المدى/خاص

يعاني النازحون نقص مقومات الحياة في المخيمات، تلك المعاناة تهدد مستقبلهم مع أطفالهم، في ظل غياب الدور الحكومي لحل قضيتهم العالقة منذ سنوات، فضلاً عن وعود الساسة بإعادتهم إلى ديارهم الأصلية مع كل فترة انتخابية.

وعود «مزيفة»

يقول النازح من محافظة الأنبار، محمود رعد (40 عاماً) في حديث لـ(المدى)، إن «الجهات الحكومية لا تدري عنا شيئاً، نعيش حياة لا يرتضيها أحد لنفسه» مشيراً إلى أن «الكثير من المرشحين وقت الانتخابات يأتونا يومياً ويطلقون الوعود والآمال لتحسين الظروف التي نمر بها، وبعد انتهاء الانتخابات لن نرى وجوههم مرة أخرى».

ويضيف، أن «المستقبل مجهول، الأطفال لا يحصلون على التعليم الصحيح في المخيمات، وأغلب الناس يعيشون على مساعدات منظمات المجتمع المدني».

ويتابع، أن «الانتخابات الماضية كانت خير دليل على محاولات استغلال السياسيين لقضية النازحين وكسب اصواتهم، ولكن من اليوم كل الاعيبهم باتت مكشوفة لنا، ولن نفرط باصواتنا».

«إستغلال» انتخابي

من جانبه، يقول رئيس المركز الستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، خلال حديث لـ(المدى)، إن «النازحين يعيشون مأساة إنسانية كبيرة لأكثر من تسع سنوات متواصلة» مشيراً إلى أنهم «معرضون للاستغلال الانتخابي في كل فترة».

ويضيف، أن «الاستغلال يتم من خلال إعطاء الوعود الخاصة في التعامل مع ملف النازحين من ناحية المساعدات والمنح المالية، وكلها أساليب مزيفة هدفها الحصول على أصواتهم الانتخابية».

ويدعو الغراوي وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني إلى، «توعية النازحين بأهمية الصوت الانتخابي واستغلال الجهات السياسية»، لافتاً إلى «غياب الدور الرقابي لمفوضية الانتخابات في المخيمات».

«ضغط» سياسي

إلى ذلك، قال السياسي الإيزيدي فهد حامد، في تصريحات سابقة، وتابعتها (المدى)، إن «هناك خشية كبيرة من تأثير الضغط السياسي الذي يُمارس على النازحين في المخيمات».

وأضاف، إن «الالآف من أهالي سنجار من النازحين الإيزيديين مازالوا يعيشون في مخيمات النزوح بإقليم كردستان وهؤلاء تمارس عليهم ضغوط سياسية»، مبيناً أن «هذه الضغوط هدفها الحصول على أصواتهم في الانتخابات القادمة».

وطالب حامد مفوضية الانتخابات بـ»زيادة الرقابة والتشديد على مخيمات النزوح وضبط آلية التصويت لمنع التزوير».

إحصائية

وبحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، فأن هناك 48 ألف و260 نازحاً تحق لهم المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات المقرر أجراؤها في 18 كانون الأول الحالي.

كما سيتوجب على النازحين المقيمين خارج المخيمات العودة إلى مناطقهم الأصلية للإدلاء بأصواتهم، فيما تلتزم الحكومة بتوفير التسهيلات لهم ونقلهم إلى مراكز التصويت.