ترجمة/ عدنان علي

منذ ان تسلمت إدارة بايدن الحكم في عام 2021 والولايات المتحدة تواجه تحديات اختراق الحزب الشيوعي الصيني للمجال الاكاديمي في اروقتها. ومنذ ان رفع الرئيس السابق ترامب الحظر عن موقع، وي جات، والالغاء اللاحق لمبادرة الصين فان هذه المشكلة قد برزت للسطح على نحو كبير.

ومن ابرز القضايا المتعلقة بمشكلة الاختراق هذه هي القاء القبض على الدكتور، تشارلز ليبير، مدير قسم الكيمياء والبايولوجي الكيميائية في جامعة هارفارد. وهو عالم محترم في هذا المجال وذلك بتهمة التواطؤ مع تنظيم ما يسمى بـ"خطة الألف موهوب" التابعة للسلطة الصينية. حيث تلقى أموال كبيرة لتأسيس مختبر أبحاث في جامعة وهان للتكنولوجيا. هذه القضية مع قضايا أخرى مثل زينغ زيسونغ ويو يانكنغ، انما تؤكد على مدى الجهود التي تبذلها الصين لتجنيد موهوبين من بلدان خارجية لاهدافها الستراتيجية. خطة الالف موهوب كان قد تم اطلاقها في العام 2008 وهي تعتبر الحجر الأساس لستراتيجية السلطة الصينية للحصول على معلومات حساسة وتكنولوجيا من الخارج. وبجذبها لموهوبين كبار من جامعات مرموقة ومؤسسات بحثية ، فان هذه الخطة تسهل عملية نقل المعرفة والموارد الى الصين. رغم ذلك فان هذه الخطة أصبحت هدفا لمتابعة امنية خصوصا من قبل الحكومة الأميركية. وكانت خطة ترامب لمبادرة الصين تهدف الى تحديد الافراد المشتبه بهم بعمليات تجسس اقتصادي ومقاضاتهم ، وبالأخص التركيز على المشتركين بخطة الالف موهوب. وكانت لعملية القاء القبض على المدير التنفيذي لمكتب شركة هاواوي ، مينغ وانزهو ، وعملية الانتحار اللاحقة للعالم الصيني الأميركي ، شانغ شوشينغ ، العامل الكبير في تسليط الضوء على هذه القضية الحرجة . المقبوض عليه ، زينغ ، كانت له روابط مع مؤسسة دانهو كابيتال ، التي يزعم بانها تسهل عملية نقل التكنولوجيا والمعلومات الاستخبارية ضمن أنشطة تجسسية نظامية لصالح الصين. واستجابة لهذه التهديدات فقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات صارمة بضمنها فرض تقييدات على منح سمات دخول وسيطرة على المواد والمعدات المصدرة للصين. ووفقا لقرار من الرئيسي السابق ترامب تم إيقاف دخول طلبة صينيين لهم ارتباطات بالحزب الشيوعي الصيني والجهاز العسكري الصيني ، مما اثر ذلك كثيرا على تدفق المواهب الى الصين. ولكن قرار بايدن برفع تقييدات محددة مثل الحظر على موقع ، وي جات ، قد زاد من مخاوف ضلوع الصين بهذه المحاولات. ورغم مناشدة الصين بإلغاء قرار ترامب بفرض قيود على منح سمات الدخول فان الادارة الأميركية الحالية بقيت على موقفها ، مما أدى ذلك لمزيد من التوترات بين القوتين. واتخذت ولاية فلوريدا خطوات إضافية لمواجهة النفوذ الصيني وذلك من خلال منع طلبات صينيات من الانضمام الى جامعاتها وفرض قيود على جالية صينية من شراء عقارات. وتسعى الولايات المتحدة من خلال اتخاذ هذه الإجراءات الى حماية مصالحها الوطنية وممتلكاتها العلمية. ويمكنها أيضا من تخفيف وطأة الاختراق الصيني لمنشآتها البحثية الرصينة.