TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > المسرح السومري.. تحفة معمارية وأيقونة ثقافية في مدينة أور الأثرية

المسرح السومري.. تحفة معمارية وأيقونة ثقافية في مدينة أور الأثرية

نشر في: 16 يناير, 2024: 12:17 ص

 المدى/ طالب الموسوي

"مسرح أور" هو واحد من الاشراقات السياحية والفنية وهو اسم لامع بعمقه التاريخي على مستوى العالم ،وهو من الايقونات المهمة لأبناء مدينة الناصرية ،يتسع لأكثر من 1500 متفرج ويقع بالقرب من المدينة الأثرية ،بالإضافة إلى مسرح أور المغلق وهو إضافة وتحفة معمارية اخرى يضافان إلى عدد من المشاريع الثقافية والفكرية منها المتحف ومركز حوار الأديان والتي جاءت جميعها بجهد حكومي لتنشيط الحركة السياحية ،حيث خصصت لها مساحة تقدر بنحو 10000 م2 ،فيما أشرف على تصميمه فريق من المهندسين من جامعة بغداد،والذين طرزوا الفكر والجمال السومري من خلال تصاميم هذه المشاريع .
يقول الناشط المدني عامر حسين الفاران إن" فكرة انشاء المسرح الوطني (مسرح أور) جاءت من خلال متابعة لمهرجان بابل الدولي بالفكرة بان يكون انشاء مسرح اور الوطني بما تضمه مدينة الناصرية من اثار وضرورة الاهتمام بالسياحة الاثرية وخصوصا بعد زيارة بابا الفاتيكان الى مدينة اور الاثرية ،وكذلك ومن خلال حب الناس للجمال ويكون بديلا للحروب والقتل والقمع تقدمنا للجهات الحكومية بهذا المقترح الذي تضمن كافة التصاميم التي تضمنت المعالم الحضارية السومرية وهو قريب من زقورة اور ، فيما يؤكد الكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي مدير المسرح السومري " لم يعرف التاريخ السومري والعربي والإسلامي (معماراً) مسرحياً له هويته الخاصة والمتفردة، لكون المسرح قد عرفناه عربياً قبل مائة وخمسين عاماً تقريباً في مصر وسوريا والعراق وسواهم، وجاء مستورداً تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً، أي معلباً من الإغريق وبعدهم الرومان،حتى وصل لأوروبا وأمريكا حاله حال السيارات والموبايل وموديلات الملابس وتأثر به العرب وقلدوه، وأخذوا فيما بعد يقدمون عروضهم المسرحية الغربية في مسارح مغلقة بُنيت لهذا الغرض وما زالت تسمى بـ (العلبة الايطالية)، مع التأكيد على ان كل مسارح العالم المُغلقة الآن هي علبة ايطالية، وفي العراق (مسرح الرشيد والوطني والرافدين والمنصور وغيرها الكثير...) كلها تسمى (علبة ايطالية)، وكل من يقول غير ذلك أعده كلاماً عاطفياً لا يستند الى وثيقة واضحة المعالم، ولن يستطيع هذا الرأي أن يصمد أمام اكثر من (45) نصاً مسرحياً اغريقياً كتبها (اسخيلوس وسوفوكلس ويوربيدس وارستوفان وسواهم) لذلك اعطني نصاً مسرحياً سومرياً أو بابلياً بالمعنى الحقيقي للتأليف المسرحي؟ حتى نص “رثاء أور” الذي يعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، ونص “حوارية السيد والعبد” الذي يعود إلى منتصف الألف الثانية قبل الميلاد، لم يكتبا بالطريقة التقليدية للنص المسرحي الذي عُرف عند الاغريق، وهما نصان شعريان ملحميان ليس إلا. ولفت الزيدي إلى أن "ما بني عندنا في مدينة أور الجديدة أعده انجازاً تاريخياً لم يحدث ولم يحصل منذ قرون طويلة من الزمن في العراق عموماً، والمسرح السومري كما اطلقنا عليه هذه التسمية أحد هذه الانجازات في المدينة الحديثة، ومع الزمن ستترسخ تسمية (المسرح السومري) كمثيله (المسرح البابلي)، وايضا بالقرب منه هناك مسرح مغلق آخر يسع لأكثر من ثلاثمائة وخمسين متفرجاً .
فيما يقول نقيب الفنانين العراقيين في ذي قار علي عبد عيد ان أفلاطون قد عرف المسرح على انه اكتشاف أنفسنا وفهمها وعلاقتنا مع الناس . وقد شكل المسرح في مدينة الناصرية دورا بارزا ومهما من خلال حضوره الفني في تقديم الأعمال المسرحية التي تحاكي المجمتع وتتناغم مع افكارهم وتوجهاتهم ومعاناتهم .ويقول أفلاطون (أعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا عظيما). وأشار إلى أن "الناصرية مدينة حالمة بالجمال والسلام فالمسرح في مدينتنا الناصرية حاضر في المهرجانات داخل العراق وخارجه اذ شكل حضورا ابداعيا بارزا.. ومدينتنا تفتقر للقاعات المسرحية منذ زمن بعيد واليوم نستبشر خيرا في مدينتنا الآثارية أور وبناء مسرح تاريخي سومري يتسع لألف متفرج خطوة رائعة في ذلك المكان الآثاري .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم

الأنبار.. خطاطون وفنانون يشكون الإهمال وقلة الدعم

 المدى/خاص يعاني الكثير من الفنانين والخطاطين في محافظة الأنبار الإهمال وقلة الدعم المادي والمعنوي، الأمر الذي يهدد مستقبل هذه الفنون. وتعتبر الأنبار واحدة من أهم المناطق التي تشهد تنوعاً ثقافيًا وفنيًا في العراق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram