شارع الفاروق (نينوى) 964
يصنع الشاب أحمد الهاشمي مجسمات خشبية كأنها تحف خالصة، قد يصعب وصف درجة الإتقان فيها، داخل ورشته في الموصل، فالألوان منتقاة بعناية (أحلى من الأصل أحياناً)، والأبعاد والتفاصيل المنحوتة تعكس تدريباً شاقاً وطويلاً، وقد جمع أخشابه من حرائق نينوى في نكبتها وحربها، وقرر أن يعيد بناء المدينة داخل مشغله الإبداعي، وفوق ذاك فهو من القلائل الذين يعرفون كيف يجب إعادة ترميم طراز الشناشيل المعماري الذي تضرر بالصواريخ.
تفاصيل:
يقول أحمد إن هذه الورشة الواقعة قرب كنيسة "الساعة" بالجانب الأيمن من الموصل، تأتي رداً على ما حصل من دمار في مواقع الموصل الاثرية خلال نكبتها، إلى جانب تفريغ طاقة أو موهبة تحولت لاحقاً إلى مهنة.
يُعد الهاشمي من النجارين القلائل الذين يعملون في تصميم وصيانة الشناشيل بالوقت الحالي في الموصل.
أحمد الهاشمي – نجار ورسام لشبكة 964:
عملت منذ طفولتي في النجارة وتصميم الديكورات، وأنا رسام في ذات الوقت، وكلها أتت عن موهبة، خسرت كل شيء خلال نكبة الموصل، وبعد التحرير أصبح لدي وقت فراغ كبير فقمت بجمع الخشب المكسور والمحترق من بين الانقاض، لاني في وقتها لم امتلك رأس المال وحولت ذلك إلى مجسمات.
نجحت في افتتاح ورشة خاصة بي عام 2020 ومن هنا بدأت الانطلاقة الفعلية، وانهمكت في تصميم مجسمات ولوحات خشبية تمثل رموزاً كثيراة مثل سرجون الاكدي، منارة الحدباء، بوابة عشتار، القيثارة السومرية، كنيسة الساعة، وسيف الإمام علي بن أبي طالب.
ساهمت بإعادة ترميم وتصميم الشناشيل في منازل الموصل القديمة بقياس 10 امتار، وانا من النجارين القلائل الذين يعملون في هذا المجال، وكذلك أصنع مجسمات لشناشيل صغيرة وقد صنعت عدداً منها لطلبات تردني من أهالي بغداد.
الشفرة والمطرقة هي ادواتي الأساسية، وأستغرق الكثير من الوقت لإنجاز أي عمل، لكن ما زلت بحاجة إلى معدات متطورة تعطيني السرعة في الإنجاز.
أغلب أعمالي يقتنيها السواح العرب والأجانب والعراقيون المغتربون الذين أخذوا يأتون لزيارة المدينة، وبعت ثلاث قطع لشخص من الإمارات، كانت تحاكي منارة الحدباء والشناشيل وسرجون الاكدي.
كنت ولازلت أسوّق عملي للزبائن عبر مواقع التواصل، لكن في الآونة الأخيرة افتتحت معرضاً صغيراً ضمن ورشتي.
أطمح أن افتتح معرضاً كبيراً اجمع فيه جميع المواهب والحرف اليدوية من النسج والنحت والرسم، ونعرض به بضاعتنا لتكون نقطة تسويق واستعراض أمام السائحين والزوار وأهالي المدينة.