخ وادي الرافدين، ضمت حضارات اكد، اشور، سومر والعصور الإسلامية كافة.
وأوضح، ان العمل قدم بصورة مبسطة وعلمية وبطريقة رقمية وبشاشات متطورة وثلاثية الابعاد، كل واحدة منها متخصصة بحقبة تاريخية معينة، وان الذي وقع على عاتق قسم التاريخ تجاه هذا المتحف هو تقديم المعلومات، وأضاف، ان هذا الإنجاز يخدم جميع المستويات التعليمية من حملة شهادة الدكتوراه وإلى الابتدائية.
في الوقت ذاته، اكد مدير مفتشية آثار نينوى خير الدين احمد، بحديثه لـ(المدى)، ان إقامة مثل هكذا متاحف مهم جداً للتعريف باهم المواقع الاثرية في نينوى بشكل خاص والعراق بشكل عام مما ينشر الوعي الثقافي الحضاري لدى المواطنين.
