اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > سياسية > الجفاف والتصحر يتسبب بنزوح أكثر من 10 آلاف عائلة من مناطق الأهوار والمناطق الزراعية

الجفاف والتصحر يتسبب بنزوح أكثر من 10 آلاف عائلة من مناطق الأهوار والمناطق الزراعية

نشر في: 14 فبراير, 2024: 11:11 م

 ذي قار / حسين العامل

كشفت دائرة الهجرة والمهجرين في ذي قار عن تسجيل 10 الاف عائلة نازحة من مناطق الاهوار والمناطق الزراعية والمناطق الاخرى التي تعرضت للجفاف والتصحر والتغيرات المناخية ، مؤكدة تقديم معونات اغاثية لـ 2000 عائلة من العوائل النازحة.

يأتي ذلك في ظل اسوأ موجة جفاف تمر بها البلاد ومحافظة ذي قار التي اخذت تفقد مساحات واسعة من اهوارها واراضيها الزراعية وتواجه نزوحا سكانيا كبيرا بين اوساط الفلاحين والصيادين ومربي المواشي الذين باتوا يواجهون مخاطر جمة اخذت تنعكس سلبا على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتهددهم بالحرمان من مصدر دخلهم الرئيس.

وقال مدير دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة ذي قار ليث دخيل منهل الخفاجي لـ(المدى) إنه "تم تسجيل اكثر من 10 الاف عائلة نازحة أي بواقع 50 الف نسمة اذا قدرنا معدل عدد افراد العائلة الواحدة بخمسة افراد"، مبينا ان "النازحين من مختلف مناطق المحافظة التي تعرضت للجفاف وآثار التغيرات المناخية".

واوضح الخفاجي ان "من بين النازحين عوائل من مناطق الاهوار ومناطق زراعية تأثرت بأزمة وشح المياه كقضاء الدواية وسيد دخيل ومناطق اخرى محاذية للصحراء وزحف عليها التصحر كمناطق الكار الشرقي والغربي والكطيعة القريبة من ناحية البطحاء غرب الناصرية".

واسترسل ان "حالات النزوح شملت جميع المناطق التي تعرض سكانها لآثار التصحر والجفاف". واشار مدير دائرة الهجرة والمهجرين الى ان "ملف التصحر والجفاف يشمل جميع المناطق التي تأثرت بالتغيرات المناخية"، مبينا ان "حالات النزوح منها داخلية وتشمل النازحين من مناطق سكناهم باتجاه مراكز الوحدات الادارية التي تتبع لها مناطقهم، ونزوح اخر باتجاه محافظات اخرى".

وبين الخفاجي ان "الارقام المسجلة تشمل النازحين في داخل المحافظة اما النازحين الى خارجها فتتبنى تسجيلهم المحافظة المستقبلة للنازحين".

وعن الاثار الاقتصادية والاجتماعية على النازحين قال مدير دائرة الهجرة والمهجرين إن "انتقال النازح من مكان الى اخر مغاير لطبيعة حياته غالبا ما يؤثر على حياته الاقتصادية نتيجة فقدانه لعمله ولاسيما سكان الاهوار الذين تعرضت مناطقهم للجفاف"، متحدثا عن "اعداد كبيرة من صيادي الاسماك ومربي الجاموس والمزارعين الذين فقدوا عملهم ومصدر رزقهم".

واضاف ان "زحف النازحين باتجاه مراكز المدن غالبا ما يواجه بمشكلة اختلاف الثقافات وينعكس سلبا على جميع افراد الاسرة"، لافتا الى "بروز ظاهرة عمالة الاطفال وتسرب التلاميذ والباعة المتجولين والاطفال المتسولين في تقاطعات الطرق".

ويجد الخفاجي ان مربي المواشي نتيجة نفوق مواشيهم تعرضوا الى خسائر جسيمة من اثر الجفاف، واصفا ما تعرضت له شريحة مربي الجاموس من خسائر في مناطق الاهوار بالكارثة الاقتصادية.

وعن مستوى الدعم الحكومي والمجتمعي للنازحين قال مدير دائرة الهجرة والمهجرين ان "وزارة الهجرة والمهجرين تعمل ضمن برنامج متكامل مع وزارة العمل وقد وجه وزير العمل عند زيارته الى مناطق الاهوار بشمول سكان المناطق التي تعرضت للجفاف بالرعاية الاجتماعية".

وتحدث الخفاجي عن تقديم معونات اغاثية للنازحين عبر وجبتين شملت كل وجبة 1000 عائلة نازحة، مبينا ان "المعونات تضمنت سلال غذائية وصحية واخرى منزلية شملت اواني طبخ وملحقات مطبخ وكراسي وطاولات"، واردف "فيما تم تقديم سلع معمرة لعدد محدودة من النازحين ولاسيما شريحة الارامل وبعض المعاقين"، مشيرا الى ان دائرة الهجرة والمهجرين تعمل على ايصال ما يُجهز لها من مواد الى النازحين وان ما وصل حتى الان لا يغطي جميع النازحين، مرجحا وصول وجبات اخرى من المعونات.

وكشف الخفاجي عن افتقار دائرة الهجرة الى المخازن الخاصة بتخزين المواد الاغاثية وهو ما اضطرها الى الاستعانة بدوائر محلية اخرى كمخازن وزارة التجارة او مخازن معمل النسج.

وكان مسؤولون محليون ومنظمات مجتمعية في ذي قار حذروا في آب 2023 من ارتفاع معدلات النزوح السكاني الناجم عن الجفاف وشح المياه في مناطق الاهوار والارياف، مشيرين إلى اثر هذه الحالة على حياة المدن.

يذكر ان منظمة طبيعة العراق المعنية ببيئة الاهوار العراقية كشفت يوم (15 تشرين الاول 2023) عن تراجع مساحات الاهوار في جنوبي العراق الى 7 بالمئة فقط، مؤكدة انخفاض مناسيب المياه في الانهر المغذية لمناطق الاهوار الى ادنى مستوياتها.

وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية، إلا أن هذه المساحة المغمورة سرعان ما تتقلص بصورة كبيرة بعد كل أزمة مياه تمر بها البلاد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد
سياسية

الجيش التركي يقترب من دهوك.. وواشنطن تحذر من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد

بغداد/ تميم الحسنيقترب الجيش التركي أكثر من مدينة دهوك في وقت يعلن فيه رئيس الحكومة محمد السوداني اكتمال الربط الكهربائي مع انقرة.ويعتقد ان بغداد تقدم "تنازلات" لتركيا لتكون بديلا عن الولايات المتحدة التي قد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram