الموصل/ سيف الدين العبيدي
منذ سنوات بعيدة وام الربيعين تفتقر إلى فرق موسيقية بسبب ما كانت تعيشه من ظروف أمنية سيئة بعد عام ٢٠٠٣، وتضييق الخناق على كافة المجالات ومنها الفنية، واصبح من الصعب جداً التظاهر بالفن والغناء، خاصة خلال فترة نكبة الموصل التي قتلت كل مظاهر الحياة، لكن بعد التحرير بدأ الانفتاح على هذا الامر، واسست فرق موسيقية موصلية لكن ما يزال عددها قليلاً نسبة لحجم المدينة وسكانها.
وفي وسط بيت موصلي تراثي اهلكته الحرب، تشكلت من جديد فرقة موسيقية تعنى بالاغاني التراثية، وتتكون من ٢٠ فتى وفتاة يتدربون على عزف ٤ آلات وهي العود، الناي، الكمان، البزق، وذلك من خلال مشروع تعمل عليه مؤسسة (السلام المستدام) والذي تهدف من خلاله إلى نشر السلام وتقديم العلاج النفسي لمن تضرر من الحرب عن طريق الفن.
الدكتور مهند الحيالي مدير مؤسسة السلام المستدام في حديثه لـ(المدى)، أوضح، ان "الموسيقى هي واحدة من ادوات بناء السلام"، وان هدفه هو "تأسيس فرقة تقدم موسيقى وفنا تراثيا من خلال خوض تدريبات لمدة عام كامل عبر مشروع فني بإسم (مرونة)".
وأضاف الحيالي، ان "اختيار العازفين كان عن طريق التقديم عبر البريد الإلكتروني، وقد تقدمت اكثر من ٣٠٠ موهبة، وتم الاختيار بحسب شروط عدة ابرزها هي امتلاك المتقدم حبا وشغفا للموسيقى ورغبة كبيرة لتعلمها، واختير ١٠ فتيات و١٠ شبان وهم من الجانب الايمن من الموصل حصراً وذلك من اجل منح فائدة اكبر لأبناء هذا الجانب، وهم الاكثر تضرراً خلال الحرب على داعش وتعرضوا إلى صدمات نفسية، وان المؤسسة تطمح إلى معالجة هذه الصدمات عن طريق الفن". من جانبه اوضح مدرب الفرقة والموسيقار عمر اسماعيل لـ(المدى)، ان لديه رسالة فنية لمدينته الموصل يريد تقديمها في اجمل صورة، وبينَ، ان طلبته هم من معاهد الفنون والجامعات، واكد ان اختيارهم لم يكن سهلاً وكان بدقة وقد استغرقت فترة المقابلات شهراً كاملاً، حيث كان يستقبل في اليوم ١٠ متقدمين.
واعرب عمر، عن فخره بطلبته كونهم استطاعوا ان يعزفوا الاغاني في غضون ٥ محاضرات.
ويقول عمر، ان غايته هي تقديم فن تراثي عراقي، ويطمح ان يكون حاضراً مع فرقته خلال مهرجان الربيع المقبل لتقديم الموسيقى العراقية وحتى العربية.
فيما قالت دعاء الجاف، عازفة الكمان في الفرقة، انها تمتلك شغفا كبيرا بالموسيقى وكانت لها تجربة سابقة في العزف، ولكن دراستها الجامعية في مرحلة الدكتوراه حتمت عليها الاستمرار، واليوم استطاعت ان تعود مرة أخرى لتحقيق رغبتها بالعزف.
فيما اعربت نورة بشار، عن سعادتها وهي تعيش اجواء رائعة رفقة اعضاء الفرقة، وقالت انها تعزف "البيانو" ولكن جاءت هنا لتعلم عزف الكمان، وتمكنت من ذلك خلال شهر فقط.