 متابعة / المدى

انتشرت في أسواق محافظة البصرة، جنوبي العراق، أنواع من التمور السعودية والاماراتية، لتعويض غياب المنتج المحلي.

ومع دخول شهر رمضان تزيّن التمور موائد العراقيين المسلمين، لاحتوائها على كميات من الطاقة تنفع الصائمين خلال ساعات الصوم.

تشير أرقام حكومية سابقة إلى أن أعداد أشجار النخيل في العراق بداية الثمانينيات، بلغت ما يقارب 30 مليون نخلة، كانت تنتج سنوياً أكثر من 500 ألف طن من التمور.

لكن حربي الخليج الأولى والثانية، ثم الحصار الاقتصادي والصراعات المسلحة التي تلت 2003 والتجريف الواسع؛ أسهمت في تراجع هذه الزراعة بشكل واضح، حتى انخفضت أعداد النخيل إلى النصف تقريباً.

البرحي والمجهول

مدير زراعة البصرة هادي حسين، قال في تصريح صحفي إن "أكثر التمور المستوردة حالياً في اسواق البصرة هي السعودية والاماراتية، ومن ثم تأتي التمور الايرانية بكميات أقل".

وأوضح أنه "لا توجد احصائية بكميات التمور المستوردة لأنها تأتي عن طريق التجار"، مبيناً أن "شعبة التسويق ترفع التقارير يومياً الى الوزارة وتحدد المنتجات الزراعية المستوردة الى داخل البلاد".

ونوّه هادي حسين الى أنه "وبسبب عدم وجود خزين من التمور العراقية، حيث تم استهلاكها في الاسواق المحلية، لذا فأغلب الموجود حالياً من الامارات والسعودية، ومن صنفي البرحي والمجهول".

غياب مراكز التسويق

بخصوص كميات التمور المنتجة في البصرة، لفت مدير زراعة المحافظة الى أنه "في البصرة لا توجد مراكز تسويقية لنعرف كميات التمور المنتجة بشكل دقيق، لذا فالتمور تباع في الاسواق، من اصناف السايل والخضراوي والبرحي والبريم والمجهول".

وذكر هادي حسين أن "المد الملحي لبساتين ام الخضيب اثر على النوعية والكمية للتمور، فضلاً عن الاهمال الذي أصابها سابقاً"، مستدركاً أنه "وحسب البرنامج الحكومي الجديد واهتمام رئاسة الوزراء بالقطاع الزراعي نأمل خيراً في المواسم القادمة".

زراعة 364 ألف نخلة

وأشار هادي حسين الى أن "هنالك توسعاً في المناطق الصحراوية في الزبير وسفوان، حيث تمت زراعة 364 الف نخلة برحي باستخدام تقنيات الري الحديثة"، مؤكداً أن "الاهتمام موجود، لكن نتائجها غير واضحة حالياً".

وشدد مدير زراعة البصرة على ضرورة مواكبة التطور العلمي في زراعة النخيل، "وهو ما نعمل عليه حالياً"، مبيناً أنه "بحال لم يتم تغليف التمور بشكل منسق ونظيف وجميل، فإن من شأن ذلك أن يبعد المشتري عن شراء التمور العراقية".

أما بشأن عدد النخيل في محافظة البصرة، أوضح أن "الارقام الحالية تشير الى وجود 2.684.000 نخلة في البصرة"، مستدركاً: "ليست كلها منتجة".

يشار الى أن قانوناً صدر في العراق عام 1979 يقضي بأن من يزرع 50 نخلة أو شجرة في الدونم الواحد؛ فإن الأرض تصبح ملكاً له إذا أثمرت.