اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > نماذج العمارة العراقية السابقة في عملية تشويه غير مسبوقة..خطاب شعبوي كارثي يتحكم في اللغة التصميمية الحالية للعمارة

نماذج العمارة العراقية السابقة في عملية تشويه غير مسبوقة..خطاب شعبوي كارثي يتحكم في اللغة التصميمية الحالية للعمارة

نشر في: 4 مارس, 2024: 11:01 م

علاء المفرجي

أن ما يحدث آنياً في الممارسة المعمارية بالعراق، فثمة هيجان سافر لتلك الظاهرة تسوغها وتديمها نزعة طاغية من مزاج شعبوي حافل به المشهد العراقي الان،

تاركاً اثاره المدمرة على المنتج المعماري وعلى روائع نماذج العمارة العراقية السابقة في عملية تشويه غير مسبوقة. وهذا المزاج الشعبوي الجارف والمهيمن على المشهد، ليس فقط لا يريد ان يعلم عن طبيعة المنجزات المعمارية السابقة ولا يرغب في التعلم منها، وانما يتقصد في ضوء شعبويته المبتذلة اسباغ "قيمه" على المنتج الراهن وعلى عمليات "التجديد" التى تطال روائع المنجز المعماري العراقي المصمم من قبل معماريين عراقيين وأجانب.

ويظل السؤال الذي أطلقه المعماري خالد السلطاني: "كيف استطاع اؤلئك الذين (اتحفونا) بمنجزهم التصميمي، ان يشوهوا عمارة المبنى السابق الى هذا الحد من الابتذال؟؛ وان يغيروا من لغته التصميمية عالية المهنية، ويحيلوا كل ذلك الى حطام من بناء لا يستوي ان يكون مشيدا في بيئة مبنية نائية ومعزولة لا تدرك شيئا عن انجازات العمارة المعاصرة، ولا تعلم عن مقارباتها التصميمية؟."

(المدى) حاورت عددا من المعماريين العراقيين، بخصوص التشويه الحاصل في العمارة العراقية.

المعماري معاذ الالوسي: تعاني مدننا من آفة. في بغداد والبصرة بحجم القنبلة الهايدروجينية. نعم الترييف آفة تسلطت على المناطق الحضرية.

كيف لا يحدث التشويه، والحاكم يكره مدينته، في الكاظمية أزيلت جلها، في كربلاء أضيف للأضرحة سقوف في صحون الأضرحة المفتوحة. وفي النجف تمدد ضريح الامام علي ليصل بحر النجف، حولوه الى معلم سياحي وسوق للترياق. يُسب أبو جعفر المنصور لتشييده بغداد، وهارون الرشيد لإعمارها، هذا صاحب الفضيلة يُعاد انتخابه على الرغم من هذا الكلام. بهذا النهج سوف تزول مدننا وموروثنا. لذا الكراهية والحقد لا يحافظ على الأصيل ولا حتى على البشر.

تعاني مدننا من آفة. في بغداد والبصرة بحجم القنبلة الهايدروجينية. نعم الترييف آفة تسلطت على المناطق الحضرية. عدم العناية بإنسان الريف، والتركيز على المراكز الحضرية. ولتوفر البنى التحتية. وللبحث على فرص العمل السهلة. هاجر الريفي مع حيواناته وتقاليده الى المناطق الحضرية. فعاث فيها فساداً، بالطبع تتقاطع قيم الريف مع قيم المدينة. " لا ضير عندما يتبول الريفي في الحقل، بل هنا: مشكلة وكبرى عندما يتبول على عمود في شارع الرشيد.

اذن تريّفت المدن. بل تشوهت وإن لم نوقفها ستُزال، كنائس وتهبط مساجد ويرتفع الشيخ معروف الجامع القديم يحاول أن يطير معمارياً عند تجديده وبدون سبب. إنها مشكلة من بيده السلطة لا ذاكرة له. فهو لا يستحي، إذن بوسعه أن يعمل أي شيء.

أنا أتعاطف مع المكان أينما كنت وأينما عملت، لا أستسيغ الجلوس على الهامش. أريد أن أعرف مع ماذا ومع من أتعامل. أبحث، أدرس، ما هي كيمياء المكان والبشر؟ الشحنات الموجبة والسالبة في المكان؟ وفي المطلوب من منهاج العمل؟ لذا أحاول أن يكتسب الناتج سيماء المكان، أن يكون جزءاً من النسق المتواجد. إنْ كان حضرياً أو غيره. أنا قد أكون مدعياً في بغداد، في جميع محاولاتي أبغي بغداديتي أو في المدينة موقع العمل، ابتغي الناتج منهم وإليهم. أنا أصلاً لا أتعامل مع بشر لا أتفاعل معهم، لا أشيد لهم. لمن لا طاقة على تحسين نمط معيشته. والمهم جداً لا أفقد حشمة انتمائي المبدئي، مثلاً، أنا لو منعت من الممارسة مدى الحياة إذا لم أصمم مبنى أمني وسجن مقر للتحقيقات، أفضل الاستقالة.

الناقد والمعماري خالد السلطاني: أعتقد ان الشعب الذي لا يتمكن من صيانة ابداعه، هو شعب لا يمتلك ذاكرة يسخرها في المزيد من البناء الحضاري.

نعم، انها لقضية مؤلمة وحزينة. عندما تتعرض نماذج العمارة العراقية الى الاهمال والتشويه والتغيير التعسفي وحتى الإزالة. واشعر بالاسى العميق لما وصلت اليه الحالة تلك، الحالة التي اعتبر الاهتمام بها يتجاوز إطارها المهني، لتشكيل قضية هم ثقافي وحتى وطني، نظراً لما تمثل تداعياتها السلبية من تشويه ومحو للذاكرة الجمعية.

في كل دول العالم الفقيرة منها والغنية، ثمة اهتمام جدي بالأثر الثقافي المادي، ومن ضمنه العمارة. وهذا الاهتمام هو اهتمام مشروع ومفهوم، ومطلوب اذ ان الامر يتعلق بالارث الثقافي الواجب البقاء والحفاظ عليه، حتى يمكننا، كما اشرت في اجابتي عن سؤال سابق، للسير قدماً

نحو الافضل والاحسن والاكثر فائدة وجمالاً. بالإضافة طبعاً الى ان المحافظة على تلك النماذج البنائية مسوغة ثقافياً ومطلوبة مهنياً، كونها تجسد ذاكرة لمراحل تاريخية تخص إنجازات ماضي البلد وشعبه، وهذه الذاكرة ستعمل جيداً وتؤثر عميقاً، عندما تكون حاضرة دوماً ومحافظاً عليها جيداً. وفي هذا الصدد تحضرني مقولة لرفعة الجادرجي، المعمار العراقي الزائد، عندما كتب مرة: ".. إنني أؤمن بأن البناء الحضاري يؤلف النصف الاول في عملية الإنجاز، وان النصف الثاني، وربما الاهم هو صيانته والحفاظ عليه باعتباره من ذاكرة المجتمع وامتداداً لهذه الذاكرة في الزمن. واعتقد ان الشعب الذي لا يتمكن من صيانة ابداعه، هو شعب لا يمتلك ذاكرة يسخرها في المزيد من البناء الحضاري، بل لا يعي ان الذاكرة هي اساس في تكوين وجدان المجتمع". وهو قول لا يمكن للمرء الا ان يتفق معه

آه من هذا "المزاج"! اللعنة عليه!.. اعرف انه طارئ وغريب على المشهد سيزول قريباً لكنه الان مثير للقلق انه مؤثر وتأثيراته فاجعه وعميقة، والمحزم ايضاً انها شاملة. لقد شوه بابتذال مبانينا التي نعتز بها والمصممة من قبل روادنا المعماريين وانتهك حرمتها. لقد دعوته بـ"المزاج الشعبوي" الممجد للابتذال والساخر من الحلول الجادة والمهنية والمتهكم عليها وعلى اصحابها. انه يروج لحلول تبسيطية عادة ما تكون وهمية وكاذبة للمشاكل المعقدة التي تواجه المجتمع.

وهذا المزاج الشعبوي يتمثل معمارياً في صيغة انحطاط في الذوق الفني، ويسعى وراء الإعلاء من شأن رموز شائعة ومتداولة بكثرة لدى فئات منحدرة، في الاغلب، من قاع المجتمع، والتبجح بإظهارها بأساليب فاضحة ومستفزة. وغالباً ما يحتفي هذا المزاج بالصدفوية ويتقبلها على حساب العمل المهني المحترف. وما نشاهده الان في تشويهات ظالمة وتغييرات مجحفة بحق نماذج العمارة العراقية، إثر رواج هذه الظاهرة، يجعلنا جميعاً امام مسؤولياتنا الوطنية والثقافية والمهنية، في تبيان تبعاتها الكارثية، والعمل على الحد منها وايقافها ورفض ما ترتب عنها.

إنها لمفارقة حقاً. أن لا تحظى العمارة عندنا بالاهتمام، رغم إن العراق حافل بالأساطين والأسماء المعمارية المهمة في مختلف أجيالها، وهي بالنسبة اليّ مفارقة مؤلمة، لقد عمل كثر من المثقفين على ترويج وتسويق"منجزهم الثقافي. ونالوا، بشكل وبآخر، اعتراف المجتمع بحضورهم وأهميتهم. لكن المعماريين ظلوا مغيبين. اعترف بان علة هذا الغياب بشكل وبآخر، يتحمله المعماريون انفسهم. لكن ثقافة المجتمع وسلوكه مسؤولان بشكل اكبر عن ذلك الغياب.

اذ كيف يمكن فهم انفاق الملايين من الدولارات (هل اقول مليارات؟) على النشاط المعماري، المحدد لنوعية واساليب تنفيذ ابنية متنوعة الوظائف، ولا توجد"ميديا" كافية لتغطية هذا النشاط المهم والمكلف؟ كيف يمكن ذلك؟. فنحن لا نصدر كتباً كافية تتابع الحدث المعماري والعمراني. لا توجد لدينا مواقع الكترونية تهتم بهذا النشاط. بل لا توجد هيئة علمية (وليست نقابية) تتعاطي مع الشأن المعماري وقضاياه العلمية والمهنية.

المعماري اكرم العقيلي: لقد سبق تدهور الذائقة المعمارية والفنية بعد العام 2003 وساعد في تجذيرها تشويه الصورة الاكبر لواقع المدينة

لقد شهدت مرحلة الخمسينات كما اسلفت ولادة حركة الحداثة الفنية والمعمارية والادبية وساهمت بتشكيل وتطوير الهوية المحلية المتحركة في فضاء التطور التقني العالمي في الفكر و الانتاج المبني على نظريات علمية واقتصادية واجتماعية في مختلف القطاعات واستمرت وبنجاح في مرحلة الستينات والسبعينات قبل ان تتوقف في الثمانينات لترقى الى مستوى حداثي مميز تجاوز المحلية والاقليمية الى العالمية وان التشويه والابتذال الذي ساد ثقافتنا المعمارية والفنية والادبية يعود لاسباب متعددة انتجتها انظمة الحكم الشمولي وكوارث الحروب العبثية التي انتهت بالاحتلال والاجهاز على ماتبقى من امل لاحياءها

لقد بدأت الحركة المناهظة للثقافة والفكر ورموز تشكلها وحركتها المستمرة الواسعة التي انتشرت محليا وعالميا خلال مراحل مختلفة بدأت خلال العام 1963 ومااقترن به من تصفيات سياسية للخصوم الذين كانوا يشكلون طليعة الحركة الفكرية والفنية والادبية منهم في قطاعات العلوم والهندسة والطب والتعليم والفنون والادب والهندسة والادارة وادت الى هجرة كبيرة لمن تمكن منهم من الهرب الى الخارج كما اخذت المرحلة في الاعوام التي تلتها محاولة ادلجتها لخدمة النظام الشمولي و تحجيمها بسيطرة القطاع العام وادرات الدولة في الدراسات و تنفيذ المشاريع وتحديد فرص المشاركة والعمل للمكاتب الاستشارية المحلية بحدود ضيقة والتضييق على من تبقى من الكبار منهم وزجهم في السجن واصدار الاحكام بحقهم بتهم الرشوة او التعامل مع شركات اجنبية استمرت الى نهاية السبعينات لتشهد مطلع الثمانين انفراجا نسبيا بدعوة عدد منهم للعودة والمشاركة في مؤتمر " العمارة العربية الاسلامية " الي انعقد في ايلول 1980 بحضور ومشاركة العشرات من المعماريين الدوليين المعروفين والتي بدأت بدعوتهم للقيام بتصميم مشاريع التطوير العمراني لمواقع تراثية مختلفة في بغداد ومباني الفنادق ومراكز ثقافية تهيئة لمؤتمر عدم الانحياز المزمع عقده في بغداد العام 1985 والتي توقفت مع بدأ الحرب العراقية الايرانية ليشهد العراق الفصل الجديد من مسلسل هجرة العقول والثقافة نتيجة الحروب والكوارث الاقتصادية والاجتماعية.

لقد ولدت هجرة العقول ونتيجة لاغتراب المعماريين والمفكرين والعلماء والاساتذة والفنانين والادباء العراقيين بشكل اساسي الى تخلف التعليم ومناهجه بكافة مراحله وخاصة في الجامعات والكليات وخلو الساحة المهنية والعلمية من رموز مرحلة التشكل الثقافي واجيال نتاج تلك المرحلة منذ الثمانين تلتها مرحلة التسعينات بعد مغامرة احتلال الكويت الرعناء وثم تحريرها وما تعرض له العراق من الحصار الاقتصادي والعلمي والخدمي والثقافي طوال ثلاثة عشر عام ادى الى فراغ ثقافي مجتمعي رهيب توسع بشكل مستمر حاولت السلطة ان تتولى فيه قيادة النشاط المعماري الذي ركز على عادة اعمار ماخلفته الحرب بما توفر من امكانيات ما تبقى من اصحاب خبرات مهنية في مؤسسات الدولة ومكاتب استشارية تم تشكيلها في الجامعات من اساتذة الكليات الهندسية بمحاولة " لتوفير دخول اضافي’" بعد تدهور العملة ومستوى المعيشة بشكل كبير وبهدف المشاركة باحياء "روح التحدي النرجسي للقيادة" بانتاج "عمارة وفن شمولي " تمثلت بالنصب و الجوامع والقصور الرئاسية التي كان يوجهها القائد وبما يناسب ذائقته الفنية الفجة والتي لم يكن بمقدور احد مناقشتها او تعديلها والتي خلقت نوعا جديدا من كوادر موظفين دون خبرة من خريجي هذه المرحلة المتداعية علميا وثقافيا التي تصدت للعمل الحكومي في هذه المرحلة التي تميزت بالضعف المهني والاداري والابتذال المعماري والفني الذي تميزت به تلك المرحلة و تجذرت بعد الاحتلال في 2003 بمظاهر التخلف الجمعي القيمي والثقافي (والابتذال المعماري) كما وصفه الدكتور السلطاني و تسيد القيم الريفية والعشائرية على حساب القيم المدينية وتفشي ظاهرة ترييف المدينة والعشوائية السياسية والثقافية وجنوح العمارة والفن الى التعبير الساذج في امثلة العديد من المنتج المتردي نوعا وكما وتردي الذائقة الفنية الى مستويات مخيفة لم تخفي محاولتها المستمرة في تخريب ماتبقى من معالم المدينة الحضارية الفنية والثقافية.

لقد سبق تدهور الذائقة المعمارية والفنية بعد العام 2003 وساعد في تجذيرها بشكل اوسع تشويه الصورة الاكبر لواقع المدينة المستلبة ثقافة وبيئة وعمرانا غياب الرؤيا التنموية الاقتصادية والخدمية والاجتماعية والتخطيط والعشوائية السياسية وضعف الادارة وغياب القوانين وادوات تنفيذها التي ساعدت على تفشي ظاهرة الفساد في كافة مفاصل الدولة واصبحت منظومة وشبكة هيمنت على قرارات الحكومات المتعاقبة وعطلت كل القرارات التي اتخذت لامكانية المباشرة بالاصلاح بغياب الارادة السياسية وادوات تنفيذها ومن اهمها تعطل اعتماد المخطط الانمائي لمدينة بغداد الى يومنا هذا و الذي انجز وتم تعديله في العام 2010 مما تسبب في غياب قوانين استعمال الاراراضي والبناء المصاحب لزيادة عدد النفوس وتردي وتدهور الخدمات وضعف سلطة الحكومة وادوات تنفيذ القوانين مما ادى الى مظاهر الاستيلاء على اراضي وعقارات الدولة بمشاريع ماا طلق عليه مسمى مشاريع استثمارية ساهمت في تجريف البساتين والاراضي الخضراء والفضاءات المفتوحة داخل المدينة وخارجها وتوسع اخطبوط السكن العشوائي لاكثر من مليوني نسمة في وحول المناطق الحضرية التي حولت المدينة بسكنها الحضري الى مظاهر ريف كبير مقطع الاوصال يقطنها ثمانية ملايين نسمة وتنتقل في شوارعها المحدودة والتي لم يجري عليها اي تطوير منذ تسعينات القرن الماضي ثلاثة ونصف مليون سيارة دون تخطيط او تنفيذ اي مشروع على الارض لتطوير النقل والخدمات في المدينة واقتصار الاهتمام على مايعلن وما يصرح به وبشكل يكاد يكون مسلسل كوميدي فج بشعارات اعلامية مرة بالق بغداد وأخرى بنهضة بغداد تعلمنا بنية الحكومة في بدأ العمل على مشاريع لم تتجاوز القرارات المتخذة دون ان يتوفر لها اية دراسات واليات تخطيط وادارة واشراف وتنفيذ ومراقبة. فهل نتوقع ان تظهر معالم عمرانية او فنية.

الأكاديمية والمعمارية د. غادة السلق: أنه انعكاس لما يحدث في الخطاب الثقافي بصورة عامة.

أن بروز وأنكفاء الطبقة الوسطى في العراق هو بالضبط بروز وانكفاء العمارة العراقية.. ثمة انحسار في الثقافة المعمارية. وهذا الانحسار فاجع حقاً. انه انعكاس لما يحدث في الخطاب الثقافي بصورة عامة. فغياب الطبقة الوسطى ومبدعيها، وتغييبهم القسري عن المشهد، هو الذي أفضى وسيفضي الى ذلك الانحسار المعيب، ليس في الشأن المعماري، وانما فيما يخص الهم الثقافي بعامة. وتأثير هذا الانحسار، (او عدم المبالاة، اذا شئت)، لهو تأثير مزدوج، فهو من ناحية، يقود الى افقار المنجز الثقافي بعدم الاكتراث به وبعدم متابعته، ومن ناحية أخرى، يتيح وجود مثل هذا الانحسار او عدم المبالاة، الى تمرير الرديء في المنتج المعماري، وعدم قراءته نقديا او تبيان قيمته السلبية. وبمرور الوقت، سيقصي الرديء من العمارة جيدها، تماماً، مثلما تشير المقولة الاقتصادية إلى "إن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة!".

لقد عمل كثر من المعماريين العراقيين المجتهدين على غياب الاهتمام بمنجزهم. ولنا ان نتصور لو ان حركة نقدية جادة واكبت اعمالهم، لكانت تلك الأعمال اكثر بريقاً، وأعمق تأثيراً في الممارسة المعمارية المحلية. الممارسة التى حققت مع ذلك الانحسار النقدي، نجاحات مرموقة اجترحتها اجيال عديدة من المعماريين العراقيين.

لم يشمل فقط فن العمارة كفن بل أمتد الى التشوه في تخطيط المدن، فليس غريبا أن نرة الانشطار في البيوت وفتح شوارع غير نظامية، والتي كانت يوما جزءا من جمالية المدينة، مشيرة الى أن ذلك يعود الى انعدام الرقابة أو عم فاعليتها في مراقبة القوانين والقرارات التي تحفظ للمدينة هيبتها المعمارية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram