مهدي الساعدي
تتوافد العوائل الميسانية على كنيسة مار يوسف البتول السريانية الواقعة في احد اقدم احياء مدينة العمارة بعد اعادة بنائها وترميمها واظهارها بمظهر حسن يليق باسم الكنيسة وتاريخها العريق.
وتعد كنيسة مار يوسف البتول ثاني كنائس المدينة بعد كنيسة ام الاحزان الكلدانية وتحمل ذكريات وشواهد لشخصيات عراقية ذاع صيتها منهم رجل الاعمال العراقي الشهير حنا الشيخ وعائلته ويرجع له الفضل بترميمها في اربعينيات القرن الماضي.
وقد أعلن المطران مار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي للكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية في البصرة والخليج العربي في شهر تشرين الأول/اكتوبر من عام 2022 بدء عملية ترميم كنيسة مار يوسف البتول وإعادة تأهيلها. يقول الشماس الانجيلي بطرس عبو لنيابة البطريركية للسريان الكاثوليك في جنوبي العراق والمسؤول عن كنيسة مار يوسف البتول لـ(المدى) "تمت اعادة اعمار الكنيسة وتجديد بنائها بعد ان كانت آيلة للسقوط مع الاحتفاظ بالشواهد التاريخية والقبور الموجودة فيها لتكون جاهزة للافتتاح رسميا في شهر نيسان/ ابريل القادم من العام الحالي". مضيفا "كما تم الاحتفاظ بمقتنيات الكنيسة لعرضها في متحف خاص تابع لها يبين اهم محتوياتها التي كانت موجودة فيها".
وتستقبل الكنيسة العوائل وفق جدول معلن لساعات الزيارة وتقول المواطنة الميسانية ابتسام كاظم لـ(المدى) "موقع الكنيسة في مركز المدينة وخلف سوقها الكبير زاد من اقبال العوائل الميسانية لزيارتها، وشخصيا ازورها بشكل دوري لإشعال الشموع للسيدة العذراء كما كنا نفعل ذلك انا وعائلتي في كنيسة ام الاحزان القريبة منها". كما شهدت الكنيسة بعد الانتهاء من اعمال اعادة البناء والترميم زيارات رسمية لمسؤولي وقيادات المحافظة الامنية للاطلاع على واقعها الحالي.
وعلى الرغم من تناقص اعداد السريان في المدينة الا ان الكنيسة تعد اهم شواهد التعددية في المدينة الجنوبية. يقول الباحث والاكاديمي علي سلمان لـ(المدى) "لم يتبق من السريان في محافظة ميسان سوى عائلة واحدة وكانت وما زالت تسكن الكنيسة بعد هجرة اغلب العوائل السريانية المدينة منذ ثمانينيات القرن الماضي بسبب الحرب العراقية الايرانية وما تلتها من سنين اخرى وهكذا الوضع بالنسبة لبقية العوائل المسيحية من الكلدان". وعن تاريخ الكنيسة يبين سلمان لـ(المدى) أنه "يشاع ان تاريخ بناء كنيسة مار يوسف البتول يعود الى العقد الرابع من القرن الماضي وان رجل الاعمال الشهير حنا الشيخ هو من قام ببنائها ولكن الاصح انها رممت في ذلك العهد وما يدل على ذلك وجود لوحة في الكنيسة مكتوب عليها هدية لكنيسة السريان في العمارة وتعود لتاريخ 1928".