اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > محليات > هل ستسرق لعبة «بوبجي» وأخواتها نصيب «المحيبس» من رمضان؟

هل ستسرق لعبة «بوبجي» وأخواتها نصيب «المحيبس» من رمضان؟

نشر في: 13 مارس, 2024: 10:32 م

المدى/ ذو الفقار يوسف

ينتظر غسان ما ان قربت نهاية شهر شعبان بلهفة ليحل شهر رمضان الكريم، ولأنه من محبي السهرات والتجمعات التي تحدث بعد وجبات الإفطار، يحاول ان يجمع فريقا من أصدقائه ليكونوا جاهزين للخوض بلعبة خصصت فقط لهذا الشهر الكريم، لكنه يتفاجأ بانه الوحيد الذي يريد إعادة روح هذه اللعبة المتوارثة.

ويعتاد العراقيون في رمضان من كل عام ان يزاولوا لعبة خاصة بهذا الشهر الكريم، وهي لعبة «المحيبس» فهي تعتبر من معالم هذا الشهر التي تجمع شرائح المجتمع المختلفة، فضلا عن انها تحتوي على الاثارة والمتعة وتقوي النسيج الاجتماعي.

حيث سميت هذه اللعبة بـ»المحيبس» والتي هي تصغير لكلمة «محبس» باللهجة العراقية أي خاتم في العصر العباسي، وهي تجمع الفئات العمرية المختلفة خلال كل رمضان لكونها لعبة تحمل طابعا شعبيا لم يندثر الى الان.

شوق

لم يتمالك المواطن عباس الحمداني (37 عاما) عندما سألناه عن هذه اللعبة، وما لها في نفسه من ذكريات، فهو يؤكد بانها لعبته المفضلة لكونها تقربه من الأصدقاء أكثر من أي وقت مضى.

يقول الحمداني في حديثه لـ(المدى)، إن «هذه اللعبة لها خصائص عديدة تجعل لها الأولوية مقابل الألعاب الأخرى لكونها مقيدة بحدود شهر رمضان الكريم، فهي أولا تمارس في أوقات ما بعد الإفطار والانتهاء من الفرائض والواجبات الدينية للشخص الصائم، إضافة الى إعادة صلة الرحم بين الأصدقاء والاقارب».

يبين الحمداني، بأن سؤالنا إياه عن هذه اللعبة جعله يشتاق لها وللاوقات التي يجتمع فيه الأصدقاء للعبها، مشيرا الى، ان «هذه اللعبة الوحيدة التي تحتاج فيها الى كل شيء، فتدخل روحك للعب كما جسدك وعقلك، والذكاء ليس كل شيء ليجعلك تفوز، فالحظ موجود في كل تفاصيلها ليجعلها الأولى في مجال الترفيه والمتعة في هذا الشهر الفضيل».

أعداء «المحيبس»

ويجتمع في هذه اللعبة العديد من اللاعبين بمجموعتين، وكل مجموعة تمثل فريقين كأن يكون كل فريق من حي سكني معين او منطقة وحتى المحافظات العراقية لتشتد المنافسة، فكلما زاد عدد اللاعبين اشتدت المنافسة أكثر، فهي تشابه لعبة كرة القدم في التنافس والمهارات ولكن الكرة هذه المرة على شكل خاتم.

يحدّث (المدى) أبو علي اللامي (45 عاما) وهو رئيس أحد الفرق التي تمارس هذه اللعبة في كل سنة من رمضان في محافظة البصرة، حيث يقول: «انها لعبة مهارات، وقليل الحيلة والذكاء لا مكان له في فريقي، اذ يجب ان تكون صارما في قراراتك، ومراقبا لكل ما يحدث في الفريق الاخر، كيف يخفي «المحبس»؟، من هي السلسلة الضعيفة في الفريق؟، حتى ان تمارس ضغوطا نفسية على كل فرد من المنافسين، وهذا ما يجعلك قائدا ناجحا، او ان تصل الى براعة جاسم الأسود (النجم الأول بلعبة المحيبس في العراق)». يؤكد اللامي، انه «في السنة السابقة وفي شهر رمضان السابق كان الاقبال على اللعبة ومزاولتها ضعيفا نسبيا بالنسبة للسنين السابقة، فالألعاب الالكترونية اثرت بشكل كبير على المهتمين بها، منها لعبة «البوبجي» وغيرها، مما يجعلنا امام تحدي كبير تجاه استمرار هذه اللعبة ومحاولة الاستمرار بمزاولتها وعدم تأثرها بالألعاب الالكترونية المتعددة».

بين «الزون» و»البات»

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت بداية الشهر الماضي عن عزمها على منع بعض الألعاب الإلكترونية مثل بوبجي موبايل ولعبة مريم ولعبة الفيل الأزرق والتي تعتبر محرضة على العنف في المجتمع العراقي، وجاء هذا الإجراء بسبب زيادة معدل الجرائم التي يرتكبها المراهقون في العراق، وخصوصاً الذكور منهم وأشارت الدراسات الحديثة إلى خطورة الألعاب الإلكترونية على الأطفال والشباب لأنها تؤثر سلباً على نفسيتهم وتحفزهم على العنف والانتحار.

بينما يؤكد الباحث الاجتماعي مهدي الساعدي على ان هذه الألعاب وتأثيرها على المجتمع يجعلها في قائمة المشاكل التي تهدد الأجيال والمجتمع، منوها إلى، انه «كانت الألعاب في السابق هادفة وتبعث النشاط والحيوية والتفاعل المستمر مع البشر، فضلا عن انها تحفز العقل لكونها لا تحتوي على العنف».

يضيف الساعدي، لـ(المدى)، ان «كرة القدم، وغيرها من الألعاب التقليدية الكلاسيكية التي اعتدنا لعبها في صغرنا جعلتنا الان ما نحن عليه في هذا الوقت، اما جيل هذا الزمن فقد حرم من هذه اللذة، ووقع في مصيدة الشاشات الذكية والألعاب الالكترونية التي ستدمر صحته النفسية والجسدية، وتهدم عقله وتركيزه، وبالمقابل يحرم من لذة تلك الألعاب التي تقربه من مجتمعه».

يشار الى، ان هناك العديد من البطولات المنظمة بين الاحياء والمدن والمحافظات تقام في شهر رمضان، حيث تشرف على هذه البطولات لجان تقوم بالإشراف والتنظيم والتحكيم لمعرفة الفريق الفائز، وقد ترافق هذه اللعبة فرقة موسيقية فنية تنشد الأغاني والاهازيج الجميلة لتحفيز اللاعبين وتشجيعهم على مواصلة اللعب فضلا عن جذب اكبر عدد من الجمهور الى مكان اللعبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

عودة تمثال ملك كوديا إلى عرشه في قضاء الدواية بعد حملة شعبية مناهضة لإزالته من موقعه
محليات

عودة تمثال ملك كوديا إلى عرشه في قضاء الدواية بعد حملة شعبية مناهضة لإزالته من موقعه

 ذي قار / حسين العامل اعلنت الحكومة المحلية في قضاء الدواية اعادة نصب تمثال ملك كوديا الى موقعه الذي ازيل منه قبل أكثر من اسبوع، وذلك بعد حملة شعبية مناهضة لإزالة التمثال بحجة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram