TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يحيي مئوية رائد الشعر العربي الحديث بدر شاكر السياب

بيت المدى يحيي مئوية رائد الشعر العربي الحديث بدر شاكر السياب

نشر في: 13 يناير, 2024: 10:22 م

 بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، جلسة احتفاء بمناسبة الذكرى المئوية لولادة رائد الشعر العربي الحديث بدر شاكر السياب، وحرصت فيها المداخلات على التذكير بنقاشات الريادة والمضمر فيها، فضلا عن الجوانب المتنوعة في مسيرة السياب.

ميسر الجلسة د.احمد حسن الظفيري، استهلها بالقول: "نستعيد معكم بحب وبفخر الرائد والشاعر العربي الكبير بدر شاكر السياب"، مشيرا الى انه "اعتقد اننا لم نحتف الى الان بالسياب ونصنع منه رمزا حقيقيا، هذا الرجل الذي حفر بعمره الصغير نهرا كبيرا في الادب العربي عامة وحتى في الادب العالمي، ذك انه كان رائدا لمدرسة مهمة من مدارس الادب الحديث".

واضاف، انه "منذ عام 1964 حين اغمض اغماضته الاخيرة ونحن نستعيد قراءة بدر شاكر السياب، لكن هل قرأناه حقا؟ كلا، هناك دائما فسحة في قراءة الشعر، وربما جمال الشعر هو اننا نستعيد قراءته وفي كل مرة بمعنى متجدد". من جانبه قال د.علي حداد، ان "الاحتفاء بالسياب احتفاء بالشعرية العربية الحديثة والابداع الحقيقي وتاريخنا المعاصر، ومنذ اكثر من 40 سنة وحين تحل ذكرى وفاة السياب اقرأ في ديوانه واكتب، حتى تراكمت عندي خلال هذه السنوات عشرات المقالات التي نشرت بعضها في كتب واحتفظ بأخرى، ومع ذلك لايزال شعر السياب معطاء فاعلا ومؤثرا". وتابع، ان "تجربة السياب الشعرية متماهية مع تجربته الانسانية وهي التي خلقت له هذه الخصوصية، السياب شاعر مرحلة تاريخية ومن يصنع مرحلة تاريخية لا بد من ان يكون بمواصفات خاصة"، لافتا الى ان "السياب اقلق الشعرية العربية وفي بدئها الشعرية العراقية وخلق مشاكل لشعراء سواء من كان قبله او من كان معه او من جاء بعده".

واوضح حداد، انه "حين يتكلم المرء عن الشعر الحر سيقف عند الريادة السيابية، هذه الريادة التي قوبلت في مرحلتها باعتراضات ورفض وسخرية، ومن جيل شعري اكبر من السياب، فالجواهري يتحدث عن الشعر الحر بشيء من اللامبالاة تصل الى حد السخرية لكنه لم يستطع الحديث عن السياب الا بالتقدير والاحترام". واضاف، ان "كثير من الشعراء في تلك المراحل يتكلمون عن الشعر الحر وينالون منه باستثناء السياب، اما جيله فكانت القضية خطيرة بالنسبة لهم سواء كانت في قضية الريادة التي وصلت حد ان نازك الملائكة تتكلم عن من هو الاسبق هي او السياب، وحتى انها تتلاعب بالحقيقة التاريخية وتقول انها عام 1947 نشرت قصيدة "كوليرا" وفي هذه السنة تقول طبع للسياب ديوانه "ازهار ذابلة" في بغداد والحقيقة ان الديوان لم يطبع في بغداد وارسله الى صديقه د.فيصل السامر وطبع في القاهرة وهذا يعني انه حين وصل في العام 1947 كان قد مضى عليه وقت". ونوه الى انه "وحين تتكلم في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" تذكر السياب في اكثر من 30 موضعا في كتابها، واكثر من 20 موضعا تنال فيه من السياب بطريقة خفية، وتقول ان التجربة غير واضحة، ونشعر ان النسق المضمر يشتغل عند نازك وتتهمه بطول السطر في قصيدته، وتتكلم عن الهيكل ويكون دائما مثالها شعر السياب". وبين، انه "اما البياتي الذي يقول ان الريادة ليست ريادة زمن انما فن، وانا صاحبها، ومن يراجع تجربة البياتي سيجد انه يضع قدما بعد قدم على تجربة السياب لكنه ذكي وصاحب شعرية خاصة، وحين كتب السياب قصيدته "في سوق القرية" كتب البياتي قصيدته "في السوق القديم" وحين اشتغل السياب على رمز نسوي اشتغل البياتي على عائشة، وحين وجد ان السياب استولى على الرمز الشعري الاسطوري تركه وذهب الى الرمز الصوفي".

رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الناقد علي الفواز، قال ان "الحديث عن السياب يظل حديثا مفتوحا، وحتى لا نحول السياب الى مقدس ونتكئ عليه دائما في لحظات ازماتنا علينا ان نتعامل مع ظاهرة السياب بواقعية ووعي تاريخي مسؤول، كون لا يعقل الان ان نقول ان قصيدة السياب هي افضل القصائد". وأكمل، ان "الشعوب دائما تتحدث عن اللحظات التأسيسية او تضع الفاعلين الحقيقيين ضمن سياقها الزمني وتعطي للرواد والمؤسسين اهميتهم التاريخية، وحين يتحدث الجميع عن ان الحداثة في اوروبا بدأت مع بودلير او ان المغامرة الشعرية الجديدة بدأت مع رامبو وان المنطق في المسرح والشعر بدأ مع ارسطو، فهذه اللحظات التأسيسية مهمة جدا في التأسيس المنهجي للتعلم وفي الدرس الثقافي لذلك اليوم الحديث عن السياب يدخل في اطار التأسيس المنهجي لمعرفة التحولات المهمة التي حدثت في الشعر العربي والشعر العراقي، باعتبار ان السياب قاد وبقصدية وربما العشرات قبل السياب كتبوا ما يسمى بالشعر المنثور لكن السياب تعامل مع القصيدة الجديدة تعاملا قصديا فيه من الوعي والرؤية والقدرة على الابتكار ولذلك ظلت هذه الرؤية الجديدة هي العلامة الفارقة التي نراهن من خلالها على ان السياب هو الرائد الحقيقي لما يسمى بالتحول الجديد في القصيدة العربية".

ويرى الفواز، ان "اهمية السياب تكمن في انه شاعر يملك حساسية متعالية، هذه الحساسية حولت علاقته مع اللغة والتاريخ واليوميات الى علاقة فيها من التوتر بحيث انه يمارسها وكأنها عملية جامع الخرز الذي يحاول ان ينسج مسبحة".

من جانبه، قال د.قيس الجنابي، انه "في يوم 24/ 12/ 1974 اقامت جامعة البصرة مهرجانا صغيرا ومتواضعا عن السياب، وكانت الفكرة من صديقي عبد العليم البناء وطرحت الفكرة على الجامعة فقمت بتبنهيها ثم قمنا بزيارة الى عائلة السياب في البصرة". واشار الى انه "اوكلت الي ان اشرف على معرض الكتاب وكان يتكون من قسمين، القسم الاول يتضمن ما كتب عن السياب وما صدر عنه، والقسم الثاني مكتبة السياب الخاصة ومن ضمنها مجموعة من الدواوين الشعرية لزملاء السياب ومهداة بخط اليد الى السياب وحضر نجله وعائلته". وبين ان "اهتمام السياب بالتراث الشعبي نابع من البيئة المحيطة به وقد كتب الكثير عن السياب في هذا الموضوع، ومنها الاسطورة في شعر السياب للدكتور عبد الرضا علي اضافة الى ما كتبه عيسى بلاطة وعبد الجبار عباس".

بدوره، ذكر الناقد فاضل ثامر، ان "الموضوع اليوم فعلا مهم ويتعلق بالذكرى المئوية لولادة السياب بسبب المكانة الكبيرة التي تحتلها شخصية السياب في سفر الثقافة العراقية والعربية".

