شعر: أديب كمال الدين
"الضّحكُ بأثرٍ رجعيّ"
هذا هو عنوان قصيدتي
التي بدأتُ بكتابتِها الآن،
لكنّي احترتُ:
مِن أيّ زمانٍ أبدأُ ضَحِكي؟
أأبدأهُ من الطفولةِ الحافية
وركضِها المحموم
خلفَ الأعيادِ المسروقةِ والأحلامِ المنهوبة؟
أم مِن شبابي الموهوم
بغيومِ الحُبّ،
المهموم
بنارِ الحربِ التي أشعلَها طاغيةُ العصر
ليستمتعَ بتفاهاتهِ وانتصاراتهِ الزائفة؟
أم أبدأ ضَحِكي من بحرِ الكنغر
حينَ استقبلني ببرودٍ قاتل
وأنا أقدّمُ نَفْسي له
شاعرَ حرفٍ وملاحم وأناشيد،
أم أبدأهُ من نوراسه التي لا تتوقّفُ عن الصّراخ،
وسفن لذّاته التي لا تعشقُ إلّا العُري والنبيذ؟
ياه...
كانَ عنوانُ القصيدةِ مُذهلاً حقّاً
لكنّي، وا أسفاه،
لم أستطعْ تنفيذه.
ولو استطعتُ
لضحكتُ
وضحكتُ
وضحكتُ
لسبعين عاماً هي كلّ عمري،
لسبعين عاماً أو تزيد.