964
استضافت ستوديوهات شبكة 964 كادر راديو "مونت كارلو" الفرنسي، والذي يُجري زيارة إلى العراق أطلق خلالها بث الإذاعة في محافظة كركوك، وأجرى عدداً من الحوارات السياسية، ومن بينها جلسة حول مستقبل التحالف الدولي في العراق.
وأدارت الصحفية السعودية إيمان الحمود جلسة من مكتب الشبكة، مع رئيس مؤسسة الشرق الأوسط للأبحاث الدكتور دلاور علاء الدين والصحفي والمدير العام لشبكة 964 هيوا عثمان، والكاتب والصحفي رئيس تحرير الشبكة سرمد الطائي.
الجلسة تطرقت إلى مراجعة موجزة لتاريخ العلاقات بين العراق والولايات المتحدة بعد العام 2003 و"الأخطاء" التي شابت تلك العلاقات.
ورأى هيوا عثمان، أن الولايات المتحدة منذ تعيين الحاكم المدني بول بريمر، تعاملت "بجهل" مع الملف العراقي، وأشار إلى أن الوجود الأميركي لا يتعلق بمطلب مكوّن ضد آخر، بل يجب أن يكون وفقاً لاتفاق سياسي عراقي شامل وبما يضمن حماية أوضاع البلاد المالية والاقتصادية والدبلوماسية، ويرى عثمان أن المشكلة الأساسية تكمن في أن الأطراف التي تطالب بمغادرة الأميركان، لاسيما إيران، تريد في الحقيقة وجوداً أميركياً في العراق لكن أياً من أطراف المعادلة (إيران والولايات المتحدة والعراق) لا يملك تصوراً عن شكل هذا الوجود وطبيعته.
من جانبه نبّه علاء الدين إلى أحداث جلسة البرلمان لإخراج القوات الأميركية من العراق في 10 شباط الماضي، وقال إن إيران هي مَن دفعت النواب إلى عدم حضور الجلسة، لأن الإيرانيين لا يريدون إخراج الأميركان دبلوماسياً واقتصادياً وعسكرياً، بل فقط الحد من وجودهم العسكري، أما بقية وجوه الوجود فالإيرانيون يريدون بقاءها، لأن العراق هو الضامن الأساسي لفتح قناة كبيرة لحياة إيران، بوصف العراق واجهة رسمية لمصالح طهران في الخارج، واستذكر علاء الدين السنوات الأولى بعد العام 2003، وقال إن الولايات المتحدة لا تتحمل وحدها ما حصل في البلاد، بل أيضاً ما فعلته دول الجوار طيلة تلك السنوات لإفشال النموذج العراقي.
أما الطائي، فقد أشار إلى أن العراق مازال واقعاً تحت وطأة العقاب الدولي بسبب ما فعله نظام صدام حسين، وأنه ليس بلداً موثوقاً بالنسبة للعالم حتى الآن، ولذلك يمثل الوجود الدولي في البلاد، محاولة لتخفيف وطأة تلك العقوبات "وتليينها"، وإعادة دمج العراق تدريجياً في المنظومة الدولية، مشيراً إلى أن العلاقة بين طهران وواشنطن تتخذ "طابعاً حميمياً" حين يتعلق الأمر بالعراق، وتمثل بغداد "مكاناً للقاء عاطفي سري" بين الإيرانيين والأمريكان، خصوصاً منذ اتفاق إداراة باراك أوباما الكبير للتهدئة، وهكذا فإن الطرفين لا يريدان قطيعة نهائية، بلا تفاهمات على التموضع داخل العراق.