اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الاحد: الموسيقار الثري

موسيقى الاحد: الموسيقار الثري

نشر في: 17 فبراير, 2024: 10:47 م

ثائر صالح

لم يضطر الموسيقار البندقي توماسو البينوني (1671 - 1851) إلى طرق أبواب النبلاء ورجال الكنيسة علّه يحصل على وظيفة عندهم،

فأبوه كان تاجر ورق ثري، لهذا لم يكن في حاجة إلى مثل هذه الوظيفة. لا يُعرف عن حياته الكثير رغم التوثيق الجيد للوقائع في فينيسيا تلك الفترة.

عُرف في زمانه بتأليف الأوبرا، فقد ألف أول أوبرا له مبكراً في 1694 بعنوان زنوبيا ملكة تدمر (قدمت لأول مرة في العصر الحديث في أوبرا دمشق سنة 2008، قدمت بعدها في دار الأوبرا الڤينيسية الشهيرة "لا فَنيچه" سنة 2018). ونعرف عن تأليفه 53 اوبرا لكن العدد قد يكون أكثر بكثير، لربما ثمانين أوبرا، ضاع جلّها ولم يبق منها سوى ثلاث اوبرات كاملة لأنه لم يطبعها مثلما فعل الموسيقيون الآخرون للحصول على مصدر إضافي للدخل. لكنه يشتهر اليوم بأعماله الموسيقية للحجرة، وكان عمله الأول سوناتات ثلاثية (1694) أول نجاحاته الفنية. اشتهر على الخصوص بتأليف كونشرتات الأوبو، وقد يكون أول إيطالي يؤلف كونشرتات للأوبو المنفرد ويطبع مدونتها في 1815. وكونشرتات الأوبو التي ألّفها من الأعمال المحببة اليوم رغم أنها تثير فيّ الشعور بالتكرار. أثار انتباه باخ فاستعمل بعض أعماله لأغراض تدريس طلبته على القرار المستمر (المصاحبة الهارمونية في خط القرار).

تدمر ما حفظ من مخطوطات أعماله في مكتبة الدولة في دريسدن إثر غارات الحلفاء الوحشية على مدينة دريسدن في شباط وآذار 1945 سوية مع نحو 200 ألف كتاب ومخطوطة. لكن انطلقت من تحت رماد هذه المخطوطات قصة لا تزال تثير السجال إلى اليوم. فقد قام عالم موسيقي ايطالي ومؤلف فهرست أعمال البينوني هو ريمو جازوتو (1910 - 1998) بفحص ما تبقى من المخطوطات وأعلن أنه عثر على نتفٍ من لحن كتبه البينوني مع خط القرار لحركة بطيئة من سوناتا ما، فقام بإعادة تركيب ما أصبح يعرف اليوم باسم "أداجيو في صول الصغير" دون أن ينشر صوراً أو دليلاً على الجزء الذي عثر عليه، ثم عاد وسجل العمل باسمه في 1958 مما يعني نسب أجزاء منه إلى البينوني هو أمر مشكوك فيه. هذا يذكّرنا بعمل شهير آخر هو "سلام يا مريم" الذي نُسب إلى مؤلف عصر النهضة والباروك جوليو كاچيني (1551 - 1618) بينما هو في الواقع من تأليف الموسيقي الروسي فلاديمير فافيلوف (1925 - 1973)، قُدّم للمرة الأولى في تسجيل أصدرته شركة ميلوديا سنة 1970 نسبه إلى مؤلفٍ مجهول.

دخلت قطعة البينوني في وجدان الناس ووجدت طريقها إلى صناعة الأفلام منذ أن أصبحت اللحن الرئيسي في فيلم آلان رسنيه "العام الماضي في ماريَنباد" (1961)، فقد توالى استعمالها في العديد من الأفلام والمسلسلات والدعايات وغيرها من منتجات السينما والتلفزيون منذ ذلك الحين مثل فلاش دانس (1983).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram