 ترجمة / حامد أحمد

أشار مسؤولون في الإدارة الأميركية الى ان الولايات المتحدة حريصة على ان لا تتوسع رقعة الحرب الى ما وراء حدود قطاع غزة في وقت يحاولون جاهدين في كيفية التعامل مع هجمات متزايدة لفصائل مسلحة مدعومة من ايران في العراق ضد قواعد ومصالح اميركية في العراق وسوريا وهجمات اخرى ضد الملاحة في البحر الأحمر، دون ان يتسبب ذلك بإشعال حرب أوسع في الشرق الأوسط.

ونقل موقع، سي أن أن، الاخباري عن مسؤولين اميركان قولهم إن الولايات المتحدة ردت عدة مرات على هجمات في العراق وسوريا، وانهم نقلوا لإيران وللفصائل ايضا عبر قنوات غير رسمية من انه يتوجب عليهم إيقاف هذه الهجمات.

ومنذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة في 7 تشرين الأول تحاول الولايات المتحدة من وراء الكواليس الحيلولة دون ان تتسع الحرب لعدة جبهات خصوصا بعد استهداف قياديين من حماس والفصائل في لبنان والعراق.

ماثيو ميلر، متحدث باسم الخارجية الأميركية قال في مؤتمر صحفي الأربعاء "نحن ما نزال قلقين جدا من تبعات هذه الحرب ومن مخاطر توسع رقعتها لمناطق أخرى في المنطقة".

وفي العراق وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة ترغب بان تتخذ إجراءات مباشرة ضد فصائل تستهدف القوات الأميركية ، فان مسؤولين في البيت الأبيض يدركون ما قد يسببه الرد الأميركي من اثارة لغضب الحكومة العراقية. حيث ان لكثير من هذه الفصائل اذرع سياسية مشاركة في تشكيل الحكومة وهذا ما يزيد من تعقيد الأوضاع وان القوات الأميركية متواجدة في البلد بطلب من الحكومة العراقية وهذا يزيد من تعقيد الامر بالنسبة لحكومة بايدن في استهداف هذه الفصائل.

من جانب آخر أشار تقرير لموقع فوكس نيوز الإخباري الأميركي الى ان وزير الخارجية الأميركي ، انتوني بلينكين ، توجه مرة أخرى لمنطقة الشرق الأوسط حيث يزور خلالها عدة بلدان وذلك بعد زيادة التوتر في المنطقة ومحاولة إدارة الرئيس بايدن التخفيف من هذا التوتر. وهي الزيارة الرابعة للمنطقة خلال ثلاثة اشهر وتأتي بعد وقوع هجمات في البحر الأحمر ولبنان والعراق وكذلك هجوم إرهابي داخل ايران والتي قد تهدد بمعركة أوسع تلقي بتبعاتها أيضا على الملاحة التجارية الدولية في البحر الاحمر.

المتحدث باسم الخارجية الأميركية ميلر قال " لا نتوقع ان مهمة بلينكين في محادثاته مع المسؤولين في المنطقة ستكون سهلة. هناك مشاكل صعبة تواجه المنطقة وكذلك الخيارات صعبة أيضا. وزير الخارجية يعتقد انه من مسؤولية الولايات المتحدة ان تتولى مهام دبلوماسية لمواجهة وتخفيف هذه التحديات والعمل على تحقيقها في الايام المقبلة".

وأضاف ميلر بقوله " ليس من مصلحة أي طرف في المنطقة ولا في العالم في ان تتسع رقعة الحرب الدائرة في غزة".

واستنادا لمسؤولين عسكريين اميركيين فان القوات الاميركية المتواجدة في العراق وسوريا ومنذ 17 تشرين الأول تعرضت لـ 121 هجوما من قبل فصائل مسلحة مدعومة من إيران.

يذكر انه منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 ، فان مجاميع وفصائل مسلحة شيعية مدعومة من ايران كانت تعارض تواجد مستمر لقوات أميركية في العراق ، وانها مؤخرا تعترض على تواجد القوات الأميركية بحجة مواجهة تهديدات داعش.

قسم من الخبراء والمحللين بضمنهم المختص بالشأن العراقي، مايكل نايتس، من معهد واشنطن للدراسات ذكر لصحيفة غارديان البريطانية بان الولايات المتحدة هي الان اقرب لاحتمالية إخراجها من العراق من أي وقت آخر منذ عام 2020 عندما جرت حملة مماثلة اضطر خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن الى تقليص اعداد القوات الأميركية المتواجدة في البلد.

ويقول نايتس ان فصائل مسلحة تعمل تحت عنوان المقاومة الإسلامية في العراق هي مسؤولة عن اكثر من 120 هجوما على قواعد عسكرية تأوي قوات أميركية وقوات اجنبية أخرى من التحالف الدولي وذلك منذ 7 تشرين الأول تعرض خلالها جندي أميركي الى جروح خطيرة.

وتشير صحيفة الغارديان في تقريرها الى ان رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، يتعرض لضغوط تهدف الى اخراج القوات الأميركية من البلد. وكان قد ذكر في تعليقات له بتاريخ 28 كانون الأول بان حكومته تعمل على مواصلة إجراءات لإنهاء تواجد قوات التحالف. وتؤكد الغارديان بان هجوم الطائرة المسيرة الأميركية الخميس في بغداد التي تسببت بمقتل قيادي في قوات الفصائل لم تؤد الا الى زيادة الضغط على البرلمان لتمرير قرار ملزم بإخراج القوات الأميركية. ولدى الولايات المتحدة ما يزيد على 2500 جندي في العراق وما يقارب من 900 آخرين في سوريا.

عن سي أن أن و الغارديان وفوكس نيوز