متابعة المدى
خصص مهرجان المسرح العربي فى دورته الـ14 مؤتمرا صحفيا للفنانة نضال الأشقر صاحبة رسالة اليوم العربي للمسرح، وأدار اللقاء د.بشار عليوي الذي رحب بالحضور وبسيدة المسرح اللبناني الفنانة الكبيرة نضال الأشقر التي قالت: تعلقت بالمسرح وبدأت أرتجل وأقلد وأكتب، وبعدها تعلمت من سيدة علمتني تراث شكسبير ونصحتني بالعمل في المسرح، ثم تعلمت من معلمتي نور سلمان اللغة العربية وكانت تطلب مني حفظ معلقة عنترة بن شداد، وهذه السيدة حببتني باللغة العربية، وبعد ما انتهيت من البكالوريا توجهت للمركز البريطاني ودرست المسرح وقدمت في ثلاثة أكاديميات ودرست في الأكاديمية الملكية، وارتجلت وقدمت باللغة العربية مشهدا لسيدة تخبز الخبز، وكنت ذاهبة لدراسة الإخراج لكني درست التمثيل أولا ثم بعدها الإخراج.
وأضافت: المسرح يتكلم في الجسد قبل الكلام، وأنا تعلمت ذلك حينما درست في إنجلترا فقد قدمت ارتجالات باللغة العربية واستخدمت الجسد ولقيت فهم وتصفيق لأني اعتمدت على الجسد، والطرح الحركي مهم جدا في المسرح وأنا لا أرى المسرح للتسلية فقط، لكن المسرح موقف وأنا مع المسرح الذى يطرح أسئلة، وكل مسرح جيد أنا معه، فالعمل الجيد يصل للناس لأننا فى مجتمع والمسرح قسم من المجتمع وتحليل المجتمع ونقد المجتمع. وتحدثت الاشقر عن تجربتها المسرحية فقالت: مؤكد أنكم جميعا سوف تسألوني عن الغياب ولماذا أنا بعيدة كل هذه الفترة، لكن كل هذه المدة منذ تأسيس مسرح المدينة ونحن نقدم مسرحنا بالدعم، وهناك مسارح كثيرة أغلقت لكني كنت مهتمة باستمرار المسرح، ولذلك صار لي زمان لا أقدم عروض كمخرجة أو ممثلة.
وتابعت: "ومنذ أسبوع تحديدا قدمنا مسرحا من أجل غزة وأسبوع للمسرح الفلسطيني وأسبوع للسينما الفلسطينية، ولكني سوف أرجع قريبا للتمثيل على خشبة المسرح، لأن المسرح حياة برغم أنه مهنة شاقة جدا لكنها ممتعة جدا أيضا، ومسرحي في بيروت مسرح مقاوم بعطائه الثقافي".
وأضافت: أنا ولدت في ضيعة صغيرة وعشت مع أهلي وأنا بنت صغيرة، وأيام الفرنسيين في لبنان لم يكن لدينا وقت إلا المقاومة وفشلنا، لكن ما سلمنا وكنا نتوق إلى الحرية والديمقراطية الحقيقية، وليست الديمقراطية المزيفة.
وأشارت أيضا: عشت مع أبي وأهلي على مدينة بالجبل لحضور عيد السيدة ورأيت ناس هناك تغني وترقص وتبيع حلوى السمسمية وفي المساء شاهدت دائرة صغيرة وفيها ناس تصفق وسيدة جميلة ترقص بالتنورة وكنت مبسوطة جدا، فغيرت منها ونزلت على الساحة ورقصت معها ، وهي تعجبت، وكان هذا بداية صعودي على مسرح وهو مسرح الشارع.
كما خصص مهرجان المسرح العربي مؤتمرا صحفيا لصناع العرض الفلسطيني "ميترو غزة" بحضور مخرجه الفرنسي هيرفي لشوميل، الذي تحدث عن تجربته فى مسرحية (ميترو غزة) قائلا: التقيت بالفنان التشكيلي الفلسطيني محمد أبو سل وعرضت عليه تحويل عمله لعرض مسرحي، وكان صعب تقديم العمل في غزة فقدمته في جنين والتقيت بالممثلة خولة ابراهيم وكتبنا المشروع وبدأنا الرحلة في صناعة هذا العرض، لكن الصعوبة كانت في اللغة فأنا لا أعرف اللغة العربية وخولة لا تعرف الفرنسية لكننا وصلنا لكتابة النص ثم تدريبات على المشروع وتوقفنا وقتها بسبب كورونا، لكننا اسأئنفنا العمل وقدمناه في شهر كانون الأول/ديسمبر العام الماضي.
وتحدث بعض أعضاء فرقة مسرح الحرية، وقال أحمد الطوباسي : نحن نعمل كفنانين في ظروف صعبة جدا فالاحتلال مسيطر علي كل شيء ومسرح الحرية في وسط مخيم جنين وكنا نعمل بروفات داخل المسرح وفي الخارج شهداء واشتباكات، ورغم هذه الظروف فإننا نقدم المسرح، ونقدم مسرحنا في مناطق متعددة من العالم، وننافس ونقدم قضيتنا بمستوي جيد بشهادة الجميع، ونشكر الهيئة العربية للمسرح والفنان غنام غنام لحرصهم علي وجود اسم غزة في المهرجان من خلال هذا العرض. وقالت ياسمين شلالدة إحدى بطلات العرض: عرض اليوم سيكون مليئا بالمشاعر والأحاسيس وكل كلمة هنا سيكون لها معنى مختلفا وننتظر رأيكم في العرض.
وقالت أيضا الفنانة الفلسطينية شادن سليم إحدى البطلات: تجربة مهمة جدا وجودي في العراق وسعيدة بالمشاركة رغم الظروف التي نعيشها في فلسطين ونصف عائلتي استشهدوا في غزة ومهم وجودي لنرفع صوتنا ونستمر .
الفنان الفلسطيني غنام غنام شارك في الحديث معقبا : أحيي شباب مسرح الحرية وأحيي المخرج لأنه يعمل بإخلاص شديد واحترافية فالمسرح راية حق ، ونحن على قلب واحد وكلمة واحدة : فلسطين فلسطين .
عرض "ميترو غزة" حالة تواصل مع قطاع غزة، ليكون المسرح هو الجسر بين مكانين فصلهما الاحتلال والسياسة، ويبدأ العرض المسرحي "مترو غزة" بحلم فتاة كانت نائمة على مقاعد تشبه مقاعد القطار أخذها المترو من جنين إلى غزة لتبدأ من هناك أحداث المسرحية، والعرض يقدمه مسرح الحرية في مخيم جنين عن قصص واحاديث افتراضية لركاب رحلة على متن مترو خيالي في منطقة وهمية تحت الارض بقطاع غزة، والتي ستكون المادة الاساسية لمسرحية "مترو غزة".
عرض " ميترو غزة " إخراج الفرنسي هيرفي لوشميل ، واستوحيت قصته من عمل تركيبي متعدد الوسائط للفنان الفلسطيني محمد أبو سلّ ليطرح من خلاله حلولاً لحركة النقل في قطاع غزة بفلسطين ، والعمل يشارك فيه فريق فني متميز، من طاقم الممثلين؛ فداء زيدان، خولة ابراهيم، جريس ابو جابر، واحمد طوباسي، إلى جانب الطاقم التقني والإداري في مسرح الحرية.