 الموصل/ سيف الدين العبيدي

من أجل تأهيل الخيول العراقية للسباقات الدولية مستقبلاً، أقام الاتحاد العراقي للفروسية سباق القدرة والتحمل وفقاً الشروط الدولية ابرزها معرفة نبض الفرس وطريقة الجري دون أي تعرج والمعايير الحيوية الأخرى للخيل.

ويعد السباق هو الأول من نوعه في العراق، واقيمت في السابق الكثير من السباقات لم تكن ضمن الشروط الحالية وقد اعتمد فيه جواز السفر للخيول وشريحة الكترونية معلوماتية وجدول اللقاحات.

وقد شارك أكثر من 40 فارسا و6 فارسات من مدن نينوى والبصرة واربيل قادمين مع خيولهم العربية الاصيلة وقد اصبح اكثر من 30 فرسا مهيأ للسباقات الدولية بعد هذا الاختبار.

ويقول مدرب نادي الموصل للفروسية عثمان ذنون، خلال حديث لـ(المدى)، إن "رياضة الفروسية بدأت تأخذ اهتماما واسعا من قبل فئة الشباب"، مشيراً إلى أن "اغلب فريقه هم من الفتيان َحيث ساهمت في تنمية قدراتهم الذهنية والنفسية وقد درب قرابة 300 فارس منذ عام 2012 ولغاية اليوم".

ويردف، أن "بيئة أم الربيعين مناسبة جداً لهذه الرياضة من مناخ واراضي واسعة"، مبيناً أن "نينوى تمتلك اكبر عدد من الخيول في العراق بحسب الاحصائية الاخيرة من قبل مسؤولي اللعبة، ولكنها تحتاج إلى دعم كبير ابرزه هو توفير اراضي واسعة لممارستها".

يذكر أن بيت الملا من محافظة البصرة جاء إلى الموصل للمشاركة في المسابقة، إذ يقول مدير النادي محمود قاسم الملا، في حديث لـ(المدى)، إنه "سعيد جداً بتواجده مع فريقه لأول مرة بأم الربيعين والذي يضم 40 فارساً اسسه منذ 4 سنوات بجهود ذاتية واستطاع تكوين فريقه من خلال احتضان الشباب وجذبهم لتعلم ركوب الخيل". ويضيف، أن "إقامة هكذا مسابقات ضرورية لمعرفة قدرات الخيول والفرسان وكذلك تتعرف اندية المحافظات على بعضها"، مؤكداً أن "الفروسية في البصرة تحتاج إلى التفاتة وانها أصبحت شبه مندثرة بسبب اهمالها من قبل الجهات المعنية وعدم تشجيع الاهالي لأولادهم على ممارستها، وانها اصبحت رياضة شعبية لديهم منذ 40 عاماً".

ويسعى الملا، "لجعل هذه الرياضة دولية وقد اصبحت جميع خيوله مؤهلة للسباقات بعد تطبيقه لكافة المعايير الدولية في هذا السباق".

ويوضح، أن "ابرز الخيول المشاركة في السباقات العالمية هي من الجزيرة العربية لقدرتها الكبيرة على التحمل والجري لمسافات طويلة تصل إلى 160 كم"، لافتاً إلى أن "الخيول الاوروبية قد تسبق العربية بالسرعة لمسافات قصيرة فقط تصل إلى 3 كم، ويتميز الخيل العربي بحجمه وبذكائه ووفائه وانه اصبح محطة استقطاب من قبل الفرسان الاجانب منذ الحرب العالمية الثانية، وان للفرس العربي 4 الوان اساسية هي الاسود، الاحمر، الاشقر، الأزرق".

من جانبها، تقول آيات محمد أصغر فارسة موصلية بعمر 11 سنة، خلال حديث لـ(المدى)، إنها"تمارس الفروسية منذ 5 سنوات وقد تعلمتها في البداية بمدينة اربيل وقد نالت المركز الاول في اول سباق لها خاضته هناك وبعد ذلك واصلت تدربها بشكل أسبوعي في نادي الموصل وبدعم وتشجيع كبير من قبل عائلتها".

إلى ذلك، تبين الفارسة سدرة إبراهيم إحدى المشاركات في المسابقة، عبر حديثها لـ(المدى)، أنها، "اتخذت الفروسية كهواية وبدأت تمارسها منذ 3 سنوات عندما كان عمرها 15 سنة واستغرقت عاماً كاملاً حتى اصبحت جاهزة للسباقات".

كما توضح الفارسة فاطمة محمد من محافظة البصرة، لـ(المدى)؛ "قدرتها على اجتياز الاختبار بنجاح"، مع فرسها "(اصالة)رغم صعوبة طريق السباق"، مؤكدة أنها تخوض هكذا منافسة للمرة الاولى وتتمنى ان تكرر زيارتها إلى ام الربيعين مستقبلاً.