باب السراي (نينوى) 964

تعد مهنة السراجين والمقصود بها اليوم صناعة منتجات الجلود، واحدة من أقدم الأصناف التي تقاوم الاندثار في الموصل، وإذ لم يبق سوى 6 أسطوات، في سوق باب السراي بالجانب الأيمن، بعد أن كان يعج بعشرات من ورش السراجة، لكن خبرة الجلود والنقوش الجميلة والصناعة اليدوية لا تزال تفرض جمالها وقيمتها هناك.

ضياء مظفر – أقدم سراجي الموصل لشبكة 964:

منذ صغري وأنا أعمل بهذه المهنة مع أجدادي، وجد والدي اسمه (حسين مارديني) وهو عربي عراقي كان يسكن تركيا في أيام العثمانيين وكان في الجمعية العثمانية للسراجة قبل أكثر من قرن، ويعمل بالسراجة في تركيا آنذاك وقام بإدخالها للموصل.

ورثها جدي محمود السراج ثم والدي مظفر ثم وصلت إليّ لأكون أنا أقدمهم بالوقت الحالي.

أُطلق على المهنة تسمية السراجة لأن أصحابها كانوا يصنعون سرج الخيل أول الأمر، ثم تطورت إلى صناعة الأحزمة والحقائب وغيرها من الحاجات.

كنا نصنع "الشحاطات" من جلد الجاموس وتمتاز بثقلها، وكذلك نصنع الأحزمة داخل محلات السراجة التي ملأت سوق باب السراي، ونبقى لساعات متأخرة في العمل لنلبي الطلبات التي كانت أكثرها تذهب إلى بغداد.

دخلت المهنة إلى بغداد في السبعينيات على يد الموصلي صبيح السراج وآخر اسمه هاشم السراج، وأبناء العاصمة يشيدون بالسراجة الموصلية، ففي بغداد يوجد سراجون لكن عملهم لا يضاهي الموصل.

المهنة تراجعت مع مطلع الثمانينيات وتركت العمل بها في بداية التسعينيات، البضاعة المستوردة دمرت السراجة بالموصل.

المستورد يأتي بطرازات جميلة لكن نوعيته غير جيدة ولا يضاهي الصناعة المحلية، فالصناعة اليدوية لدينا تُبقي القطعة لدى المستهلك لسنوات طويلة.

نشوان ذنون – سراج:

عملت مع والدي منذ عام 1976، في صناعة أحزمة الحجاج والمعتمرين، وكذلك أحزمة للظهر والبنطلون والكراب للقصابين وللمسدسات، نستخدم جلد البقر والجاموس لصناعة أحزمة الرباعين.

يوجد نوع قديم يسمى "السراجة الطبية" ما زلنا نعمل به، وهناك طلب عليه مثل صناعة حزام للمصاب بالخلع الولادي أو لذوي الاحتياجات الخاصة.

العديد من "الاسطوات" تركوا المهنة لكنني بقيت متمسكاً بها، ولن تندثر طالما أنا موجود.

توقفت عن العمل من بعد حرب 2017 وعدت اليها قبل عامين من نقطة الصفر بعد إعادة إعمار محلي الذي تهدم.

الوارد المالي لعمل السراجة ضعيف جداً في الوقت الراهن، لكنه يحقق المصروفات و"يمشي الحال".