خاص/ المدى
أكد الباحث بالشأن الاقتصادي صفوان قصي، أمس الاحد، أن العراقيين يرون أن "الترفيه يكون في تناول الطعام"، فيما أشار الى أنهم يتناولون وجبات أعلى من الحاجة الفعلية.
ويقول قصي في حديث لـ(المدى)، إن "سلوك العراقيين تجاه الغذاء، موروث منذ سنوات طويلة، من خلال تهيئة وجبات طعام اعلى من الحاجة الفعلية".
وأضاف قصي، أن "هناك نوع من التباهي عند شراء الطعام، إذ ان العراقي يشتري كميات اكثر من حاجته المطلوبة"، مبينا أن "المطاعم اصبحت المتنفس للعراقيين".
وأشار الباحث بالشأن الاقتصادي الى، أن "اغلب العراقيين وحتى الطبقات الهشة، هم مفرطون بالطعام، ويرون ان الترفيه يكون في الطعام".
وشدد على "ضرورة اشاعة ثقافة الاستهلاك العقلاني، فضلا عن اشاعة ثقافة التفكير بالآخرين"، لافتا الى أن "العراق بحاجة الى استبدال في مسألة الاعانة الاجتماعية".
ولفت قصي الى، أن "من واجبات الحكومة، القيام بعملية الترشيد والتوعية في المدارس والجامعات، وعدم السماح بشراء سلع لا تنسجم مع الحاجة".
من جانبها، تقول الباحثة الاجتماعية زينب ناطق إنّ "ما يعاني منه العراقيون اليوم هو اضطراب الأكل القهري وعدم الانتظام والقدرة على تناول الطعام، ويرتبط الأمر بالعامل النفسي". وأضافت، أن "أغلب العراقيين يلجأون إلى الطعام كوسيلة لمواجهة عدم ارتياحهم، إضافة إلى الوضع الاقتصادي والأمني السيئ في البلاد". وأشارت إلى أن "الحد من هذا السلوك أو الاضطراب هو محاولة للتخلص من القلق والتوتر، إذ إنه ليس في الإمكان حماية الجميع من هذا الاضطراب للتخلص من معاناتهم وتشجيعهم على تناول الطعام الصحي للحد من زيادة الوزن".
وتابعت ناطق، "في بعض الأحيان، تزول المشكلة حين يتخلص المرء من الأسباب، لكن لا يعود الوزن إلى طبيعته بالسرعة نفسها".
وشغل العراق المركز الأول عربياً والسادس عالمياً من إجمالي 196 دولة، بأكثر الدول التي تهدر أكبر قدر من الغذاء لعام 2023، بحسب مجلة ceoworld الأمريكية.
وذكرت المجلة، في تقرير لها، أن "هدر الطعام يعد مشكلة عالمية لها آثار سلبية على البيئة والمجتمعات واقتصاديات البلدان". ووفقًا لتقرير مؤشر هدر الغذاء الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يتم هدر ما يقرب من 931 مليون طن من الطعام كل عام، وهو ما يمثل 8 إلى 10 بالمائة من انبعاثات الكربون العالمية المرتبطة بالأغذية غير المستهلكة.
وأضاف التقرير، أن "مؤشر هدر الطعام كشف أيضا أن حوالي 17 بالمائة من إنتاج الغذاء العالمي يتم إهداره، حيث تكون الأسر مسؤولة عن 61 بالمائة من هذا الهدر الغذائي، تليها الخدمات الغذائية بنسبة 26 بالمائة، وصناعة البيع بالتجزئة بنسبة 13 بالمائة". وبحسب التقرير، فإن نصيب الفرد من هدر الطعام المنزلي هو نفسه في الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى، والدول ذات الدخل المتوسط الأعلى، والدول ذات الدخل المرتفع.
وجاءت نيجيريا بالمركز الأول عالمياً، تليها روسيا، ثم اليونان، البحرين، مالطا، بينما جاء العراق في المركز السابع من إجمالي 196 دولة، حيث بلغ نصيب الفرد من بقايا الطعام 120 كغم، بينما بلغت من بقايا الطعام السنوية 4.7 ملايين طن، فيما تذيلت القائمة سلوفينيا ورومانيا بأقل الدول التي تهدر الطعام.
ووفق تقرير المجلة الأمريكية، جاء العراق بالمركز الأول عربياً، تليه السعودية، ثم لبنان، اليمن، سوريا، الكويت، قطر، الأردن، مصر، الجزائر، تونس، وأخيراً ليبيا.