TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يختتم 2023 باستذكار خليل شوقي.. عملاق الذئب وعيون المدينة

بيت المدى يختتم 2023 باستذكار خليل شوقي.. عملاق الذئب وعيون المدينة

نشر في: 1 يناير, 2024: 09:57 م

 متابعة المدى
تصوير محمود رؤوف

استذكر بيت المدى للثقافة والفنون الفنان الكبير الراحل خليل شوقي، بمناسبة مائة عام على ولادته، في جلسة قدمها الفنان سعد عزيز عبد الصاحب، وبحضور نقاد بارزين.
والراحل خليل شوقي، ممثل ومخرج ومؤلف، ولد ببغداد في العام 1924، وعائلته تنحدر من السليمانية، والتحق بفرع التمثيل في معهد الفنون الجميلة، ليتخرج منه حاملاً شهادة الدبلوم العام 1954.
وقد اختتم بيت المدى جلساته الأسبوعية للعام 2023، باستذكار شوقي، خلال جلسة اكتضت بالفنانين والنقاد والمهمتين، تحدّثوا خلالها عن جوانب من حياة وفن صاحب دور “عبد القادر بيك” في المسلسل الشهير "النسر وعيون المدينة".
مقدم الجلسة الفنان والاكاديمي سعد عزيز عبد الصاحب قال: "نحتفل اليوم بمئوية ميلاد الفنان الكبير خليل شوقي. ينتمي مبدعنا إلى طائفة من الممثلين الأثيرين على قلب المشاهد، إذ يتمتع بعبقرية لها طعم خاص، وكان يترك اثراً لا يُجارى في نفس المشاهد. واضاف ان شوقي عكس مرآة مجتمعه، فشخص معظم طبقاته، لاسيما الوسطى والبرجوازية، وقد جسّدهما على نحوٍ مميز في أعماله. كانت بدايته مع المسرح وكان من مؤسسي (الفرقة الشعبية للتمثيل) في العام 1947، وفي العام 1964 شكّل فرقة (جماعة المسرح الفني)، وكان أيضا ضمن الهيئة المؤسسة التي أعادت في عام 1965 تأسيس (فرقة المسرح الحديث) تحت مسمى (فرقة المسرح الفني الحديث) .أبرز أدواره التلفزيونية “عبد القادر بيك” في مسلسلي “الذئب وعيون المدينة” و”النسر وعيون المدينة".
الناقد والباحث ياسين النصير قال في حديثه عن الراحل: " أنا من الذين رافقوا أغلب أعمال الفرق المسرحية في السبعينيات، وكنت أحضر تمارينها وأقرأ نصوصها وأكتب عنها. في السبعينيات، وهي قمة النشاط المسرحي في العراق، كان هناك نوعان من التمثيل، تمثيل مباشر لفئة من المجتمع، وتمثيل لتجسيد شخصية معينة، ولم يكن خليل شوقي وأقرانه الفنانون الكبار ممثلين فحسب، بل كانوا مجسدين من طراز رائع. واضاف؛ عُرف خليل شوقي بتجسيده الشخصيات ذات النمط العالي، المتميزة اجتماعياً، أو من الطبقة الوسطى، على العكس من يوسف العاني مثلاً، الذي كان يجسد الشخصيات الشعبية البسيطة والفقيرة. مضيفا: "كان شوقي يكسر تعاليم المخرجين ويفرض رؤيته للشخصية والعمل، وكان يضيف للأعمال المنوطة به، وكانت هذه الاضافات تغني العمل. ما يميّزه أنه كان معلماً، فضلاً عن كونه ممثلاً، بمعنى أنه حينما يقدّم دوراً ما، فإنه يفتحه على المجتمع وعلى الأفكار. في “النسر وعيون المدينة” كان بارعاً في تقديم دوره، من خلال قسمات وجهه وصوته، فقد اتقن دور الشخص البرجوازي الكبير الذي يصاب بالمرض وسط ممارسته الظلم للناس البسطاء".
صباح المندلاوي نقيب الفنانين السابق استذكر الراحل بالقول: "في السبعينيات عملت مع شوقي بلجنة قاعدية في الحزب الشيوعي، وكان يعمل بمنتهى التنظيم والدقة، رغم كونه فناناً معروفاً، حتى تفرّقنا بسبب المتغيرات السياسية، ثم التقيته في نهاية التسعينيات بسوريا. جمعتنا ظروف الفن في منتصف السبعينيات، عندما كنت عضوا في فرقة مسرح اليوم، وقد قدمت الفرقة مسرحية “الينبوع” بمناسبة قرار التأميم، واستضفنا حينذاك ثلاثة فنانين من فرقة مسرح الفن الحديث وهم خليل شوقي وزينب ولطيف صالح، وقد مثل شوقي دور العراف، فيما مثلت زينب دور الأم، أما صالح فقدم دور الراوية، وقدمت انا دوراً بسيطاً، لكنني كنت استمع وأستمتع بحديث شوقي معي أثناء الجلسات.
فيما تماول المخرج جمال محمد حكاية خليل شوقي مع التلفزيون: "في العام 1973 عُيّنت في وحدة انتاج التمثيليات والمنوعات بالتلفزيون، وكانت هذه الوحدة تضم مخرجين كبار مثل ناظم الصفار ويحيى فايق وخليل شوقي. كان شوقي حينها مبتعداً عن الإخراج التلفزيوني متفرغاً للتمثيل، وكان يتحدث عن بعض الامور التي تخص الفرق المسرحية. لمست أن لديه حساً غنائياً وصوتاً جميلاً جداً، وكان يغني لنا الكثير من البستات البغدادية بصوته. جمعتني به ذكريات كثيرة، وكان يتحدّث لي عن حياته وخصوصياته، حتى أنه ذكر لي ذات يومٍ بأنه “كردي” من قضاء بشدر في السليمانية".
فيما تحدث الفنان كافي لازم عن ذكرياته مع خليل شوقي اثناء عملهما لسنوات في فرقة المسرح الفني الحديث وعن امكانيات الراحل الفنية من خلال قدرته التمثيلية والصوتية ودراسته للشخصية، مضيفا ان شوقي كان رجل فكر اكثر من كونه ممثلا او مخرجا.. كما تطرق لعلاقة خليل شوقي بالفنانين الشباب.
الدكتور زهير البياتي سلط الضوء على الدور الكبير الذي لعبه خليل شوقي في حياتنا الفنية والثقافية لكونه يمتلك فكرا تقدميا محبا للحياة، ليقدم لنا الكثير من الاعمال التي كان هدفها خدمة المجتمع، واشار البياتي الى دور خليل شوقي في اختيار موسيقى البرنامج الشهير الرياضة في اسبوع الذي كان يقدمه الراحل مؤيد البدري.. الفنان بشار طعمة كان آخر المتحدثين حيث قدم ببلوغرافيا عن خليل شوقي واعماله المسرحية والاذاعية والتلفزيونية، كما تناول بالتفصيل ابرز الاعمال التي قدمها شوقي والفرق المسرحية التي عمل من خلالها منذ نهاية الاربعينيات وحتى لحظة مغادرة الوطن في التسعينيات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم

الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم

 المدى/خاص يعاني الكثير من الفنانين والخطاطين في محافظة الأنبار الإهمال وقلة الدعم المادي والمعنوي، الأمر الذي يهدد مستقبل هذه الفنون. وتعتبر الأنبار واحدة من أهم المناطق التي تشهد تنوعاً ثقافيًا وفنيًا في العراق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram