 ذي قار / حسين العامل

احتفت الاوساط الثقافية والادبية بتجربة الشاعر الراحل مجيد جاسم الخيون الذي جسد بقصائده حياة الاهوار وطبيعتها وتفاصيلها المكانية ، مؤكدين انه انماز عن مجايليه بكونه رسم بشعره لوحات ومنمنمات لأنثروبولوجيا الاهوار بكل عنفوانها.
وفي حديث لـ(المدى) قال الكاتب كَاني ياسين آل جواد خلال حفل توقيع كتابه المعنون (مجيد جاسم الخيون يحتضن هور الجبايش ثانية) : احتفاءً بالتجربة الشعرية والنضالية للشاعر مجيد الخيون اعدنا طبع ديوانه واضفنا له ما كتبه القاص الراحل فهد الاسدي عن تجربة الشاعر وكذلك ما كتبه الدكتور سعيد الجعفر والشاعر ماجد السفاح والكاتب عكاب سالم الطاهر".
وتحدث آل جواد عن "الشعراء في ذاكرة الاهوار وعلاقة الخيون بتلك البيئة وتبنيه لقضايا سكانها من الكادحين والصيادين والفقراء والمعدمين ، فضلا عن ثباته واخلاصه لتلك القضايا التي قادته الى سجون الانظمة الاستبدادية التي تقمع احلام وتطلعات الحالمين بوطن حر وعيش كريم" . وبدوره قال الدكتور سعيد الجعفر في ورقة ثقافية قدمها عن الشاعر المحتفى به "إذا كان الشعر ديوان العرب لقلنا إن مجيد الخيون هو ديوان الأهوار"، واضاف "فقد انماز عن مجايليه بكونه رسم بشعره لوحات ومنمنمات لأنثروبولوجيا الاهوار بكل عنفوان وحركة وتفاصيلها الحياتية".
واردف الجعفر " فلا نجد من شعراء المحكية سواه وسوى زامل سعيد فتاح وبشكل أقل مظفر النواب وعريان السيد خلف من انطلق من الارض ليبدع "، واسترسل "فالآخرون هبطوا على الواقع من رماد اللغة".
ويجد الجعفر الذي يعد واحدا من ابرز المختصين باللسانيات ان " معجم مجيد الخيون وصوره وتشبيهاته ومجازه كلها مأخوذة من دفء الارض والماء في هذه البقعة الطيبة التي يتفق الكثير من اللسانيين والمؤرخين والاركيولوجيين على أنها هي جنة عدن المقصودة في السرديات اليهودية والمسيحية والاسلامية ".
وتابع الجعفر " لم يفت مجيد الخيون كونه مثقفا يساريا حداثويا ثائرا على التقاليد أن يعرج الى وضع المرأة المسجونة داخل سجني العرف القبلي وفقهاء الظلام، فأفرد قصيدة يصف فيها العشق الممنوع"، واستطرد " اعني قصيدة " حلمانه" فقد صاغ الشاعر وبإبداع ووعي القصيدة على بحر يوحي بالملاحقة والخوف هو بحر السريع وضربه منهوك السريع ، فتجد ضربة الوجع تتكرر في لحظات القصيدة " كلساع أفز" وهذا الضرب من الشعر يسمى جلمة ونص كما في " حن وآنه احن" لمظفر أو قصيدة المجرشة لملا عبود الكرخي".
وردد المشاركون في الامسية عددا من قصائد الشاعر المحتفى به ولاسيما القصائد التي تتحدث عن الاهوار كقصيدة :
"يا هور الجبايش لا تسد الشط ، يبو العكيد يلشبعت طير البط"
وقصائد اخرى سياسية كتبت في معتقل نكرة السلمان يوم كانت سجون العراق تكبل خيرة ادباء وشعراء ومثقفي العراق ومن بينهم الشاعر مظفر النواب وعريان السيد خلف وشعراء اخرين رافقوا الخيون في مسيرته النضالية التي تنحاز لقضايا الانسان.