المثنى / أحمد ناصر
للمكتبات المدرسية دور كبير في إعداد التلاميذ اعداداً علمياً وفكرياً في مختلف المجالات المعرفية وذلك من خلال غرس حب القراءة والاطلاع والتفكر في نفوسهم منذ الصغر لينمو معهم هذا السلوك حتى التخصص في مجال علمي ومعرفي معين .
والمكتبات المدرسية في العراق وعلى مر تاريخه كان لها دور كبير في تكوين الكثير من رجالات العلم والمعرفة والفكر، لما لها من اثر في خلق الاشعاع الفكري والمعرفي في بداية مراحل حياة الانسان الاولى لذا نجد ان الامم الناجحة تهتم اهتماما كبيرا في انشاء مؤسسات تعليمية متميزة مزودة بمكتبات مدرسية خاصة تصنع اج
البداية كانت مع أستاذة علم المكتبات الدكتورة سلوى علي محمد اذ قالت لـ(المدى)، إن لمكتبة المدرسة درواً بارزاً في بناء شخصية التلميذ الأخلاقية والمعرفية والفكرية، فهي باب الولوج للعلوم والاداب من طريق القراءة التي تعد مفتاح العلم والمعرفة والاطلاع على ثقافات متنوعة ومختلفة وتعلم قيم وبناء مهارات عدة، فالقراءة كما يصفها الكاتب والفيلسوف "فرنسيس بيكون " تصنع الإنسان الكامل، والكمال صفة لا تتأى بسهولة أو بالممكن ولكنها تكتسب عند بناء الشخصية بالجوانب المادية الفكرية منها والوجدانية والمهارية والروحية. وبينت أن دور المكتبات يأتي في صقل وبناء وتهذيب وتشذيب شخصية التلميذ من طريق غرس حب القراءة في نفسه وتعويده على الذهاب للمكتبة المدرسية وتصفح الكتب الموجودة فيها وقراءة ما يناسب ميوله ورغبته واتجاهاته فوجود المكتبة المدرسية يعود التلاميذ على أستثمار الوقت في الأشياء المفيدة, ويعرفهم بالشخصيات الناجحة التي كانت أهم تجارب ناجحة على مر التاريخ في بناء أنفسهم وتحقيق التقدم لهم ولمجتمعاتهم فيقتدي التلاميذ بهذه الشخصيات ويعتبرونهم هدف يريدون تحقيقه والوصول اليه . وأضافت، أن لوجود المكتبة المدرسية دوراً كبيراً في مساعدة التلاميذ على رسم اهدافهم في الحياة والسعي لتحقيقها بكل ثقة لان القراءة تكشف له عن مكامن ابداعه وطاقاته فيتوجه نحوها لصقلها من طريق الدراسة، وتساعد المكتبة المدرسية التلاميذ على تفعيل مستويات التفكير الناقد الإبداعي لديهم ليساهموا فيما بعد في رصد سلبيات مجتمعاتهم وتقويم ها بالاتجاه الصحيح ومده بالأفكار المبدعة الخلاقة التي تكون سبب في تقدم المجتمع وسعادته.
فيما قال استاذ اللغة الانكليزية المتقاعد نعمان شاهر ، لـ(المدى): عندما كنا طلاب في الابتدائية والمتوسطة والاعدادية كانت المدارس تهتم اهتماما كبيرا جداً بموضوع المكتبة المدرسية، الى درجة ان قاعة المكتبة توضع في التصميم الاساس لبناية المدرسة ولو تجولت في المدارس التي بنيت في تلك المدة لوجدت ان قاعة المكتبة توجد في قلب البناية هذا كان تصميم مركزي لأغلب مدارس العراق انضر الى مدى ما كانت العملية التعليمة متقدمة في العراق قياساً بالوقت الحاضر . وأضاف، أن المكتبة كانت آنذلك تضم أنواعا من الكتب المنهجية وأنواعا المجلات العلمية التي تصدر في الوطن العربي والعالم في اللغة العربية واللغات المختلفة وكتبا عامة في الادب والفكر والفن، وهي متاحة لجميع التلاميذ وكان وزارة التربية تخصص معلما او مدرسا خاصا يقوم بجميع مهام المكتبة. من جهته، قال مدرس مادة التاريخ الأستاذ نذير محمد ظاهر لـ(المدى) إن فكرة المكتبة المدرسية في المدارس الابتدائية والثانوية هي نفسها فكرة المكتبات العامة في المدن وهي فكرة الهدف منها هو خلق ثقافة الاطلاع عند التلاميذ على الكتب والمراجع والمصادر والمجلات التي تكون ضمن المنهج الدراسي المقرر او التي تكون خارج المنهج الدراسي بهدف الاطلاع والمعرفة.
ورأى انه يجب على وزارة التربية ان تضع برامج جديدة تتمثل في إعادة العمل بالمكتبة المدرسية في جميع المدارس في الابتدائيات والثانويات وفي المدارس التي تقع في الأرياف او المدن والمدارس الحكومية والأهلية على حد سواء.
وأضاف، أن الظروف العامة التي مرت بالبلد ساعدت على اتلاف جزء من البنية التحية للتعليم في اغلب مناطق العراق، وواقع الحال لا توجد مكتبات في اغلب المدارس الابتدائية او الثانوية واقتصر وجودها على مدارس المتميزين او الثانوية المركزية.
وعزا السبب الرئيسي الى الغاء المكتبات في اغلب المدارس هو الزخم الكبير في اعداد الطلاب، وتحويل المكتبات الى صفوف إضافية لاستيعاب الزيادة.
