اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم (ابتسامة بيكاسو).. انتهاكات نفسية

فيلم (ابتسامة بيكاسو).. انتهاكات نفسية

نشر في: 1 فبراير, 2024: 12:20 ص

صالح الصحن

خلال فترة ليست بالقصيرة ونحن نتابع جهود المخرج جعفر مراد في اشتغال عدد من الافلام العراقية القصيرة وهو في لندن والتي لاقت اعجابا عاليا، وقبل اربع سنوات اشتغل ايضا فيلما طويلا بعنوان (فطور انكليزي) وعرض في بغداد،

والان قدم لنا فيلمه الطويل (ابتسامة بيكاسو) الذي حمل اسما مبهرا وجاذبا، رغم ان بيكاسو غاب عن السرد، لكن اسمه لن يغيب ابدا، ومن خلال بناء الفيلم واسلوب معالجته، يمكن القول ان المخرج جعفر مراد استطاع إيصال الرسالة، بأن هجرة بعض أبناء الوطن، وما ترافقها من متاعب وتعقيدات، فإنها تنتهك الحالة النفسية لهم، وتزرع في نفوسهم الهلوسة والشرود والانكسار، وهذا ما ظهر في صياغة البنية السلوكية للشخصيات الرئيسة في الفيلم،بأداء لا يخلو من المبالغة في التمثيل المشبع بتأثيرالانكسار النفسي، والإكثار من اللقطات القريبة، بمسوق إظهار التعبير، وقد حرك كاميرته في بعض المشاهد، وبعضها بحاجة إلى ذلك،ورغم ان النص اعتمد في تناوله تداعيات لقضية سلوكية حدثت في داخل البلاد، مما يتطلب الاستعانة بمشاهد الفلاش باك. لتعزيز مسببات الأفعال لكنه اعتمد على الحوار في كشف المعلومات دون الوثيقة، فهناك انكسار يلاحق شخصية البطل وهو يبحث عن حقيقة مصير ولده الذي فقده منذ سنوات الذي اتعبه، بما يجعلنا مشاركته القلق وما سينجم عنه من نتائج غير متوقعة. حقق الفيلم تباينا في أنماط الشخصيات من الممثلين والممثلات بعضها باداء احيانا لا يخلو من التلقائية، ولكن ماذا لو ننتظر الفيلم اللاحق للمخرج مراد، فهل يحاول عبر خياره الانتاجي تسمية شخصيات أخرى خشية الاستهلاك. والضرورة. الانتاجية، واحيانا ان الظروف الانتاجية قد تجبر "المخرج المنتج" اختيار ممثل أو ممثلة غير ذي تجربة ودون اجر، لسد النقص الحاصل في الميزانية المفقودة اصلا. وفي الفيلم كثر الحوار، واخذ مساحة أكثر من اللغة البصرية، رغم الحاجة له في مشاهد أخرى.

وفي الفيلم أيضا غاب الحب والمشاهد العاطفية،وكنا بحاجة إلى درجة إيقاع أكثر سرعة في بعض المشاهد، بحثا عن المفاجأة والصدمة والمفارقة، التي يمكن استثمارها في السرد القصصي بتجسيد مثير جدا وبخاصة في أماكن سياحية باهرة في لندن وضواحيها،ورغم البيئة الإنكليزية التي تدور فيها الأحداث من شوارع واسواق، فالخط السردي سمعيا ومرئيا بحاجة إلى استرجاع الذاكرة المحلية بتمثلات القول من الأمثال والطرائف والاغاني والاشعار والموسيقى لتاصيل البنية الفلكلورية والشعبية لأنماط الشخصيات وهوياتها، فالتلقي يستقبل المحاولات الصادقة والمثابرة في الصنعةالفيلمية رغم تواضع الخزينة الانتاجية للفيلم،نسجل كل التقدير والاعجاب بفيلم "ابتسامة بيكاسو" ومخرجه الجميل جعفر مراد وابطاله الفنانين المبدعين، فلاح هاشم، ومحمد عطا سعيد، ود سلام زهرة، واخرين..

ونعتقد جدا أن القادم سيكون بزخم انتاجي جديد واكثر تمسكا بالمواصفات التي يطمح لها المبدع جعفر مراد…

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مشهد بصري لشاعر يتلهّى ويستأنس بالكلمات والصُّور الشعرية

الأثر الإبداعي للكتب السينمائية المترجمة ملف "السينمائي" الجديد

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية

مقالات ذات صلة

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية
سينما

ياسر كريم: المتلقي العراقي متعطش لأفلام أو دراما غير تقليدية

المدىياسر كريم مخرج شاب يعيش ويعمل حاليا في بغداد، حصل على بكالوريوس علوم الكيمياء من الجامعة المستنصرية. ثم استهوته السينما وحصل علي شهادة الماجستير في الاخراج السينمائي من Kino-eyes, The European movie master من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram