 ذي قار / حسين العامل

دعت منظمات رقابية شاركت بالإشراف على انتخابات المجالس المحلية الجهات المعنية الى التحقيق بالتسريبات والمقاطع الصوتية التي تكشف عن صفقات شراء اصوات انتخابية وذلك اثر تداول مواقع التواصل الاجتماعية لتلك التسريبات.

وانتشرت في اعقاب اعلان النتائج الاولية الخاصة بانتخابات مجالس المحافظات التي جرت يوم الاثنين الفائت عدة مقاطع فيديوية تحمل بصمات صوتية لمرشحين خاسرين وهم يهاتفون اشخاص تعهدوا لهم بشراء اصوات الناخبين مقابل صفقة بملايين الدنانير.

واثارت المقاطع المذكورة موجة واسعة من التندر والسخرية والتعليقات المنددة باستخدام وسائل رخيصة لكسب اصوات الناخبين ، فيما دعت منظمات مجتمعية معنية بشؤون الانتخابات الى التحقيق بتلك الفضيحة الانتخابية ومحاسبة الجهات والاشخاص المتورطين فيها عادين الدورة الانتخابية الاخيرة من اكثر الدورات التي تكشفت عن مظاهر شراء اصوات الناخبين.

وقال مدير مكتب منظمة تموز في محافظة ذي قار رزاق عبيد ظاهر لـ(المدى) إن " المقاطع الفيديوية والبصمات الصوتية ظهرت بعد اغلاق مراكز الاقتراع والاعلان عن النتائج الاولية "، واضاف ان " الكثير منها يكشف عن صفقات حقيقية لشراء الاصوات فيما يجسد القسم الاخر مقاطع تسخر من المرشحين الخاسرين الذين وقعوا ضحايا لصفقات الخداع الانتخابي ".

واكد ظاهر ان " الكثير من البصمات الصوتية تحققنا منها وظهرت انها حقيقية وبأصوات مرشحين معروفين ، فيما ظهرت مقاطع اخرى مماثلة تسخر مما حصل".

واشار ظاهر الى ان " المقاطع الصوتية تحمل عتبا مرا وتقريعا ولوما من قبل المرشحين الخاسرين الى أشخاص قبضوا منهم اموال كبيرة من دون ان يحصدوا الاصوات المرجوة او المتفق عليها بين الطرفين"، واضاف ان " ما حصل وتكشف امر مؤسف ولا ينسجم مع قواعد وضوابط العملية الانتخابية التي لا تسمح بشراء الاصوات او اغراء الناخب بمنافع شخصية او وعود بوظائف حكومية ".

ويجد مدير مكتب منظمة تموز ان " الدورة الانتخابية الحالية كانت الاكثر عددا من حيث المرشحين وكذلك الاكثر من حيث الكشف عن فضائح صفقات شراء الاصوات"، لافتا الى استخدام طرق مخجلة من بعض المرشحين في عملية شراء الاصوات تم فيها زج اسماء بعض العشائر المعروفة.

وتساءل ظاهر " ان كان المرشح يلجأ الى هكذا اساليب غير قانونية للفوز بالانتخابات فكيف يمكنه ان يخدم المواطنين بعد فوزه وتسنمه المنصب الحكومي واشرافه على تنظيم موازنة المحافظة واقرار المشاريع ضمن خطة تنموية؟".

وشدد مدير مكتب منظمة تموز على اهمية ان "يتحرك الادعاء العام ومفوضية الانتخابات للتحقيق بما تكشف من فضائح وصفقات مشبوهة ومحاسبة المتورطين بها "، عادا ذلك تحايل انتخابي وخرقا للقانون وقيم المجتمع واساءة لسمعة وعمل مفوضية الانتخابات, منوها الى ان " بعض المرشحين المتورطين بتلك الصفقات معروفين ومشخصين ويمكن التوصل لهم بسهولة عبر الجهات المعنية".

وكان مكتب مفوضية انتخابات ذي قار كشف عن مشاركة اقل من 30 بالمئة من الناخبين بعملية الاقتراع الخاصة بانتخابات مجالس المحافظات، وبذلك تسجل ادنى نسبة مشاركة مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة، فيما تحدثت منظمة تموز المشاركة برقابة الانتخابات عن اقل من 25 بالمئة وعزوف اكثر من 75 بالمئة معظمهم من الناخبين الشباب.

وكان مدير مكتب انتخابات ذي قار فلاح الموسوي افاد في (مطلع تشرين الثاني 2023) بان "عدد المرشحين لانتخابات مجلس محافظة ذي قار يبلغ 331 مرشحا بواقع 87 مرشحة و244 مرشحا من 12 كيانا وتحالفا انتخابيا ومرشحين اثنين من المستقلين ترشحا بصورة فردية"، مبينا ان "المرشحين يتنافسون على شغل 18 مقعداً".

وشهدت اعداد الناخبين المسجلين في سجل الانتخابات في محافظة ذي قار زيادة كبيرة تقدر بنحو 500 الف ناخب خلال الاعوام الـ 13 الماضية اذ بلغت اعدادهم خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2010 أكثر من 969 ألف ناخب مقارنة بأعدادهم الحالية البالغة مليون و465 الف ناخب.