ولفت الى انه "انشغل العديد من الباحثين والمؤرخين والنقاد لفترة طويلة لتحديد من هو الرائد الحقيقي للشعر الحديث، وكان الرهان بين نازك الملائكة وبدر شاكر السياب والمسألة هل كانت قصيدة "هل كان حبا" للسياب ام قصيدة "الكوليرا" للملائكة هي التي قرعت الجرس في هذا السباق؟، لكن لو عدنا الى الواقع التاريخي والثقافي والاجتماعي الذي مر به العراق بعد الحرب العالمية الثانية نجد حالة نهوض اجتماعي واعادة تشكيل المجتمع من مرحلة الحرب العالمية الاولى والاحتلال الانكليزي الى مرحلة نسبيا تعتبر جديدة بعد التخلص من الفاشية، هذه اعطت انعكاسات على التجربة الثقافية التي بدأت بدورها تنتج اشكال معينة تطمح الى تحقيق مستويات معينة من التحديث في مجال الفن التشكيلي والمسرح والسينما والصحافة فكانت حركة الحداثة الشعرية احد مظاهر هذه التجديدية المهمة".

واوضح، ان "هذه التجارب تؤكد على ان تجربة الريادة هي قضية تاريخية وموضوعية قبل ان تكون قضية فردية، واعتقد ان مفهوم الريادة هو مفهوم تاريخي وهو لا يذهب الى البدايات فقط، وانما ان يتشكل انموذج قابل للمحاكاة والتأثير، وبقية التجارب مرت مرور عابر، اما تجربة السياب فقد اصبحت كونية اذا جاز التعبير، والان حين نتحدث عن قصيدة التفعيلة او الحر نقول انها القصيدة السيابية في الجوهر".

الاستاذ امين الموسوي، قال هو الآخر، إن "السياب كما نعرف ابتدأ حياته الجامعية منتميا الى قسم اللغة العربية ولما رأى ان ذخيرته الشخصية تتجاوز ما كان مقررا لطلبة دون مستواه في المعرفة بهذه اللغة تحول الى قسم اللغة الانكليزية وهذا التحول بالتأكيد جعله مطلعا على ما كتبه الشعراء الانكليز مثل اليوت".

الباحث رفعت عبد الرزاق، أكد ان "هناك جوانب كثيرة في حياة السياب لم تزل تحن الى التفصيل والكثير من حوادث هذه السيرة ما زالت غامضة امام الباحثين ومنها الجانب الصحفي من حياة بدر شاكر السياب والكثير ممن كتبوا عنه تجنبوا الخوض بموضوع صحافة السياب، وانا كتبت عن هذا الموضوع في نهاية ثمانينيات القرن الماضي في مجلة آفاق عربية عندما بدأ سامي مهدي هجومه على ثقافة السياب الانكليزية وانا كتبت تعقيبا على هذا الموضوع عن ثقافة السياب الانكليزية في الصحافة بخمسينيات القرن الماضي".

واضاف، ان "بداية السياب الصحفية كانت في جريدة الاتحاد عام 1946 لصاحبها ناجي العبيدي ولكنه في عام 1948 وعند تخرجه من دار المعلمين عمل في جريدة تدعى العصور وهي صحيفة يسارية معروفة".

وذكر ان "السياب يقول في احدى رسائله ان مزاحم الباججي كان يأتيه بالصحف والمجلات الانكليزية ويقوم هو بترجمتها الى جريدة الجبهة الشعبية، والذي حبب له الدخول الى جريدة الجبهة الشعبية الصحفي العراقي عبد القادر البراك، وفي هذه الجريدة كتب السياب اشياء كثيرة ولكنها مع الاسف في طي النسيان".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم

الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم

 المدى/خاص يعاني الكثير من الفنانين والخطاطين في محافظة الأنبار الإهمال وقلة الدعم المادي والمعنوي، الأمر الذي يهدد مستقبل هذه الفنون. وتعتبر الأنبار واحدة من أهم المناطق التي تشهد تنوعاً ثقافيًا وفنيًا في العراق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram