 المدى/أيّوب سعد

عقب انتهاء انتخابات مجالس المحافظات وإعلان نتائجها، وفي ظل التغيرات التي تشهدها الساحة السياسية، هل سيلجأ العراق إلى انتخابات برلمانية مبكرة أم سيعمل على استمرار حكومته حتى عام 2025.

ويرى باحثون أن إجراء انتخابات برلمانية مسألة مهمة بالنسبة إلى العراق إذا لم يحدث طارئ كبير قد يؤدي إلى زلزال جديد حول بعض ملفات الفساد التي بدأت تلوح بها بعض القوى السياسية التي قد تضعها أمام المحمكة الاتحادية العليا مما يؤدي إلى الإسراع في إجراء الانتخابات.

ويقول المحلل السياسي علي البيدر، في حديث لـ(المدى)، إن "الكتل السياسية مستمتعة في ظل حالة الاستقرار والهدوء والرضا المجتمعي التي تعيشه الآن، لا يمكن لأية جهة تتواجد في السلطة أن تطالب بالذهاب إلى انتخابات مبكرة"، مشيراً إلى "وجود منافسين أقوياء في المشهد قد يؤثرون في إعادة تواجد تلك الكتل ثانية". ويضيف، أن "كل المعطيات تدعو إلى استمرار الحكومة والشعب والأغلبية السياسية والاتحاد الاقليمي والدولي، حتى التحولات التي حصلت في الداخل أو الخارج تدعو إلى استمرار عمل الحكومة".

ويتابع البيدر، أن "السوداني يحاول خلق المزيد من الاستقرار ومجرد المحاولة تدفع بالاطمئنان للشارع العراقي"، لافتاً إلى "بقاء الحكومة الحالية حتى 2025".

ويكمل، أن "هناك رؤية سياسية ترى أن الذهاب إلى انتخابات مبكرة هو خيار مر وسيصبح عرفا سياسيا لحل كل أزمة يتعرض لها العراق". ويردف، أن "الجميع يدرك أن يكون هذا الخيار استثنائيا والتعامل معه يتم وفق رؤية سياسية ناضجة"، موضحاً أن "قرار الانتخابات المبكرة إذا نجح في مرحلة سابقة، فقد يبدو من الصعب نجاحه في الوقت الحالي". وبين المحلل السياسي، أن "البقاء على الوضع الحالي أفضل من غيره"، مستدركاً أن "مصلحة الكتل السياسية لا تسعى إلى انتخابات مبكرة". وبحسب خبراء أنه لا يوجد شكل من أشكال الاتفاق السياسي حتى اللحظة في الذهاب باتجاه انتخابات مبكرة، خاصة أن غالبية القوى السياسية لا تزال تؤمن بعدم إجراء انتخابات برلمانية في المرحلة المقبلة، لا سيما أنها رمت ثقلها على الانتخابات المحلية والانتظار بين عام وعام ونصف يكون في صالحها من باب تهيئة أذهان الجماهير بضرورة تغيير شكل الخريطة الانتخابية في ظل غياب التيار الصدري من المشهد السياسي العراقي. ومن جانبه، يقول المهتم بالشأن السياسي، سرمد شاكر أحمد، خلال حديث لـ(المدى)، إن "التغيرات السياسية التي تشهدها الساحة العراقية هي تغيرات جوهرية تؤثر بشكل أو بآخر في مجمل العملية السياسية"، مشيراً إلى أن "هناك أحزاب ناشئة قد تصدرت وأحزاب متصدرة تراجعت، ومنها من اعتكفت وقاطعت، وما بين هذا وذاك عدة ظروف تسببت في هذا التغيير".

ويضيف، أن "الحديث عن الذهاب إلى انتخابات مبكرة ليس وليد اليوم، بل هو اتفاق سياسي تم على الطاولات المستديرة لتشكيل الحكومة الحالية". ويكمل، أن "الانتخابات المبكرة آتية لا محال عاجلاً أم اجلاً، وليست فقط التغيرات السياسية الداخلية ما يؤثر على ذلك بل السياسات الخارجية والوضع الاقليمي أيضا". ويتابع المهتم بالشأن السياسي، بأن "العراق محاط بدول جوار غير هادئة ولها ما لها من مشاكل وزلازل سياسية دولية قد تصلنا منها هزات ارتدادية".

ويوضح، أن "لكل فترة متغيرات، وربما تكون الانتخابات المبكرة ضرورة ملحة إن أستجدت أحدات سياسية للبلاد في العام المقبل".

يشار إلى أن العراق اجرى انتخابات مجالس المحافظات في 18 كانون الأول الحالي، وهي الانتخابات الأولى منذ عقد، وبلغت نسبة المشاركة فيها 41% بحسب أرقام رسمية أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات، أي ما يعادل 6،6 ملايين ناخب من أصل 16،1 مليوناً يحق لهم التصويت.

أما عن آخر انتخابات برلمانية فقد أجريت في العام 2021، وبلغت نسبة المشاركة فيها 44%.