 المدى/ جليل الغزي

يضطر الأهالي إلى مرافقة أبنائهم عند الذهاب الى المدارس صباحا في غالبية المناطق في بابل حتى التي تقع داخل مركز المدينة خوفاً من اعتداء الكلاب السائبة التي باتت تملأ المناطق دون مكافحة.

تعرض 9 اطفال في مناطق متفرقة من بابل إلى اعتداء من قبل الكلاب السائبة خلال الشهر الماضي وهو ما يزيد من مخاوف الأهالي على أبنائهم حتى من الخروج إلى الشارع للشراء من المحال التجارية أو اللعب.

"خراطيش" ومكافحة

يزداد تواجد الكلاب السائبة في ظل تكدس النفايات في الشوارع والساحات العامة داخل الأحياء السكنية كون النفايات تعتبر ملاذاً لهذه الكلاب وتوفر لها الطعام ، إضافة إلى إنعدام عمليات المكافحة في المحافظة.سعود الخزاعي الذي يعمل في المستشفى البيطري يقول في حديث لـ(المدى): " أعمل منذ أكثر من 15 عاماً مع المستشفى البيطري في المحافظة، لمكافحة الكلاب السائبة بتنسيب من قيادة شرطة بابل لكن العمل متعثر جداً ". ويؤكد: "لا توجد (خراطيش) لمكافحة الكلاب، مع وجود مئات الشكاوى عن تعرض الأهالي للأضرار وخاصة الأطفال". ويضيف أن "بعض الأهالي يضطرون لشراء الخراطيش على نفقتهم الخاصة لاستخدامها في مكافحة الكلاب السائبة بعد الاتفاق معي على الحضور وتنفيذ عملية المكافحة".

"خلاف" قديم

تعتبر مكافحة الكلاب السائبة من واجبات اللجنة المشكلة بموجب المادة (26) من قانون الصحة الحيوانية رقم (32) لسنة 2013، التي تنص على "تشكيل لجنة في مركز كل محافظة تتألف من المحافظ أو من يخوله رئيساً، وعضوية كل من مديرية الصحة، الزراعة، البيئة، الشرطة".

وفي هذا الصدد يقول أحمد الكعبي المعاون المالي لمحافظ بابل إن "قانون الصحة الحيوانية لم يكن واضحاً بتحديد الجهة التي تتولى الإنفاق على مكافحة الكلاب السائبة"، لافتا إلى أنه "يمكن لمديرية البيئة أو قيادة الشرطة أن توفر “خراطيش الصيد”، خاصة وأن لديها أبواب صرف محددة لهذا الموضوع". واضاف أن "ديوان المحافظة حاول أكثر من مرة إدراج موضوع شراء الأعتدة ضمن النفقات الخاصة به، إلا أن وزارة المالية ترفض إدراجه، وتؤكد أن المحافظة دائرة مدنية وليس من مسؤوليتها توفير أعتدة للسلاح".ويحتدم الجدل بين الدوائر آلتي حددها القانون بشأن مكافحة الكلاب السائبة لكن دون جدوى ، فيما يخلي المستشفى البيطري مسؤوليته من عملية المكافحة بوصفها مؤسسة معنية بمتابعة الأوضاع الصحية للحيوانات وليس مكافحتها.ومما يزيد الوضع تعقيداً بشأن مشاكل الكلاب السائبة خلو المحافظة من لقاح داء الكلب في ظل تعرض اعداد ليست قليلة من الأطفال إلى عضة الكلب.

داء الكلب

رئيس لجنة الصحة في مجلس محافظة بابل الدكتور حسين الدهموشي يقول في حديثه لـ(المدى) إن " ازدياد حالات تعرض المواطنين وتحديدا الاطفال لعضة الكلاب َ وتزداد معها مخاوف الأهالي من عدم توفر لقاح داء الكلب(Anti-Rabies Ab)". واشار إلى أن اللجنة "بدأت بمتابعة الموضوع وتبين ان اللقاح متوفر في مخازن الشركة العامة لتسويق الأدوية والمستلزمات الطبية (كيماديا) لكنه بانتظار الفحص من قبل المركز الوطني للرقابة والبحوث الدوائية الذي قد يستغرق شهر كاملا ".

وأوضح أن "اللجنة خاطبت وزارة الصحة للإسراع بتفيذ عمليات الفحص للقاح وأرسال حصة بابل خلال وقت قصير اضطررنا أن تستثمر بعض نواب المحافظة للضغط على الوزارة بهذا الموضوع ".

ووفق أرقام تقديرية متطابقة من جهات حكومية ومدنية عراقية، فإن عدد الكلاب السائبة في العراق يزيد على نصف مليون كلب.

وبحسب احصائيات رسمية من قبل وزارة الصحة فإنه تم تسجيل 900 إصابة بداء الكلب خلال العام الماضي وأن كل شخص يتعرض إلى عضة كلب يُعطى لقاحات بجرع تصل إلى ما بين 4ـ5 جرعات ، وتشير الوزارة إلى قلة اللقاحات المتوفرة في المؤسسات الصحية بسبب كلفتها الباهظة.