الموصل/ سيف الدين العبيدي
خلال نكبة ام الربيعين عام ٢٠١٤ تعرضت جوامع الموصل التراثية إلى الدمار، البعض منها تفجرت على يد تنظيم داعش مثل جامع النبي يونس والنبي جرجيس والنبي شيت، وجوامع اخرى تعرضت للأضرار بسبب معارك التحرير مثل جامع الباشا، الشيخ عبدال، عمر الاسود، الاغوات، الجويجاتي، الشالجي، فعمل اهالي الموصل على المساهمة في إعادة اعمارها دون انتظار الجهات الحكومية لتقديم الدعم.
وكانت احدى هذه الجمعيات الخيرية هي (فعل الخيرات)، حيث عملت على اعمار جوامع عدة منها جامع عبدال وجامع النبي شيت وحالياً تعمل على إعادة انشاء جامع النبي يونس وترميم جامع الاغوات.
الدكتور احمد العمري رئيس الجمعية الخيرية اكد لـ(المدى)، ان "التركيز جاء على الجوامع التاريخية لأنها تمثل هوية الموصل وتراثها"، مؤكدا، ان "عودة جامع الشيخ عبدال كان من خلال مناشدة الأهالي"، وكذلك عملت الجمعية على تصميم بناء جامع النبي جرجيس واعادته مثلما كان عليه، لكن عملية الاعمار تولته جهة خيرية اخرى اسمها (جمعية محبي الخير)، كما ساهم مع جمعيته في اعادة بناء جامع النبي شيت الذي افتتح قبل شهرين.
واشار العمري، إلى الاستمرار في اعادة اعمار جامع النبي يونس، وبينَ ان اعمال البناء بالوقت الحالي هي في المصلى الذي يقع على مساحة 3 الاف متر مربع، مع بناء مدرسة بجانبه، لكي تكون سندا للمصلى. وأضاف، ان الجامع سيعاد على طرازه السابق، وانه من المتوقع أن يكتمل بعد عامين، وبدعم من الخيرين، وان الوقف السني يمثل الجهة المساندة والتي تسهل الإجراءات المرتبطة مع الدوائر الحكومية الخدمية، فيما اكتشفت اعمال التنقيب الاخيرة في جامع النبي يونس 4 ثيران مجنحة.
إلى جانب ذلك، يعد جامع الشيخ عبدال، التحفة المعمارية التراثية، اول من اعيدت اليه الحياة من بين جوامع ام الربيعين بعد التحرير، فقد بناه التاجر الموصلي ابدال بن مصطفى الشافعي ويعود تاريخه إلى سنة ١٠٨٢ هجرية، ويقع في منطقة باب السراي ويضم المدرسة العبدالية، وساهم احفاده في اعادة اعماره بالتعاون مع جمع من الخيرين واعيد افتتاحه عام ٢٠١٩.
ويتحدث المسؤول عن جامع عبدال الشيخ حاتم عبدالكريم لـ(المدى)، قائلاً: إن "هذا الجامع اقيم على انقاض مسجد يعود إلى العهد الاموي، وذلك بدلالة الحجر المحرابي المثبت على احد جدرانه والذي يعود إلى ذلك العصر وفق شهادات من متخصصي الاثار بجامعة الموصل، وهو إثبات لتاريخه الذي يبلغ ٤٠٠ سنة"، واشار إلى، ان "ابدال كان قد بنى للجامع حوانيت وقهوات ودكاكين، ويعد هو الجامع الأغنى في الموصل بملكيته"، مبينا، انه "خلال عملية إعادة الاعمار استطاعوا ان يحافظوا على الطراز التراثي من الحجر والمواد المستخدمة في بنائه من حجر المرمر"، ولفت إلى ان الجامع يضم المدرسة العبدالية التي يُدرس فيها علم الشريعة والفرائض.
فيما اوضح الشيخ محمد العساف، امام جامع عمر الاسود لـ(المدى)، ان "الجامع بني سنة ١٠٩١هجرية وأصيب باضرار كبيرة خلال الحرب، واعيد اعماره وافتتح في تشرين الاول من عام ٢٠٢٢ وله رمزية تراثية من بين المساجد، وبقي محافظاً على طرازه التراثي بالإضافة إلى جامع الباشا هو الاخر الذي يعد من اقدم الجوامع، والذي انشأه الوزير حسين باشا الجليلي عام ١٧٥٦م، واعيد اعماره على يد عائلة الشبخون وافتتح في ايار بعام ٢٠١٩".
ومن الجوامع التراثية التي اعيد اعمارها ايضاً، جامع الجويجاتي الذي بني سنة ١٠٣٤ هجرية واعيد اعماره عام ٢٠١٩، وجامع الشالجي الذي اعيد اعماره قبل عامين. اما في جانب الجوامع التراثية التي قيد الإعمار، فأولهم جامع المصفي الذي يعد اول جامع بني بالموصل في سنة ١٦ هجرية، وهو لا يقل اهمية عن جامع النوري الكبير، وكذلك جامع الاغوات الذي بني سنة ١١٤ هجرية، وجامع النبي جرجيس بني عام ١٢٠٨ هجرية، وكذلك جامع الرابعية الذي يعود إلى سنة ١١٨٠ هجرية، ومسجد العباس الذي تأسس قبل ١١٠٠ عام.