اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > جبهات الصراع تهدد البلاد.. والعراقيون لم يعرفوا قط حياة مستقرة!

جبهات الصراع تهدد البلاد.. والعراقيون لم يعرفوا قط حياة مستقرة!

نشر في: 4 فبراير, 2024: 09:01 م

عصام الياسري

بعد الهجوم على قاعدة في العراق في نوفمبر 2023 أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أمريكيين أحدهم في حالة خطيرة، نفذت الولايات المتحدة ضربات انتقامية على ثلاث منشآت تستخدمها كتائب حزب الله شبه العسكرية وفصائل ميليشياوية موالية لإيران في العراق.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بأنها "ضربات مناسبة ضرورية دقيقة، تأتي ردا على سلسلة من الهجمات ضد جنود أمريكيين في العراق" من قبل الميليشيات المدعومة من إيران!. فكيف سيكون الرد الأمريكي وحلفائها بعد سقوط ثلاثة وجرح أكثر من ثلاثين من جنودها جراء الهجوم بطائرات مسيرة قامت به يوم الأحد 28 يناير فصائل موالية لإيران على قاعدة " تنف " الأمريكية؟.

وكانت الميليشيات الموالية لإيران في العراق قد شنت في ديسمبر وما تلاه العديد من الهجمات على القواعد الأمريكية، رد الجيش الأمريكي عليها بضربات مضادة. وبحسب المعلومات الأميركية، فإن الهجمات على القواعد التي يستخدمها الجيش الأمريكي في العراق منذ أن بدأت إسرائيل الحرب العدوانية في غزة الفلسطينية في 8 أكتوبر/ تشرين الأول، تزايدت بشكل حاد. وقد سجل الجيش الأمريكي أكثر من 100 هجوم منذ منتصف أكتوبر/ تشرين الأول. وأعلنت المقاومة الإسلامية، وهي رابطة من الجماعات المسلحة الموالية لإيران المرتبطة بشبكة الحشد الشعبي، مسؤوليتها عن معظم الهجمات في العراق، ويتمركز حوالي 2500 جندي أمريكي في العراق للمساعدة في منع عودة الميليشيات الجهادية "داعش" بطلب من الحكومة العراقية.

لقد ظل العراق بلدا يعاني من الحروب منذ عقود. فبعد أن عصفت به حرب الخليج في الثمانينيات وحرب العراق الثانية والغزو الأمريكي عام 2003، سرعان ما تبعتها الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". ومنذ هزيمته، انقسمت البلاد بشدة، سياسيا ودينيا وإقليميا. وأصبحت المناطق المحررة في حالة خراب والمؤسسات الإدارية تعمل بشكل بدائي، فيما الاقتصاد في تراجع والعواقب هي النزوح والهجرة وتزايد البطالة والفقر. ومنذ خريف عام 2019، كانت هناك احتجاجات متزايدة من قبل السكان على شكل تظاهرات ضد تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية والأمنية وعدم توفر الخدمات وسوء المعيشية على مستوى البلاد. وفي الآونة الأخيرة اشتدت المخاوف من أن يتهدد العراق بالوقوع بين جبهات الصراع بين الولايات المتحدة وإيران على الساحة العراقية والشرق الأوسط.

وفيما يتعلق الأمر بالمؤثرات، الداخلية والخارجية التي تتحكم في صناعة القرار، فالعراق يواجه تحديات هائلة كما يعاني من اضطرابات سياسية واقتصادية وفساد غير محدود. والطبقة السياسية لم تنفك عن ممارسة الضغوط على الحكومة التي هي ذاتها أتت بها. فالسوداني وحكومته، يعاني من الصراعات الدائرة بين مختلف القوى والمجموعات العرقية والدينية التي لاتزال تستغل ظاهرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الإرهابية، منذ هزيمته، إلى تقسيم البلاد عرقيا ودينيا، فأصبح الوضع هش في كثير من النواحي "دولة ضعيفة بشكل عام". والمناطق المحررة أصبحت في حالة خراب وانهيار إداري والاقتصادي وأمني.

إن تحقيق الاستقرار في العراق أمر بالغ الأهمية. حتى لا تغرق المنطقة في المزيد من العنف والفوضى، وان لا يكون العراق مسرحا لصراعات طائفية وسياسية وأيديولوجية خارجية. يجب على المجتمع الدولي ان لا يضعف التزاماته تجاه العراق، وأن تتوفر القناعة لدى مختلف الأطراف الماسكة بالسلطة، أيضا تلك التي خارج السلطة، أن تتأكد من أن عملية التغيير السياسي وشكل نظام الحكم وإنهاء التفرد بالسلطة، مسألة حتمية مهما طال الزمن. المنتصر، من يتصالح مع هذه الحقيقة ليتجنب العقاب عاجلا أم آجلا!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

 علي حسين في ملحمته الإلياذة يروي لنا الشاعر الاغريقي هوميروس كيف أن أسوار مدينة طروادة كانت عصيّة على الجيوش الغازية . فما كان من هؤلاء إلا أن لجأوا إلى الحيلة فقرروا أن يبنوا...
علي حسين

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

 لطفية الدليمي غريبٌ هذا الهجومُ الذي يطالُ الراحل (علي الوردي) بعد قرابة الثلاثة عقود على رحيله.يبدو أنّ بعضنا لا يريد للراحلين أن ينعموا بهدوء الرقود الابدي بعد أن عكّر حياتهم وجعلها جحيماً وهُمْ...
لطفية الدليمي

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

طالب عبد العزيز هذا ما كتبه ابو المحن المحسود البصريّ لاِبنهِ ذي الهمّة، الذي واصل الليل بالنهار، متصفحاً خرائط المدن والاسفار، عاقداً وشيعة الامل بالانتظار، شاخصاً بعينه الكليلة النظيفة، متطلعاً الى من يأخذ بيده...
طالب عبد العزيز

ريادة الأعمال.. نحو حاضنة شفافة

ثامر الهيمص مخرجات الشفافية, تمتاز عن غيرها, بأن ردود الفعل تأتي انية في النظر او العمل, مما يجعلها تمضي بوضوحها مستفيدة من هنات وليس عثرات تراكمت اسبابها مسبقا في عالم الا شفافية, اللهم الا...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram