اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > عمليات جراحية أم إعلان حرب؟.. بغداد تحاول تخفيف الرد الأمريكي بعد قصف التنف

عمليات جراحية أم إعلان حرب؟.. بغداد تحاول تخفيف الرد الأمريكي بعد قصف التنف

نشر في: 30 يناير, 2024: 11:48 م

 بغداد/ تميم الحسن

كان خبر إيقاف الرحلات في مطار بغداد مساء الاثنين، لعدة ساعات غريبا خصوصا وانه جاء في لحظة تصعيد غير مسبوقة بين القوات الامريكية والفصائل عقب حادثة قاعدة التنف.
واشارت بعض المعلومات الى ان سبب توقف الرحلات لم يكن بسبب الصيانة، حسب الرواية الرسمية، وإنما كان بسبب زيارة مسؤولين أمريكيين رفيعين الى بغداد.

وجاءت تلك التطورات متزامنة مع وجود مسؤولين أمنيين ايرانيين رفيعين في العراق، بعد يوم من انطلاق الحوار العراقي- الامريكي لتنظيم وجود التحالف الدولي في البلاد.

وخلال الـ48 ساعة الأخيرة أصدرت بغداد بيانين اثنين، أكدت فيهما رفضها التصعيد في المنطقة، ومحاولة تخفيف الرد الأمريكي المتوقع. وتثير قضية الرد الامريكي قلقا بالغا في العراق، ادى الى اغلاق مقرات الحشد، بحسب وثيقة سربت الى الاعلام، اول امس، ولم تعلق هيئة الحشد حتى الان حول مدى صحة تلك الوثيقة.

وتتضارب المعلومات والتوقعات عن مدى قوة ومكان وزمان الضربة الامريكية التي توعد بها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وحمّلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كتائب حزب الله العراقية مسؤولية الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية أميركية في الأردن، عادة اياه "تصعيداً".

وأعلنت ما تسمى بـ"المقاومة الإسلامية في العراق" أنها نفّذت هجمات "بطائرات مسيرة" فجر الأحد، استهدفت ثلاث قواعد في الأراضي السورية، بينها قاعدتا التنف والركبان القريبتان من الحدود مع الأردن.

وقالت واشنطن إن الهجوم تسبّب بمقتل ثلاثة جنود وجرح أكثر من أربعين آخرين. وقد طال الهجوم "برج 22" في شمال شرقي الأردن، وهو قاعدة لوجستية تقع قبالة منطقة الركبان السورية. وتسربت معلومات في الليلة الثانية بعد الهجوم، عن اتصالات عراقية مع واشنطن لمنع توسع الازمة، وتخفيف الضربة الامريكية المتوقعة. ومن ضمن تلك التسريبات هو ما دار حول أسباب توقف الرحلات المفاجئ في مطار بغداد، وهو بسبب اصلاح احد المدارج والذي تطلب العمل به حتى الـ10 من مساء اول من امس، بحسب بيان صدر عن المطار.

لكن التسريبات التي وصلت الى (المدى) قالت ان مسؤولين من الخارجية الامريكية عقدوا لقاء سريعا في المطار ثم غادروا، فيما لم يكشف عن الجهة العراقية التي التقت بالمسؤولين الامريكان. وفي ثاني رد لحكومة بغداد على ماجرى قرب الحدود الاردنية خلال يومين، قالت الخارجية انها "قلقة إزاء التطورات الأمنية الأخيرة التي تشهدها المنطقة".

ودعت الوزارة في بيان إلى "أهمية خفض التصعيد الإقليمي في ظل الظروف الحرجة الراهنة وضرورة تعزيز الجهود الدولية المشتركة لتحقيق الاستقرار".

وكانت الحكومة قد استنكرت في بيان سابق، قصف القاعدة الامريكية، وقالت ان هذه التطورات تهدد "السلم والأمن الإقليمي والدولي". الى ذلك يقول احسان الشمري استاذ السياسات العامة في جامعة بغداد لـ(المدى)، انه بعد تفويض الحرب الذي استخدمه الرئيس الامريكي بايدن باتجاه ضرب العراق يبدو الوضع في تصاعد لكنه بعد مقتل 3 جنود امريكان واتهام الفصائل العراقية وان ايران خلف الموضوع اعتقد نحن امام مرحلة مختلفة بشكل كبير جدا. وأضاف: "هذه المرحلة تختلف من ناحية القوة المستخدمة الامريكية ومستوياتها وطبيعة الاستهدافات التي ستأخذها ادارة بادين كرد فعل على مقتل الجنود". ويبدو ان موجة الرد ستستهدف الاراضي العراقية، بحسب رأي الشمري، الذي يقول ان "الكثير من المؤشرات تدلل على ان الاستهداف جاء من العراق او بايدي عراقية في النهاية". وبغض النظر عن ذلك يتصور الشمري وهو يرأس مركز التفكير السياسي ايضا، ان الموضوع لن يقتصر هذه المرة على ضرب غرف العمليات ومخازن السلاح الخاص بالفصائل، وانما الموضوع قد يذهب باتجاه استهداف شخصيات خصوصا ان الاستهداف الاخير كان ضد احد قيادات حركة النجباء يدل على ان الرد القادم سيطال شخصيات رفيعة، قادة متقدمين بالفصائل.

ونقل موقع بوليتيكو الإخباري الامريكي، عن مسؤولين أميركيين لم يسمهم، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر مستشاريه بتقديم خيارات للرد على هجوم استهدف عسكريين أميركيين في قاعدة على الحدود بين سوريا والعراق أودى بحياة ثلاثة من عناصر الجيش الأميركي. وذكر الموقع أن من بين الخيارات المطروحة أمام البنتاغون استهداف أفراد إيرانيين في سوريا أو العراق، أو أصول بحرية إيرانية في الخليج.

واضاف الموقع أن الرد الأميركي على قصف قاعدة التنف سيبدأ على الأرجح خلال يومين من موافقة بايدن، وسيكون على شكل موجات من الهجمات ضد مجموعة من الأهداف.

في غضون ذلك يقول غازي فيصل، وهو باحث في الشأن السياسي العراقي لـ(المدى)، انه يصعب تحديد اية تفاصيل حول طبيعة ومدى وعمق الرد الأمريكي على القصف الذي استهدف قاعدة التنف التي تتواجد فيها قوات امريكية ووجود ضحايا بين الجنود الامريكان.

ويتابع: "يصعب بطبيعة الحال معرفة كل هذه التفاصيل التي تتعلق بالرد الامريكي لان حتى هذه اللحظة لم تنشر من قبل البنتاغون او الجهات الامريكية المعنية تفاصيل عن هذه الضربة التي مازالت قيد الدراسة".

لكن ما يمكن استنتاجه، وفق ما يقوله فيصل الذي يدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية، ان هذه الضربة المتوقعة هي "جراحية وليست اعلان حرب على ايران او الفصائل".

ويضيف: "الضربة لتقويض عناصر والقدرات العسكرية لهذه الفصائل ومحاولة الاستمرار في ردعها لكي تتجنب العودة الى قصف او استهداف الوجود الأمريكي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد
سياسية

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد

بغداد/ تميم الحسنيقترب الجيش التركي أكثر من مدينة دهوك في وقت يعلن فيه رئيس الحكومة محمد السوداني اكتمال الربط الكهربائي مع انقرة.ويعتقد ان بغداد تقدم "تنازلات" لتركيا لتكون بديلا عن الولايات المتحدة التي قد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram