 ذي قار / حسين العامل

وظف ناشطون بيئيون في ذي قار اعياد رأس السنة الميلادية للفت الانتباه الى محنة سكان الاهوار مع ازمة المياه وتداعيات التغير المناخي، اذ اظهروا بابا نوئيل بملابسه الحمراء وهو يتجول وحيدا في ارض تشقق اديمها من فرط الجفاف، فيما تمثلت ابرز امنيات السكان المحليين بعودة المياه وانقاذ الاهوار وسكانها من الازمة التي اضطرت مئات الاسر الاهوارية الى النزوح.

ونشر ناشطون ومدونون على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور يظهر فيها بابا نوئيل وهو يتجول وسط مساحات واسعة من مناطق الاهوار التي تعرضت للجفاف وطرحوا جملة من الاسئلة حول عودة الحياة الى المناطق التي هجرها السكان.

وكتب الناشط البيئي علي الاهواري معلقا على صور بابا نوئيل والجفاف "في نهاية عام 2023 بابا نوئيل يتجول وسط الاهوار وهو يحمل هداياه وأمنياته وحيدا وسط تشقق الارض وانعدام المياه فيها وينثر الأمنيات واحدة تلو الاخرى".

ويجد الاهواري ان "الامنية الوحيدة لدى السكان تبقى متمثلة بعودة الحياة الى هذه الاهوار"، مبينا ان "الحياة تعود بعودة المياه".

وتساءل الاهواري "يا ترى هل ستعود الحياة؟ وهل سيعود بابا نوئيل من الاهوار بدون الاطفال الذين يرشدونه كل سنه الى الطريق وسط الاهوار؟".

واشاد الاهواري بالفكرة التي طرحها زميله الناشط منتظر الوائلي للفت الانتباه الى محنة سكان الاهوار اذ جسد شخصية بابا نوئيل وصوره في مشاهد معبرة.

ومن جانبه كتب مدير مكتب منظمة طبيعة العراق في مناطق الاهوار الخبير البيئي جاسم الاسدي على مدونته الشخصية "ونحن على أعتاب سنة جديدة نأمل أن تخفف الحكومة من مأزق جفاف الاهوار وتساعد سكانها"، واضاف "كما نأمل استعادة المشهد الطبيعي ولو بالحد الأدنى من المياه".

وتحدث الاسدي لـ(المدى) عن جملة من امنيات سكان الاهوار قائلا ان "امنيات سكان الاهوار في السنة الجديدة تتمثل بعودة المياه والحياة الى الاهوار مرة اخرى ولو بالحد الادنى للحفاظ على النظام الهيدرولوجي والنظام البيئي للمنطقة"، مشددا على "استعادة الاهوار وانعاشها والتخفيف من وطأة الجفاف التي اثقلت كاهل السكان المحليين ولاسيما مربي الجاموس وصيادي الاسماك الذين باتوا امام خيارات البطالة والنزوح".

ويجد الاسدي ان "استعادة الاهوار تمثل لسكان الاهوار استعادة للحياة والآمال المنشودة بتحسن اوضاعهم الاقتصادية وتوفير فرص العمل المناسبة للصيادين والحرفيين الذين باتوا ضمن جيش العاطلين اثر الجفاف"، مؤكدا ان "عودة المياه لمناطق الاهوار تمثل عودة لمجمل النشاطات الاقتصادية والمهنية التي تجعل السكان المحليين مجموعات بشرية منتجة وليست عاطلة عن العمل كما هو الان".

وتابع الاسدي ان "تحسين الوضع الدراسي للطلبة يبقى واحدا من امنيات سكان الاهوار ولاسيما في المناطق والقرى النائية التي باتت مقطوعة بعد جفاف الاهوار وعدم توفر وسائط النقل والطرق البديلة".

وكان رئيس لجنة ازمة التصحر والجفاف في ذي قار حيدر سعدي ابراهيم قد حذر في وقت سابق من آثار وتداعيات الجفاف على سكان مناطق الاهوار، واوضح في تصريح لـ(المدى) ان "محافظة ذي قار والبلاد عموما تعاني من تحديات بيئية كبيرة ناجمة عن التغيّر المناخي والجفاف والتراجع في الحصص المائية وتدهور الأراضي والتصحر والعواصف الترابية"، مشيرا الى ان "تلك التحديات باتت تهدد الأمن الغذائي والصحي والبيئي والأمن المجتمعي، ودفعت سكان المناطق المتضررة من الجفاف الى النزوح"، كاشفا عن "مناطق جافة تماما في مناطق الاهوار واخرى زراعية تعاني من شحة كبيرة"، مبينا ان "المياه الواصلة للكثير من القرى والمناطق التي تعاني من الشحة هي مياه ملوثة ومالحة ولا تصلح حتى للاستخدامات الزراعية"، منوها الى وجود تقارير بيئية رسمية تشير الى ارتفاع معدلات تلوث المياه في المناطق المذكورة وهو ما اخذ ينعكس سلبا على صحة السكان المحليين.

وتحدث ابراهيم عن تسجيل اكثر من اربعة آلاف اسرة نازحة من مناطق الاهوار والقرى الزراعية ولاسيما مناطق شرق وجنوب الناصرية كالجبايش والمنار وسيد دخيل ونواحي قضاء سوق الشيوخ المتضررة من الجفاف وشح وتلوث المياه والتي نزحت باتجاه مراكز المدن والوحدات الادارية في المحافظة، مشيرا الى حالات نزوح اخرى كثيرة غير مسجلة رسميا كون النازحين يستخدمون طرق مرور نيسمية وزراعية غير مسيطر عليها.