 ترجمة / حامد أحمد

تناولت صحيفة انترناشنال بزنس تايمز IBT، الأميركية موضوع استمرارية معاناة الايزيديين وذلك بعد مرور ما يقارب من عشر سنوات على جريمة الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها على يد تنظيم داعش، مشيرة الى ان ايزيديات مختطفات ما زلن عرضة للبيع والاغتصاب، في حين بين مسؤول منظمة ايزيدية بان عوائل ايزيدية أصبحت مشتتة قسم من افرادها مهاجرون وقسم آخر يقيم في مخيمات النازحين في العراق.

ويذكر التقرير انه في الوقت الذي لا يوجد فيه رقم محدد عن الايزيديين الذين تم خطفهم وبيعهم وقتلهم من قبل مسلحي تنظيم داعش ، فان الأمم المتحدة ومنظمة، يازدا، غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق الايزيديين ، ذكرت بان تنظيم داعش قتل ما يربو على 50 ألف إيزيدي، غالبيتهم من الرجال والنساء العجائز.

وذكرت المنظمة أيضا ان ما يزيد على 7 آلاف امرأة وفتاة ايزيدية تعرضن للاختطاف والاستعباد الجنسي كجزء من حملة التنظيم ضد المكون الايزيدي ، في حين تم زج 5 آلاف طفل في صفوف المسلحين وتدريبهم على حمل السلاح.

وبعد انطلاق حملات انقاذ لايزيديات مختطفات بشكل مباشر تقريبا او بعد ما يقارب من عشر سنوات على غزو داعش لمنطقة سنجار، فان الايزيديين الذين تمكنوا من الإفلات من قبضة داعش ما يزالون بانتظار تحقيق العدالة لهم وانصافهم لما عانوه.

وتنقل الصحيفة عن الأمم المتحدة ومنظمات ايزيدية قولها انه على الرغم من ان 100 ألف ايزيدي قد عادوا الى منطقتهم في سنجار، فان ما لا يقل عن 3 آلاف امرأة وطفل ما يزالون اسرى لدى مسلحي داعش وهم عرضة للبيع والاغتصاب والقتل والزواج القسري.

واستنادا الى مؤسسة، من اجل ايزيديين احرار، الخيرية فانه منذ ان تمكن أطفال ايزيديون من التحرر من داعش وتم انقاذهم وعودتهم فانهم تعرضوا لنسيان لهجة لغتهم لمحلية بينما ما يزال 180 الف ايزيدي تقريبا يعيشون حالة نزوح.

من جانب آخر، تشير الصحيفة الى ان كثيرا من الايزيدين قرروا الهجرة وطلب اللجوء لبلدان ومناطق كثيرة حول العالم وانتهى بهم الحال للاستقرار في بلدان غربية من بينها المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

الناشط الايزيدي عابد شمدين، من مؤسسي منظمة يازدا الداعمة لحقوق الايزيديين ، وهو من أهالي سنجار يقول " التواصل ما بين افراد العائلة والمجتمع المحلي للطائفة الايزيدية مهم جدا في حياتنا اليومية. ولكن كثيرا من العوائل تشتت حيث تجد جزءا منها في المانيا ولكن البقية الأخرى من افراد العائلة في مخيمات النزوح في العراق".

وما يتعلق باستمرارية حالة الاتجار بالنساء الايزيديات والاستعباد الجنسي، أضاف الناشط شمدين بالقول " هناك تحديات متعددة كثيرة ، ومع اقتراب حلول الذكرى العاشرة للإبادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون، فانه من الصعب حقا بالنسبة لكثير من الايزيديين ان يمضوا قدما في حياتهم لان هناك كثيرا من المشاكل لم تلق حلا بعد".

وبينما تضم الان ما يزيد على 200 ألف لاجئ ايزيدي ، فإن المانيا كانت اول بلد أوروبي وغربي ادانت فيه محكمة المانية احد افراد داعش من رعاياها بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق ايزيديين ، ومنذ ذلك الحين أصدرت المحاكم الألمانية ثلاث ادانات ضد مسلحين من افراد تنظيم داعش.

وخلال العام 2023 انضمت المملكة المتحدة لألمانيا بإقرارها الرسمي بان الجرائم والأعمال الوحشية التي ارتكبها التنظيم الإرهابي هي جريمة إبادة جماعية.

وستحل هذا العام الذكرى العاشرة لجريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش في سنجار مع قيام مسلحيه بقتل واغتصاب واختطاف الآلاف من أبناء الطائفة الايزيدية ، وتم إجبار اكثر من 400 الف شخص على النزوح وترك بيوتهم وممتلكاتهم وهروب عشرات الألوف من نساء وأطفال وكبار السن صوب جبل سنجار حيث عانوا من جوع وعطش على مدى عدة أسابيع أدى الى وفاة الكثير منهم وذلك قبل بدء حملة التحالف الدولي لانقاذهم وتوفير مسلك آمن لهم للعبور الى سوريا.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة ، IOM ، قد أعلنت في بيان لها الأربعاء عن عودة 80 اسرة ايزيدية مهجرة الى مسقط رأسها في سنجار بمساعدة من برنامج الحركة الطوعية الميسرة التي ترعاها المنظمة وذلك بالتنسيق مع الحكومة العراقية ووزارة الهجرة والمهجرين.

وقال ، جورجي جيكاوري ، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق " لقد تحملت هذه الاسر صعوبات هائلة ، وعودتها الى سنجار خطوة مهمة نحو تضميد الجراح وإعادة بناء مجتمعها".

• عن صحيفة انترناشنل بزنس تايمز