باسم محمد حبيب
عندما نرفض توسيع دائرة الحرب في المنطقة فهذا ليس أننا لسنا مع غزة بل لأننا لا نريد أن تتوسع دائرة الحرب والدمار لتشمل دولا أخرى في المنطقة، فالموقف من غزة يجب أن يبنى على تصور يأخذ بالإعتبار ظروف كل بلد وإمكاناته وقدراته فضلا عن مصالحه وإلتزاماته حتى تكون القرارات المتخذة مدروسة وليست عشوائية أو أعتباطية.
فبلد كالعراق يعاني أساسا من ظروف قاهرة ومدمرة لا يمكنه أن يقوم بما تقوم به بلدانا أخرى لديها ما يكفي من القدرات والإمكانات التي تتيح لها إتخاذ قرارات قوية مؤمنة بها ومدركة لتبعاتها، فلا يمكن مقارنة إمكانات العراق الحالية بإمكانات تركيا وإيران ومصر والسعودية التي ركزت جميعها على الدعم الإعلامي والوجستي ولم تقدم على ما يتجاوز ذلك، إذ لو كان العراق قادرا على أن يقوم بذلك لكان عليه أولا أن يقضي على الإرهاب الذي ينشط في كثير من مناطقه و على الفساد الذي ينهش بمفاصله فضلا عن الجريمة المنظمة وفوضى السلاح التي باتت من علامات المواقع العراقي، لأن هذه أكثر إلحاحا وخطورة.
وهذا ينطبق أيضا على دول المنطقة الأخرى التي تشهد مواجهات مع القوات الأمريكية كسوريا ولبنان واليمن وهي دول تعاني أساسا من فوضى و صراعات داخلية وازمات أقتصادية، ومن باب أولى أن تلتفت هذه الدول أو جماعاتها المحاربة لما تعانيه بلدانها بدلا من أن تخوض في حروب خارجية أكبر بكثير من إمكاناتها وقدراتها وتعرض مصالحها وإستقرارها للخطر.
فتحول العراق واليمن ولبنان وسوريا إلى ساحة حرب مفتوحة مع أمريكا يعرض هذه البلدان لمخاطر كبيرة من بينها إزهاق أرواح الكثير من سكانها وتدمير بناها التحتية وضرب مقدراتها العسكرية، ما قد يجعلها مفتوحة أمام التنظيمات الأرهابية و الخروقات الخارجية، وهذا أمر خطير ويجب منعه.