اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > سلاسل التوريد بعيون عراقية

سلاسل التوريد بعيون عراقية

نشر في: 26 ديسمبر, 2023: 10:44 م

ثامر الهيمص

صراع بين طريق الحرير والممر الهندي المزمع اقامته , من ان 80% من المواد الاولية لصناعة الادوية في العالم مصدرها صيني , والمنتج الدوائي الهندي المنافس 80% منع مواده الاولية من الصين .

بحيث باتت هذه التجارة عنوانا بارزا لعموم الهيمنة الصينية بالاضافة لاكبر سوق عالمي , وهي لديها مليار ونصف مستهلك بمستوى جيد بدخلهم السنوى عالميا , فالذي ليس لديه من الشركات الكبرى العالمية مكان هناك ربما يتعرض للخسارة , ولذلك قيل عن لسان مستهلك امريكي , من ان كل ما في بيتي صيني عدا زوجتي . فالتجارة الدولية استيرادا وتصديرا الان محورها بكين اقتصاديا واداريا , عبر سلاسل التوريد التقليدية وافاق البريكس .

فقد قيل قديما , كل الطرق تؤدي الى روما , عندما هيمن الرومان كامبراطورية ’ كانت التجارة الدولية تتمحور حول روما , وربما كانت رحلة الشتاء ورحلة الصيف احد روافدها مع الشام الرومانية انذاك , فهل الان كل الطرق تؤدي الى بكين ؟

ولكن هذه المعطيات لا تسعفنا ونحن عازمين القيام بمشروعنا التنموي الكبير في الفاو كمكمل للحزام والطريق الصيني , وامامه تحدي الممر الهندي الخليجي ثم ايلات وصولا لاوربا الذي اقر في المؤتمر الاخير للدول العظمى العشرين بغياب الرئيسين الصيني والروسي ,وربما الحرب الدائرة الان في غزة والبحر الاحمر ربما احد تداعياتها فكانت الحرب الدائرة الان على الفلسطينين الظالمه كون الاحتلال لا شرعية دولية له ’ اخذ الامر بالتدويل عمليا من خلال ازمة التوريد في البحر الاحمر . اذ الصين وروسيا لا يتفرجان في هذه الحالة ’ اما اقليميا فأن تركيا وايران غير مكتوفي اليد امام شراكة معلنة او غير واضحة لعدم انظمام تركيا للبريكس كما ستنظم ايران ومصر والسعودية , سيما وان تركيا تستعد من الان في تهيأة موانئها كحلقة اساسية في الحزام والطريق .

ولذلك بات الممر الهندي الخليجي الاسرائيلي المتوسطي أمره معلقا بسبب طوفان الاقصى عمليا , كما ان التناغم او التعايش بين المشروعين معلقا , لحين انتهاء الحرب بنتائج لا يتوقع ان تكون سلسه امام الهند/ امريكا او الغرب .

ولكن لا يعني هذا توقفنا كعراقيين بانتظار النتائج , رغم اننا مشتبكين مع الطرفين بعلاقات وتحالفات ومواثيق بالاضافة هو اننا لسنا مؤهلين بعين البريكس كدولة جاهزة كما ستجهز كاملة ايران والسعودية ومصر اقليميا عند بداية 2024 كاعضاء اصليين.

النقطة المركزية او الاشكالية الاساس التي ينبغي التركيز عليها ينبغي الانفتاح امام الخطوة الاولى التي تجعل من مشروعنا التنموي الذي يبدأ من الفاو كمشروع عملاق يقطر الصناعة والتجارة من خلال ترانزيت دولي يواكب عراق مقتدر مؤهل كما تأهلت الدول الاقليمية الثلاث . والاهم من خلال هذه الاشكالية هي الذريعتين الامريكيتين . التي جعلت من الاولى محورا لتحالف دولي ضد داعش ,والثانية خروجنا عمليا من خانق الديون البغيضة , وكما نلمسها من خلال هيمنة الفيدرالي الامريكي على دولارنا النفطي , حيث يبدو اننا بين البندين السابع والسادس عالقين .

اذ العراق مجرد ساحة لعقوبات امريكية لدول معاقبة دوليا /امريكيا , وحسبما نسمع عن الدولار الموازي .

فالتجربة لعشرين عاما خلت سوى هيمنة صندوق النقد الدولي , وهذا امر طبيعي عندما يكون الاقتصاد المالي سيد الموقف ليرسم عمليا السياسات للعمل الدبلوماسي والعسكري . فعندما تطالب دول البريكس الحالية باعادة توزيع الاصوات في صندوق النقد الدولي وذلك للحد من هيمنة الولايات المتحدة واوربا التي تستحوذ على النسبة الاكبر من ناحية عدد الاصوات اذ يبلغ عدد اصوات الولايات المتحدة (17%) من عدد اصوات الصندوق بينما تبلغ نسبة تكتل دول البريكس مجتمعة (11%) من عدد الاصوات . ( امريكا ما بين القطبية الصلبة والتحديات /دكتور جعفر بهلول جابر الحسيناوي /ص 299/2019) . نحن امام هذا الاستقطاب , حيث مظاهره تبدت من خلال طوفان الاقصى كما يبدو ستراتيجيا بين الاقطاب الرئييسئة . فهدف البريكس هو فك او تفكيك طبيعة هذا الاستقطاب غير العادل اجمالا من خلال المنظمات الدولية التي هي ادوات للااكثر اصواتا , سواء في صندوق النقد الدولي وصولا لمجلس الامن مرورا بمنظمات الامم المتحدة ’ لكي تكون هناك ارضية يمكن ان تكون العدالة اكثر وبموجب القانون الدولي الذي تخترقه اسرائيل ل78 مره في مجلس الامن بدعم مباشر من منظومة المجموعة الغربية بقيادة امريكية جهارا نهارا .

اذن هناك فارق ليس كما يحصل عراقيا من شرعنة الاحتلال الى مقاومة داعش وصولا للدولار الموازي فحسب بل تجسد واضحا من خلال التعاطي مع طوفان الاقصى . فحسبما تطرح الصين رؤيتها عالميا من خلال الحزام والطريق ومنظمة شنغهاي والبنك الاسيوي للتنمية . نلا حظ انها طرحت خطوط عريضة ابرز ما فيها اننا لانشم رائحة التبعيات فيها , بل نلمس علاقة تكافؤ واضحة بين اطراف العلاقة , ولعل هذا ماحدد سياسات البريكس رغم تباين الانظمة والجغرافية ومستويات النمو .

والمبادئ هي مايلي : - تناسق السياسات –ترابط البنية التحتية – تواصل الاعمال التجارية – تداول الاموال – تفاهم الشعوب . ( عماد الازرق / د. احمد السعيد / الصين في العصر الجديد /ص278/ بيت الحكمة ) .

لا يفوتنا ان الدول المؤسسة للبريكس ليس لها تاريخ استعماري في العصر الحديث وما شوهه في التركيبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وحتى الاخلاقية . وهذه تسجل لصالح البريكس . ( فالهدف المعلن لدول بريكس , فهو بالتأكيد ان النظام العالمي المقبل سيكون شاملا وعادلا .وعند الحديث عن قادة دول البريكس , فانهم يعترفون بانهم سيكونون اكثر نجاحا كمجموعة . على ان يكون مواقفهم فردية , لانهم يأملون ان يجذب عملهم كمجموعة دعم الدول الاخرى لها , وخصوصا تجاه السلوك الامريكي الذي تعده دول بريكس سلوكا عدائيا في النظام العالمي . / ا. د. نوار جليل هاشم / امريكا واقوة الصاعدة / السياسة الامريكية تجاه دول بريكس في النظام العالمي / ص 143/ 2020).

فممر المواصلات الهندي الخليجي المتوسطي الممتد من الهند مرورا بمضيق هرمز والامارات والسعودية ثم الاردن وصولا لايلات ثم الموانئ الاوربية . مهما كان ليس لاعتبارات لوجستية تجارية بل يقع ضمن الستراتيجية لامريكا لتقود اوروربا . ونظرا للعلاقة المتميزه بين الهند واسرائيل .

الان الموقف يستحق التريث لحين حسم نهاية حرب اسرائيل على غزة التي كان ولازال الاحتلال سببا اساسيا . ولكن عراقيا يتوجب المضي بمشروع الفاو الكبير اولا وبدون تريث لحين اكتمالة بشرط حسم الدول الاقليمية المعنية تركيا وايران والكويت اثناء العمل موقفها بكل الاحوال . لان مشروعنا ليس عراقيا فحسب بل اقليميا موحد لارادة اقليمية لاخيار لهم سوى الممر الهندي الذي هو مجرد على الورق وسيقى على الطاولة اكثر كلما اسرعنا مروجين لمشروعنا كبديل جاهز واجدى اقتصاديا وسياسيا لذوي العلاقة وخصوصا للاوربيين .

لانه في الاخير لا يصح الا الصحيح فالمجتمعات كما يقول عضو مجلس الشيوخ الامريكي بيرني ساندرز ( ليس من الضروري ان تكون ماركسيا لكي تفهم ان الناس ناضلوا دائما عبر التاريخ ( طريق الشعب ليوم12/12/2023) .

فمشروعنا الكبير ورهاننا القائم للخروج من التبعيات كوننا ساحة لتصفية حسابات اقليمية ودولية , في هذه الحالة فانه سينجز سنة 2028 واثناء الفترة سوف تتبلور التوازنات وتتراجع امريكا عن مواقف طالما كانت باعترافهم انها مسلسل اخطاء من افغانستان الى العراق والى ورقة اسرائيل ومعادات السامية التي افرغت غزة محتوياتها . ولكن بكل الاحوال الفاو ميناء وفق ابسط الحسابات الستراتيجية وتوجهات الشعوب ونضالاتهم .

والاهم من هذا نخلص انه ليس مجرد ممر تجاري بل انه احد ابرز اركان ستراتيجية عراقية اقليمية , حيث وبعيون عراقية , سيكون قاسم مشترك لتعاون اقليمي كلا له دوره بين اهم جيراننا وهذا يضع حدا للانفصال وعدم التكامل اقليميا , من خلال ملف المياه حيث دول المنبع هم اطراف رئيسية وهما ايران كجار تاريخي وكعضو بارز في البريكس لاحقا , وتركيا كمستفيد كممر لاوروبا وليس من مصلحتها بالممر الهندي الملغوم الان . اما الكويت فلا يهمها الهندي لا عتبارات جيوسياسية ومشتركات امنية عراقية وايرانية , اما الاقليم فليس من المستبعد اضافة ثلاثة مليارات لـ 17 ملياردولار لغرض مواكبة اقتصادها مع خط جيهان وستكون تركيا ممتنة امنيا وتعمل بجد للتخلص من هذه الكلفة والصداع المزمن .

اذن نأمل ان تكتحل العيون العراقية بمشروع الفاو الكبير ’ ليفتتح عصر جديد من العلاقات التي نختم بها نضالات المجتمعات من اجل السلام والعدالة الاجتماعية والسياسية بعلاقات متوازنة منزوعة الهيمنة كلا حسب طاقته الحقيقية حيث يكون الرهان الصح , وليس مجرد سدنة للتاريخ والنفط فقط .

وهذا لوجستيا لا يتم عبر الاماني بل بوحدة وطنية بدون تطلعات مرتبطة بسدانة النفط والجوانب غير المشرقة من تاريخنا المعاصر على الاقل .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram