غالب حسن الشابندر
محاولة الاغتيال الجبانة التي تعرّض لها الاستاذ فخري كريم أحد أهم اعمدة الاعمار الثقافي والفكري في العراق لها دلالات عميقة، يجب أخذها بنظر الاعتبار، فلها علاقة صميمية بما يجري في هذا البلد وعليه، وبما يخبئه المستقبل للعراق المبتلى بالجهل والامية والعصبوية والطائفية والعشائرية والذيلية، ليس لما للزميل أبي نبيل من افضال على الحركة السياسية والفكرية والادبية والصحافية على الاجتماع العراقي، ولما يشغله من موقع مؤثر في فضاء الثقافة في الوطن العربي، بل لذات الحدث بحد ذاته من حيث هو حدث ليس عاديا بكل المقاييس.
الدلالة الأولى للحدث الخطير تشير إلى أن العراق بلد الفكر والثقافة والقلم تحول إلى ساحة دموية بحق القلم والكتاب والمخ والوعي والكلمة الحرّة.
الدلالة الثانية للحدث المؤسف تشير إلى أن قوى العدوان والشر والظلام لا تريد لهذا البلد الجريح استقرارا وأمنا وإطمئنانا، تريد للاجتماع العراقي أن يكون نهبا للصراعات الطائفية والعرقية والفئوية.
الدلالة الثالثة للحدث الموجع تشير إلى أن هناك خللا بنيويا في اجهزة الدولة الامنية والمخابراتية والاستخباراتية، وإن هذه الترسانة المرعبة في عدد منتسبيها والعاملين بها وعليها لم تعد تخيف أحدا، وإنها مجرّد هيكل عددي شبه الفارغ للاسف الشديد، والحدث يؤكد هذه الحقيقة المرّة بحكم ما للشخصية ذات الموضوع من مكانة عالية في تاريخ نضال الشعب العراقي ضد الديكتاتورية االصدامية.
الدلالة الرابعة تؤكد أن الحدث قابل للتكرار، وربما تتصاعد وتيرته في قابل الايام خاصة وهناك من يخطط لخلط الاوراق من عراقيين وغير عراقيين، مأجورين وذيليين، وإن هناك من يسعى لإثارة الفتنة والخراب.
الدلالة الخامسة إن الحدث المؤذي يدلل بما لا شك فيه إن الكلمة الحرة، الكلمة الشجاعة، الكلمة والوعية، النابعة من ضمير الانسان العراقي ذات تأثير موجع بالنسبة لجيوش الغش والاستهتار والنذالة والخنوع، إنها هي الحقيقة الكبرى، وليس السلاح المنفلت، ولا استعانة بالاجنبي، ولا أكداس المال، ولا السهرات مع الحسناوات، ولا الاستقواء بالسفارات هي التي ترعب قوى الشر والظلام.
وبعد...
أقولها بكل جرأة وصراحة إن كل الطبقة الحاكمة مسؤولة عمّا يجري على المثقفين من بلاء وحصار وملاحقة، فإن هذه الطبقة لو كانت حقا أهلا لقيادة البلاد والعباد لما وصل بنا الحال إلى هذا المآل الخطير.
والحمد لله على سلامة الصديق وقت الضيق أبو نبيل المحترم.
جميع التعليقات 1
Khalid muften
الأصوات الحرة لايخرسها رصاص الظلاميون وسراق المال العام والجهلة.