يوسف أبو الفوز
محاولة الاغتيال الجبانة التي تعرض لها، مؤخرا الأستاذ فخري كريم، الشخصية الوطنية الديمقراطية ورئيس مؤسسة المدى للأعلام والثقافة والفنون، وبمعيته السيدة غادة العاملي المدير العام للمؤسسة، لم تكن مفاجأة ابدا، بل يمكن القول انها جاءت متأخرة كل هذا الوقت، وقد سبق لي شخصيا، في زياراتي الى العراق، ولقاءاتي مع الأستاذ فخري كريم، في النشاطات الثقافية التي تقيمها مؤسسة المدى، التي يديرها بجدارة، وعند وداعه،
ان أكرر جملتي: انتبه لنفسك رفيقي، كن حذرا! هذه العبارة قلتها ايضا للكثيرين من حملة الفكر المتنور والمبدعين، الذين يواجهون الفكر الظلامي وقوى الفساد بجرأة وشجاعة خارج المنطقة الرمادية، منطقة اللاموقف، التي ارتضاها البعض من المثقفين للأسف.
ويمكن القول، ارتباطا بهذا الخراب الذي يعم بلادنا، أن من يقف خلف محاولة الاغتيال الجبانة، معروف ومكشوف، ولا يحتاج لجهد تحقيقي كبير لكشفه، فهو كل هؤلاء الذين يريدون للعراق ان يبقى رقما خارج معادلة الحضارة والتطور. ان من يقف خلف محاولة الاغتيال الغادرة والجبانة، هم جيش ضباع الفساد الذين لا يعرفون للحوار من طرائق سوى الافتراء والاساءة، وبعد استنفاذ ذلك يكون الاسهل عندهم التهديد، فأن لم ينجح ذلك فالرصاص والاغتيال هو الحل! فعلوا ذلك مع الشهيد كامل شياع وقبله الشهيد قاسم عبد الامير عجام، وهاهم يستهدفون الأستاذ فخري كريم ولن يكون الأخير!
كان البيان الذي أصدرته مؤسسة المدى عن المحاولة الغادرة مصيبا اذ أشار، الى ان قوى الظلام والتخلف، التي تلغ بدماء شعبنا العراقي، لا يسرها ان ترى العراقيين فرحين متفاعلين مع أي حدث ثقافي ينشر المعرفة والنور في حياتهم. قبل عقود طويلة اشتكى القائد النقابي أوغست بيبل الى صديقه كارل ماركس افتراءات ومضايقات القوى البرجوازية فكتب له صارخا: لو امتدحوك يا بيبل فهذا يعني انك على خطأ!
عزيزنا أبو نبيل... لقد اغضتهم كثيرا، بل واوجعتهم بعملك ونشاط مؤسسة المدى لأجل عراق جديد، مدني، ديمقراطي فيدرالي. كل التضامن معك وسحقا للجبناء أعداء الفكر والنور.