TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > أطفال العراق.. يقايضون أفلام الرسوم المتحركة بالبرامج والمسلسلات

أطفال العراق.. يقايضون أفلام الرسوم المتحركة بالبرامج والمسلسلات

نشر في: 7 يناير, 2024: 10:05 م

 المدى/ ذو الفقار يوسف

أطلق مؤلف سلسلة الرسوم المتحركة اليابانية لكرة القدم "الكابتن تسوباسا"، المعروفة في البلدان العربية باسم "الكابتن ماجد"، صافرة النهاية، اليوم الجمعة، بعد 43 عاما من إطلاق هذا العمل، الذي حقق نجاحاً كبيراً في جميع أنحاء العالم، الا ان اطفال هذا الجيل لم يهتموا لهذا الخبر اذ ان اغلبهم لم يعرفوا من هو الكابتن ماجد وكرته التي ننتظر دخولها المرمى.
بينما يحاول انمار ان يعلم اطفاله كيفية الاستمتاع بافلام الرسوم المتحركة كما كان هو في صغره، فيقص عليهم عشرات الحكايات التي كانت تخلق تاريخ طفولته، فمن الكابتن ماجد والف ليلة وليلة الى السنافر وحتى الاميرة واقزامها السبعة، يطلق لسان انمار محاولاته نحو اطفاله الذين فضلوا التفرج على برامج واقعية واخرى للكبار لا تناسب اعمارهم على حساب افلام الرسوم المتحركة وما فيها من فوائد اخلاقية ونفسية للاجيال القادمة.
لم يلق اطفال انمار بالا لحكايات والدهم، فمواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب وغيرهن من المنصات قد اعطوا لهم خطا معينا لا يحيدون عنه، ولا مناص من معرفتهم لامور كان يجب ان لا يعرفوا عنها في اعمارهم الصغيرة.

مخاطر
ويهتم اغلب اطفال العراق لبرامج هي الاقرب لواقعهم، حسب حديث الباحث الاجتماعي حميد صالح، اذ يوضح ان اغلب الاطفال قد ادمنوا متابعة البرامج الواقعية عراقية كانت ام دولية، عازيا سبب ذلك الى انتشار اجهزة الهواتف الذكية التي تتيح للطفل خيارات المتابعة بدون قيد او شرط.
ويضيف صالح في حديث لـ(المدى)، ان "الهواتف الذكية واتاحة استخدامها من قبل اطفال ذوي اعمار صغيرة يسبب نتائج وخيمة على نفسية الطفل وصحته"، مشيرا الى، ان "العديد من المنصات تنشر محتويات وبرامج موجهة للاطفال غير اخلاقية مما يسبب اختلافا في سلوك الطفل وتربيته وتعاملاته، فالعديد منهم يحاول تقليد ما يراه بسبب سرعة اختزالهم للمشاهد والمفردات والافعال، فضلا عن تعلمهم العديد من الامور المبتذلة التي لم يعتادوا على رؤيتها داخل منازلهم".
ويتابع صالح، ان "مخاطر عديدة تهدد حياة الاطفال، فطفل بلا اخلاق وبافعال سلبية يجعل من حياته وذويه يعيشون مراحل نفسية معقدة من خلال تطبيق ما يشاهده على ارض الواقع فهو بالنهاية طفل لا يفرق بين الواقع والتمثيل كما الكبار".

يد للهاتف وأخرى للطعام
ويعتبر الاطفال اكثر فئة هشة في المجتمع العراقي، لكونهم قد عانوا العديد من السلبيات في بلد انهكته الحروب، اذ يقول المواطن انمار السعدي (34 عاما)، إن: "البرامج الواقعية خلقت مفردات غير محبذة بالنسبة لطفل، اذ انهم يتابعون لساعات طويلة هذه البرامج، وعندما احاول ووالدتهم ان نوجههم نحو افلام الرسوم المتحركة التي تحتوي تعاليم صحيحة وتبث قصص توعوية تنمي من قدراتهم الذهنية وتوجههم نحو التعليم الصحيح، نواجه حجة ان هذه البرامج مملة وتختفي فيها متعة المشاهدة".
يكمل السعدي حديثه لـ(المدى): "اتذكر انا وزوجتي كم كنا ننتظر بشدة برامج نهاية الاسبوع، وما فيها من متعة ومعلومة في اّن واحد بالرغم من ان الخيارات التي كانت متاحة آنذاك قليلة بالمقارنة مع ما نشاهده الان من كثرة المقاطع الفيديوية والاف البرامج، اما وقت مشاهدة فكان حسب موافقة الاهل وباوقات محددة لا تؤثر على واجباتنا المنزلية او المتع الاخرى، اما الان فنشاهد اغلب الاطفال يمسكون بهواتفهم الذكية بيد وياكلون وجبات الغداء والعشاء باليد الاخرى خوفا منهم من تضييع لقطة من هذه البرامج التي اعتبرها ادمانا للطفل ولكن من نوع اخر".

شكوى ونصائح
ويوثق لنا الطب النفسي بما يتعلق بهذه البرامج العديد من السلبيات التي تؤثر على صحة الطفل النفسية، فدراسة تؤكد ان العنف هو احد نتائجها، واخرى تبين ان تشتت الافكار والنسيان والبلادة هي ما تقضي مبكرا على عقول الاطفال.
بينما يوضح الدكتور هشام حازم، ان "الحكمة في سن الاطفال الذين يمتلكون اجهزة هواتف ذكية، فضلا عن القيود التي تساعدهم في اختيار ما يشاهدونه من برامج". مضيفا، ان "اغلب الاهالي يشكون من زيادة العنف والتوتر والانعزال لدى اطفالهم، اذ ان هناك العديد من المشاكل النفسية والسلوكية تنتج من الوقت الطويل الذي يقضيه الطفل على اجهزة الهاتف". منوها الى، ان "هناك برامج توجه صورة نمطية معينة للطفل مما تكون قدرة التقليد لديه متاحة، فضلا عن تغير سلوكه وتجاوبه بالنسبة للعلاقات الاجتماعية الصحيحة".
ينصح الدكتور حازم الاهالي، ان يكون هناك وقت محدد لاستخدام اجهزة الهاتف بالنسبة لاطفالهم، فضلا عن مشاكل صحية قد تصيبهم مثل زيادة خطر الإصابة بالأورام، وذلك نتيجة الإشعاع الصادر من الهواتف اضافة الى تشتت الانتباه وقلة النوم وصعوبة الرؤية وخصوصا عن استخدام الجهاز الذكي في وقت الليل"، مؤكدا، ان "الطفل بهذه الممارسات سيفقد اهتمامه بالمتع الاخرى التي تنمي مهاراته، اذ ان هناك انشطة هي اساس لتقوية جسده وعقله لينمو بشكل صحيح".
يشار الى ان عدد المشتركين لخطوط الهاتف النقال العاملة في العراق بلغ 39.3 مليون مشترك، بينما تبلغ الكثافة الهاتفية لتلك الهواتف بلغت 97.8 هواتف لكل 100 شخص.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم

الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم

 المدى/خاص يعاني الكثير من الفنانين والخطاطين في محافظة الأنبار الإهمال وقلة الدعم المادي والمعنوي، الأمر الذي يهدد مستقبل هذه الفنون. وتعتبر الأنبار واحدة من أهم المناطق التي تشهد تنوعاً ثقافيًا وفنيًا في العراق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram