TOP

جريدة المدى > محليات > أزمة بمياه الشرب في بابل.. العطش يهجّر 30 % من سكان القرى الجنوبية

أزمة بمياه الشرب في بابل.. العطش يهجّر 30 % من سكان القرى الجنوبية

نشر في: 4 فبراير, 2024: 08:59 م

بابل/ جليل الغزي

أزمة المياه في مناطق جنوبي بابل لم تقتصر على فصل الصيف فقط بل باتت تمتد إلى الشتاء أيضاً وتثقل كاهل الأهالي، إذ لم يعد السكان يفكرون بمياه الزراعة بقدر ما يهتمون لتوفير مياه الشرب.

الأزمة في نواحي الشوملي والطليعة والمدحتية جنوب الحلة باتت هي الأشد وطأة وتهدد العوائل بعدم الاستمرار بالسكن في تلك المدن وتحديدا القرى التي تقع خارج مركز الناحية، وتضطر العوائل بسبب شح المياه إلى الاعتماد على أصحاب الحوضيات بشأن توفير مياه الشرب مقابل مبالغ مالية.

كاظم رعد من أهالي قرية الخميسية في ناحية الحمزة الغربي جنوب الحلة يقول لـ(المدى) إن "الأهالي في القرية منذ أكثر من 10 سنوات يعيشون أزمة في مياه الشرب دفعتهم للاعتماد على أصحاب الخزانات الجوالة في توفير ما يحتاجونه مقابل الأموال".

وتابع: "نعتمد في توفير مياه الشرب والاستخدامات الاخرى على ملء الخزانات في المنازل بواسطة التناكر التي تكلف 15 ألف دينار مقابل كل خزان سعة 1000 لتر".

واضاف رعد، أن "بعض العوائل تضطر إلى الذهاب لمسافات بعيدة جدا لغرض الحصول على مياه الأنهار لاستخدامها لغسل الملابس والأواني وحتى الاستحمام للتقليل من النفقات المالية اللازمة لشراء المياه".

ولم تقتصر أزمة مياه الشرب على ناحية المدحتية فحسب بل تتفاقم أيضا في غالبية نواحِي جنوب الحلة، فناحية الطليعة شهدت احتجاجات كبيرة بسبب أزمة المياه اضافة الى ناحية الشوملي التي تعتبر من اسوأ المناطق بالنسبة لقطاع المياه.

منفي السلطاني استاذ علم الاجتماع في جامعة بابل ويسكن ناحية الشوملي يؤكد في حديث لـ(المدى) أن "مشكلة شح مياه الشرب انعكست على واقع الحياة في الناحية وتسببت بهجرة أكثر من 60 الف عائلة إلى مناطق أخرى باتجاه مركز الناحية".

وأشار إلى ان "شح المياه وتحديداً في مجال مياه الشرب تسبب بهجرة أكثر من 30% من العوائل في الاقضية والنواحي إلى مراكز المدن بحثا عن الاستقرار في مجال الخدمات".

ولفت السلطاني إلى، أن "الاعتماد على حفر الابار لم يعد يجدي خاصة وأنها تحتوي على كميات من الأملاح والكبريت الذي تسبب بمشاكل صحية للاطفال فضلاً عن الكبار أيضا".

وفي هذا الصدد أكدت جمعية الهلال الأحمر في المحافظة انها نصبت خمس منظومات لتحلية المياه في مناطق جنوب الحلة خلال العام لتقديم المساعدة للعوائل في توفير مياه الشرب، وباتت هذه المنظومات تواجه مشاكل في العمل بسبب مستوى الملوحة في الآبار.

من جهته أكد مدير ماء بابل المهندس عقيل طراد لـ(المدى) أن "عدداً كبيراً من مجمعات المياه في مناطق جنوبي بابل توقفت عن العمل بسبب جفاف الأنهار، خاصة أن غالبيتها أنشئت من قبل فريق الإعمار الأمريكي دون تخطيط".

وبين أن "مديرية الماء تنفذ عددا من المشاريع التي تتمثل بمد شبكات أنابيب لإيصال الماء الخام إلى أغلب مجمعات الماء المتوقفة وتحديداً القريبة من نهر الفرات".

واضاف أن "مديرية الموارد المائية تعمل بشكلٍ مستمر على إزالة التجاوزات التي تحصل على جميع الانهر الفرعية في مناطق جنوب الحلة لضمان إيصال المياه إلى مجمعات تحلية المياه".

وتابع طراد أن "التجاوزات على الانهر من قبل بعض المزارعين تتسبب بفقدان كميات المياه المخصصة لكل ناحية".

وأكدت لجنة الجهد الخدمي المشكلة من قبل مجلس الوزراء في بابل أنه تم تخصيص مبلغ 7 مليارات دينار كمرحلة أولى لتنفيذ عدد من مشاريع تحلية المياه في مناطق جنوب الحلة تتمثل بإنشاء محطات معالجة ومد شبكات إيصال المياه اضافة الى استبدال الشبكات القديمة وتأهيل المجمعات وهو ما يعالج أزمة المياه في غضون النصف الأول من هذا العام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

أصحاب المخابز والأفران في ذي قار يصفون قرار تسعيرة الخبز بغير الواقعي
محليات

أصحاب المخابز والأفران في ذي قار يصفون قرار تسعيرة الخبز بغير الواقعي

 ذي قار / حسين العامل دعا اصحاب المخابز والافران في ذي قار الى تجهيزهم بطحين ونفط مدعوم قبل الاقدام على تطبيق القرار الحكومي الخاص بفرض تسعيرة جديدة للخبز، وفيما وصفوا القرار بالغير واقعي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram