اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > العراق وعودة الاغتيال السياسي من جديد!

العراق وعودة الاغتيال السياسي من جديد!

نشر في: 4 مارس, 2024: 10:50 م

عصام الياسري

فيما يطالب الرأي العام العراقي، إلى ضرورة تقارب الفعاليات السياسية للتفاعل مع جهود الحكومة لإعادة الإعمار وتحقيق السلم المجتمعي والاستقرار الاقتصادي والأمني. أيضا، تسريح ودمج الميليشيات الشيعية القوية، التي تشكلت خلال القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)،

في قوات الجيش والأمن العراقية، يواجه العراق توترات مستمرة بين قوى الإطار التنسيقي و "الحكومة المركزية" من جهة، وبينها وحكومة إقليم كردستان شمال العراق، التي تضغط لتحقيق ما تم الاتفاق عليه مع الإطار قبل تشكيل حكومة السوداني من أجل قدر أكبر من المكاسب والحكم الذاتي. كما يواجه منذ بدء حرب "الإبادة الجماعية" التي يمارسها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة واستمرار قتله للأبرياء في الضفة الغربية، تحديات بشكل كبير، بسبب استهداف القوات الأمريكية في غرب وشمال البلاد، من قبل الجماعات المسلحة الموالية لإيران، وتصعيد القتال ضدها والمطالبة بطرد التحالف والقوات الأمريكية من العراق. وكان الجيش الأمريكي قد قام رسميا في أواخر أبريل 2018، بحل القيادة التي تشرف على القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، معلنا انتهاء العمليات القتالية الكبرى ضد الجماعة. وبقي ما يقرب من 2500 جندي أمريكي في العراق بدعوة من الحكومة العراقية كجزء من مهمة لتدريب وتقديم المشورة ومساعدة الجيش العراقي في مكافحة الإرهاب المحلي. إلا أن ما يسمى بفصائل المقاومة العراقية تعتبر الوجود الأمريكي في العراق مدعاة لعدم الاستقرار.

وفيما تشهد الساحة العراقية إلى العديد من التوترات الطائفية المستمرة بين المنظومات السياسية يتعرض العراق إلى تفاقم الوضع وصعوبة إيجاد حلول موضوعية للازمة العراقية برمتها. بيد أن تفاقم التوتر الطائفي سوف يبتلي المنطقة لسنوات قادمة، وربما يتوسع إلى صراع بالوكالة بين مختلف المجموعات الدولية، يهدد الاستقرار في المنطقة والعراق إلى تحديات خطيرة.

وكان السوداني قد وعد بإعادة البلاد إلى الحياة الطبيعية واتخاذ نهج مدروس من خلال التعبير عن رغبته في مكافحة السلاح المنفلت ومحاربة الفساد وتطبيق العدل والقانون مع تحقيق سياسة "التوازن والانفتاح" المجتمعي بما في ذلك تأمين حقوق المواطنين وحرية التعبير والرأي. لكن وللأسف لم يجر تحقيق شيء من هذا القبيل... قد يكون السوداني وحكومته، معذورا، في ظل تراكم التحديات والتوترات الداخلية والخارجية. لكن العراق مع عودة جرائم القتل السياسي من جديد: يبدو لا عدالة فيه لمقتل متظاهري تشرين، ولا لغيرهم من المواطنين الأبرياء. فيما يتم انتهاك وعود المساءلة مع إطلاق سراح القتلة المرتبطين ببعض الفصائل المسلحة والقوى والأحزاب السياسية...

منذ مجيء طبقة سياسية عام 2003 لاستلام السلطة والدولة معا، لا زال العراقيون يحلمون بالأمن والاستقرار والحياة الفاضلة بعد أربعة عقود على نظام حكم بعثي ديكتاتوري، كانوا يعانون من ويلاته وحروبه والظلم والتشريد والتمييز... ستة عقود عجاف "نام القانون وصانع القرار" على أنقاض ماض لم يتسامح مع مواطنيه وإنصافهم، على الأقل، تحقيق الأمن والاستقرار ونكث دوامة الرعب والخوف عن كاهل مواطنيه. أو العمل على إنشاء عقد اجتماعي يرتقي بمستوى الاحتياجات العامة للدولة والمجتمع ويلغي عقدة تأنيب الضمير في عصر جديد. لكن على ما يبدو، أن حالات محددة من جرائم الاغتيال والخطف والاعتقال تعود من جديد إلى الواجهة السياسية في العراق، استهدفت نشطاء مدنيين وشخصيات وطنية وديمقراطية ومثقفين وإعلاميين وأصحاب فكر، دون معرفة المنفذين ومن يقف ورائهم، وغالبا لا يخضع الجناة للمساءلة.

فما أن تتوقف جرائم قتل سياسي على يد أفراد وتنظيمات مسلحة، وتهدأ لفترة قصيرة الأزمات المعيشية التي يعاني منها المجتمع العراقي، إلا وتعود أعمال العنف والقتل والتفجير والهجمات الصاروخية من جديدة، مستهدفا بالدرجة الأولى المدنيين. وليس خافيا أن القسم الأكبر من هذه الأعمال تقوم بها عصابات منظمة، تهدف إلى تعميق الشرخ الطائفي، الذي نشأ مع فشل تام للتجربة السياسية واشتداد الصراع على السلطة وغياب القانون وانتشار الفساد وانهيار شبه كامل للخدمات، مثل الماء والكهرباء والقطاع الصحي، وتدهور القطاع التعليمي وتفشي البطالة والفقر واستمرار مخيمات المهجرين. فيما شجع الإفلات من العقاب القتلة ومن يقف ورائهم على المضي في جرائم القتل السياسي والتمادي في زرع الفوضى وانتهاك القانون وتهديد أمن المواطنين، وفتح الأبواب على مصراعيها لارتكاب المزيد من الفساد وسرقة المال العام وممتلكات الدولة والاستحواذ على عقارات المواطنين تحت أساليب التهديد والابتزاز والقتل.

لكن السؤال: ليس، لماذا وكيف عادت القوى الظلامية لأساليب القتل من جديد؟. إنما السؤال من يقوم بتحريض هذه القوى المجهولة مدفوعة الأجر، على تنفيذ جرائم اغتيال سياسي في العراق!. على الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تقع مسؤولية نشر معلومات لجان تقصي الحقائق في عمليات القتل والاختطاف والترهيب التي تطال العديد من المواطنين، ووضع خطوات واضحة تقلل من العقبات البيروقراطية التي تحول دون الوصول إلى المعلومة. أيضا، حث السلطات القضائية على نشر معلومات حول وضع التحقيقات الجارية لملاحقة مرتكبي أعمال العنف التي تعرض لها المواطنون. وبالتالي فإن هذه الجرائم البشعة، هي امتداد لكل جرائم القتل المنظمة بحق العشرات من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين العراقيين، مما يتوجب على رئيس الوزراء، أن يعمل على تحقيق العدالة التي لم يحققها أسلافه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram