بغداد/ تميم الحسن
رسائل تحذيرية، وتهديدات بايقاف الراتب كانت تلاحق منتسبي القوات الامنية في الاقتراع الخاص لانتخابات مجالس المحافظات. ويشارك في هذه الدورة لاول مرة الحشد الشعبي، حيث يمثل نسبة ربع عدد الامنيين المشمولين بالتصويت الخاص. ورافقت العملية خروقات من قبل منتسبين وبعض الاحزاب، فيما اكدت وزارة الداخلية عدم تسجيل اي حدث امني.
عشية الاقتراع كانت الاجواء السياسية في بغداد ساخنة رغم انخفاض درجات الحرارة، حيث انتشرت دعوات لمبيت الصدريين في الشوارع اعتراضاً على اجراء الانتخابات.
وفي تلك الليلة اصدر مكتب زعيم التيار مقتدى الصدر، اوامر "براءة" من 12 صدريا شاركوا في الانتخابات من بينهم محمد الشمري شقيق النائب الصدري السابق سلام الشمري.
وقال بيان للمكتب إنه انطلاقا من نهج الصدر في محاربة الفساد وموقفه الواضح "من مقاطعة العملية الانتخابية الفاسدة(...) نعلن براءتنا من المرشحين غير المنسحبين داخل التيار الصدري من الانتخابات".
وقبل ذلك وجه الصدر، أنصاره بعدم الاعتداء على المراكز الانتخابية، لانتخابات مجالس المحافظات التي وصفها بأنها "انتخابات فاسدة".
وكان زعيم التيار قد حسم الشهر الماضي، موقفه من الانتخابات، وخاطب جمهوره قائلا إن "مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً... ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا... ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب".
وعلى وقع تلك الأحداث فتحت مراكز الاقتراع في الساعة السابعة من صباح امس (على ان تغلق في الساعة السادسة مساءً)، ابواب المراكز للمصوتين البالغ عددهم اكثر من مليون و500 الف ناخب.
وتداول ناشطون ومراكز مراقبة الانتخابات، اخبار ورسائل عن "تهديدات" تلقاها منتسبو القوات الامنية في حال رفضوا التصويت.
وبحسب تلك الاخبار، فان عددا من المسؤولين والقادة في الجيش والشرطة "ابلغوا المنتسبين بالتصويت لصالح مرشحين معينين".
ويشارك اكثر من مليون منتسب في التصويت الخاص، من بينهم اكثر من 238 الف من الحشد الشعبي (حسب بيانات موازنة 2023) الذي يشارك لاول مرة بالاقتراع الخاص.
ووفق مراقبين ان اصوات "الحشد" ستوزع على قوائم الاطار التنسيقي، وابرزها "نبني" بزعامة هادي العامري، ودولة قانون (نوري المالكي)، بحسب تعليمات سابقة صدرت للمنتسبين.
وتنص المادة 22 /اولا من قانون الانتخابات في 2023: "يكون التصويت الخاص قبل ٤٨ساعة من موعد الاقتراع العام لمنسوبي وزارة الدفاع والداخلية والاجهزة الامنية الاخرى والبيشمركة".
ونشر بعض المنتسبين صوراُ من داخل محطات الاقتراع، رغم وجود تعليمات بمنع دخول الهواتف، أظهرت إتلاف متعمد لعدد من استمارات التصويت. الى ذلك شدد رئيس الوزراء محمد السوداني، على عدم ممارسة أي شكل من أشكال الضغط والتأثير على خيارات المنتسبين.
بالمقابل اشار مراقبون وشهود عيان الى وجود عمليات "تثقيف" لبعض الاحزاب والتحالفات قرب المراكز الانتخابية.
وذكر بيان لمكتب السوداني عقب زيارة الاخيرة الى مقر قيادة العمليات المشتركة للاطلاع على خطة تأمين الانتخابات و"بذل أقصى الجهود من أجل توفير الأجواء الآمنة، بما يضمن نجاح الانتخابات، وتحقيق تطلعات المواطنين في انتخابات حرة ونزيهة".
وجدد السوداني، وفق البيان، توجيهاته السابقة للقيادات الأمنية والعسكرية، بـ"عدم ممارسة أي شكل من أشكال الضغط والتأثير على خيارات المنتسبين، وترك الخيار لهم في انتخاب من يرونه مناسباً".
وأكد على "اتخاذ أعلى مراحل الاستعداد للتصدي لأية خروقات أمنية تهدف إلى إرباك العملية الانتخابية".
وكان السوداني قد وجه رسالة في ليلة الاقتراع قال متحدثا فيها الى القوات الامنية "ليس من حق أحد أن يملي عليكم أو يتدخل بتحديد خياراتكم وتوجهاتكم". بالمقابل أكد وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، أن مراكز الاقتراع مؤمنة بالكامل.
وقال الشمري في تصريح للقناة الرسمية امس، إنه "منذ الصباح الباكر والمنتسبون يتوافدون على مراكز الاقتراع وتم تقسيم المنتسبين الى ثلاث وجبات من اجل تسهيل عملية التصويت".
واضاف أن "عملية الاقتراع تجري بانسيابية تامة في جميع المحافظات ولا توجد اية خروقات".
كذلك قال نائب قائد العمليات المشتركة ورئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات، قيس المحمداوي ان "القطعات التزمت بتعليمات وتوصيات القيادة والمفوضية".
ووفق أرقام المفوضية عن الاقتراع الخاص، فقد بلغ عدد القوات الأمنية 1002393 فرداً، كما ان عدد مراكز الاقتراع الخاصة بهم تبلغ 565 مركزاً وعدد محطات الاقتراع 2367 محطة.
أما بخصوص النازحين في مخيمات النزوح، تبين المفوضية، ان عددهم هو 48260 نازحاً، وعدد مراكز الاقتراع الخاصة بهم 35 مركزاً، وعدد محطات الاقتراع 120 محطة.
ويفترض، بحسب المفوضية، ان تعلن نتائج التصويت على الخاص بعد 24 ساعة من التصويت العام الذي سيجرى غداً الاثنين. وفي وقت لاحق كشفت المفوضية عن نسبة المشاركة بالتصويت الخاص، حتى منتصف نهار امس، حيث بلغت نحو 38%.