اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > الطارمية كمشروع أمني تنموي

الطارمية كمشروع أمني تنموي

نشر في: 29 يناير, 2024: 08:11 م

ثامر الهيمص

(لو كثرت ملاليحه البلم يركس) من هنا نتذكر الطارمية التي تتصدر اخبار الارهاب وانشطته، فهذه الناحية او الضاحية البغدادية، رغم قربها من مركز القرار وتواجد الحلفاء، الا انها متميزة, فهي قريبة من العاصمة جدا وان بغداد اصغر مساحة من اي محافظة مساحة والاكثرها نفوسها،

كل هذا لنقول ان الحل الامني منقوصا وكلفه عادة اكثر من الحل التنموي، في المال والبنون اضافة لفسحة التدخل الخارجي، التي باتت شماعة بحيث تصبح كونها مكملة او وجه اخر لاحتلال 2003 ندفع كلفه باهظا على الاقل اقليميا’ لذلك باتت الطارمية جرح نازف في خاصرة المركز وصداها اوسع. ومدربينا ومستشارينا المتحالفين ابرز الملاليح.

والان فقد بلغت تخصيصات وزارة الزراعة ضمن موازنة العام الحالي (2024/ ترليون دينار) المدرجة ضمن الخطط. المعدة لدعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني. (جريدة الصباح 9/1/2024). خصص منها 350 مليار لشراء منظومات الري الحديثة، اذ بدأ عصر التحول عندنا من زراعة متخلفة فلاحية محدوده الى زراعة عصر المرشات, التي تستوجب اعادة هيكلة العمل الزراعي عملا وانتاجا بعلم بلا اطارات وقناعات تتحكم.

من خلال ما تقدم لدينا ملاح للبلم لدية خبرة عريقة يمكن التعاطي معه, ولا نكتفي فقط بمستشارية القبائل في رئاسة الوزراء ومديرية عامة في وزارة الداخلية بأسم شؤون العشائر، فهذا الملاح ايضا عادة عابرا للطائفية اقل كثيرا من باقي الهويات الفرعية’ خصوصا محيط بغداد نظرا للعلاقات المتواصلة من زمن العثمانيين ولم نسمع بخلافات بينهم لاعتبارات طائفية، فماهو المانع من تدخلهم لدى اقرانهم لمعاجة امور الطارمية تنمويا؟ فهي منطقة زراعية وبساتين عامرة وهي تقع على ضفاف دجلة’ لتكون سلة بغداد الغذائية مع قرينتها الراشدية وبقية ضواحي بغداد, سيما وان المرشات المحورية والثابتة باتت شعارا مركزيا للزراعة تحت نداء السيد رئيس الوزراء: (لن نرهن امننا الغذائي للاستيراد). كما ان هذا القرب من بغداد بمحيطه الزراعي الثر يوفر كلف نقل لا يستهان بها قياسا بالمستورد او من باقي المحافظات التي تفضل المتاجرة مع بغداد لسعة وعمق سوقها. سيما ونحن نرى تحركا جديا مثل تخصيص خمسة مليارات دينار لدعم مربي الجاموس اذ من المؤمل ان يستفيد منه مربي الجاموس ممن يمتلكون 263000 جاموسة. مع نشر افضل اساليب التغذية الحيوانية المستدامة وتشجيع واستخدام الزراعة لمحاصي الاعلاف باستخدام تقنيات الري الذكية مناخيا، واستخدام دبس السكر كمكمل غذائي استراتيجي لتحسين تغذية الجاموس وادارة الثروة الحيوانية. هكذا تعالج الامور امام الازمات الحادة امنيا او اقتصاديا, وهذا ما نلمسه ايضا في معالجة زراعة الشلب, فقد اعلن وزير الزراعة يوم 5/كانون الثاني. نجاح زراعة الارز صنف (العنبر) (والياسمين) باستخدام نظام السقي بالمرشات في قضاء المشخاب ضمن محافظة النجف. واكد ان انتاجبة الارز مشجعة, لانها حققت اكثر من طن للدونم الواحد. وعد ذلك, خطوة هامة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في زراعة الارز. (طريق الشعب ليوم 11/1/2024.). علما كان العراق مستوردا للرز من اكثر من نصف قرن اي قبل الشحة وملفها المائي المقيت الحالي.

وبما اننا دخلنا في عالم التنمية المستدامة العابرة للزراعة الفلاحية التقليدية حيث ستصبح المرشات سيدة الموقف بمساحاتها الواسعة وقلة ضررها على الارض من حيث التملح ومشاكله الناجمة عن كثرة السقي العشوائي ومشاكله في البزل واستصلاح الاراضي قياسا لما كان قبلا, من هنا يكون عابرا ومعالجا لانسب مكان له في بغداد على الاقل اي لربع البلد سكانا هو اقامة مشروع الطارمية، بعد العودة لاهلها واستشارتهم بوجهاء العشائر مع اساتذه اختصاص من الجامعات بغض النظر عن كل ماهو غير علمي وفني. لزرع طمأنية وروح تسامح عابرة ايضا سوى الجنائية بدون انتقامات. بعد مباشرة يتم نشر المرشات حسب الملكيات وتنوعها كما ونوعية المزروع وصولا لزراعة العنبر وهم على ضفاف دجلة بل كذلك حتى الجاموس مع حقول متكاملة للبيض والدواجن و مشاريع للالبان بابقارها وجاموسها ومراع للاغنام في الارض المنبسطة. وهكذا في الراشدية وجنوب وغرب بغداد وصولا للجبايش والفرات الاوسط والانبار والموصل وكردستان وواسط والعمارة والبصرة والناصرية, لتقطرهم التجربة البغدادية كرمز لوحدتنا الوطنية اولا واخيرا, في ما وصلنا اليه منذ عشرين عاما كدرس وكم كان بائسا. حيث جنينا الفساد والسلاح المنفلت والمخدرات اذ باتت هم يومي للحكومة كهم الفساد كما تنوء به النزاهة. فلتكن الورشة الزراعية /الصناعية سلاحنا الامني والغذائي، ولتعود الموصل الحدباء تحدب علينا بسلتها الغذائية التي لم تعد كذلك بعد طعنة داعش لتنهض بالمرشات ايضا في ناحية ربيعة واخواتها. لذلك يصبح نداء رئيس الوزراء ليس ورقة سياسية بقوله لن نرهن امننا الغذائي للاستيراد، ليصبح ورقة التنمية المستدامة، التي يفرضها ثلاثة عوامل رئيسية وهي الزيادة السكانية والعواصف الاقليمية ومشكلة المناخ والتلوث البيئي, اذ لا مناص من تنمية مستدامة مختبرا للحق والباطل من شعارات لم تعبر نطاقها الفرعي على الاقل مذهبيا او قوميا، ولا ننسى في هذا السياق امر النقل السككي والبري والجوي من دور حاسم جدا ونحن ندخل قريبا في معمعان طريق التنمية مكملا موضوعيا لتنميتنا المستدامه لنعبر مع طرقنا الحديثة دوليا واقليميا ومحليا جميع مشاكلنا الموروثة في التاريخ والثقافة.

اذ لدينا مشكلة النقل كانت احد العوائق الرئيسية في التنمية عموما وهي قديمة. وختاما نذكر ان تكاليف النقل تنخفض بتطور النقل, والعراق كدولة نامية لا زالت تكاليف النقل فيه مرتفعة, لعدم تطور النقل تطورا كافيا, فمجموع الطرق المرصوفة تشكل 32% من اجمالي الطرق في العراق, كما ان الكيلومتر الواحد يخدم 429 فردا مقابل 30 فردا في الدول الصناعية, اما السكك الحديدية فهي منخفضة بالمقارنة مع الدول المتقدمة, حيث بلغت كثافتها واحد وثلاثة اعشار كم من خط سكة الحديد لكل كيلومتر من الاراضي المستغلة مقابل 8 وسبعة اعشار كم في بريطانيا’ وبالنسبة للنقل النهري فأن دورهذا النقل محدود حيث كانت مساهمته بأقل من خمس حجم البضائع المنقولة من البصرة لكافة انحاء القطر نسبة 18ونصف% رغم انخفاض كلفة نقل الطن المنقول بطريق السيارات. وهذا ما يفسر وجود 70% من مصانع العراق في مراكز منطقة بغداد والموصل والبصرة والحلة باعتبارها مواقع تتفرع منها خطوط النقل والمواصلات. (سميره كاظم الشماع /مناطق الصناعة في العراق /ص298 / 1980 / رسالة دكتوراه /جامعة بغداد).

فالطرق والمواصلات الحديثة والمحدثة لها دور غير دورها التقليدي في ايصال البضائع زراعية وصناعية، هو التواصل الاجتماعي الذي لا تغني عنه السوشال ميديا اضافة لتقليل الكلف التي يساهم بها المرض الهولندي ذو المنشأ البترولي اضافة لضيق افقه التنموي كما نعيشه سياسيا اذ لم يثمر تنمية حقيقية حتى في اطارة في الصناعة النفطية اذ ما زلنا نستورد مشتقاته النفطية والغازية.

فلنخض تجربتنا في الطارمية واخواتها العراقيات بعد استنفاذنا للحلول غير التنموية والمستدامة خصوصا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram