 ذي قار / حسين العامل

كشفت الموجة المطرية الاخيرة في ذي قار عن سوء تنفيذ المشاريع الخدمية ولاسيما شبكات المجاري اذ تعرضت العديد من الدور السكنية للغرق نتيجة الامطار وطفح المجاري، وفيما دعا محافظ ذي قار الى رفع درجة الاستعداد والطوارئ،

دعا الاهالي في المناطق المتضررة الى اقالة المسؤولين عن تردي واقع الخدمات وفتح تحقيق مع الشركات المسؤولة عن رداءة تنفيذ المشاريع. وشهدت مناطق متفرقة من محافظة ذي قار طفح مياه الامطار والمجاري وغرق عدد من الشوارع ودور المواطنين ولاسيما في مناطق التضحية والشرقية والحبيلية والطليعة ومناطق اخرى في اقضية سوق الشيوخ والشطرة والعكيكة ومناطق اخرى. وازاء ذلك لجأ مواطنون متضررون الى بث مقاطع فيديوية وصور فوتوغرافية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مشاهد لشوارع تغمرها المياه والاوحال ودور تعرضت للغرق ومواطنون تقطعت بهم سبل الوصول الى منازلهم ومركبات يظهر نصف اطاراتها مغمورا بالمياه الآسنة والاطيان، داعين في الوقت نفسه الى التحقيق في رداءة تنفيذ المشاريع الخدمية ، فيما طالبت شريحة اخرى من المواطنين هيئة النزاهة بفتح ملف احالة وتنفيذ مشاريع صندوق الاعمار والمشاريع الاخرى التي تحوم حولها شبات الفساد. وفي حديث للمدى كشف الناشط احمد الصباغ عن معاناته ومعاناة اهالي حي التضحية حيث يقيم هو واسرته في هذا الحي المحاصر بالمياه واوضح قائلا ان " مياه الامطار غمرت جميع الشوارع في حي التضحية ودخلت الى دور عدد من المواطنين حيث تعرضت 12 منزلا من المنازل في منطقتنا الى الغرق".

وعزا طفح مياه الامطار والمجاري الى عدم كفاءة مشروع المجاري الذي جرى تنفيذه مؤخرا في الحي المذكور، واضاف ان " المنطقة لم تتضرر فقط من مياه الامطار وانما من طفح المياه الثقيلة من شبكة المجاري وهو ما فاقم من معاناة المواطنين وزاد من مخاطر التلوث على اطفالهم وصحتهم".

وبدوره اشار مواطن اخر الى ان "ما حدث في شوارع ذي قار من غرق بعد أول زخة مطر، يكشف زيف وحقيقة الإعمار في المحافظة أمام الجميع"، مبينا ان "الاموال المصروفة على الإعمار كبيرة مقارنة بمستوى الخدمات المتواضعة"، داعيا "جميع الأجهزة الرقابية من (هيئة النزاهة، ديوان الرقابة المالية) لمتابعة المشاريع المنجزة وغير المنجزة منها لإعادة النظر فيها". من جانبه، اوعز محافظ ذي قار مرتضى عبود الابراهيمي الى مديرية مجاري ذي قار باستنفار كامل الجهد الخدمي واوضح خلال جولة تفقدية قام بها لمتابعة الجهد الالي الخاص بتصريف مياه الامطار انه "المطلوب استنفار كل الاليات ومحطات المجاري كوننا في حالة طوارئ"، مشددا على "عدم الاعتماد على المخاطبات الرسمية في هكذا حال". واضاف مخاطبا مدير المجاري " الان نحن في حالة تحدي امام كميات الامطار التي وصفها بغير المسبوقة". بدورها اعلنت مديرية مجاري ذي قار عن رفع حالة التأهب وتعزيز ملاكاتها بـ 17 فرقة الية لسحب مياه الأمطار في مركز مدينة الناصرية، وقال مدير مجاري ذي قار حيدر الاسدي في تصريح اعلامي تابعته (المدى) ان " كوادر دائرة المجاري شرعت بتصريف كميات الأمطار التي هطلت على المحافظة والتي تركزت شدتها في مركز المحافظة وبعض اقضية ونواحي ذي قار". واوضح الاسدي ان " الدائرة رفعت حالة التأهب من خلال استنفار جميع كوادر الصيانة وآلياتها وفرقها الفنية على مدار الساعة لمواجهة أية مشكلة طارئة وذلك بمشاركة 17 فرقة لرفع مياه الأمطار في مركز المدينة"، مبينا ان "جميع محطات المجاري تعمل بكامل طاقتها لدفع مياه الأمطار ضمن مسارها المحدد وعبر المحطات الساندة"، واستدرك ان" محطة واحدة صوب الجزيرة حصل فيها حريق ويجري اعادتها للخدمة خلال الساعات المقبلة". واكد الاسدي استعداد الدائرة لمواجهة كميات الامطار المتوقع هطولها. من جانبه كشف مدير دائرة انواء الجوية في ذي قار احمد كريم عن كمية الأمطار المتساقطة على مدينة الناصرية في يوم الجمعة ، مبينا "انها تجاوزت 14 ملم"، ‎لافتا الى ان " هطول الأمطار ناجم عن منخفض جوي قادم من والبحر الاحمر تأثرت به المنطقة" . وكشفت الموجات المطرية التي تشهدها محافظة ذي قار بين آوانه واخرى عن حاجة الاحياء السكنية الفقيرة الى المزيد من الخدمات وتأهيل البنى التحتية في قطاع المجاري وتعبيد الطرق وذلك لتفادي الاضرار الناجمة عن غزارة الأمطار وغرق الشوارع وتضرر المنازل.

وتكاد مشاهد تراجع مستوى الخدمات البلدية ومحنة المواطنين مع الامطار وتكدس اكوام النفايات تتكرر في معظم الوحدات الادارية التابعة لمحافظة ذي قار والبالغة 22 وحدة ادارية.

وتعد الامطار زائراً ثقيلاً على الاحياء التي تشكل حزام الفقر لمركز مدينة لناصرية ومراكز الاقضية والنواحي حيث تنعدم شبكات المجاري النظامية والشوارع المبلطة ولاسيما في الاحياء التي تعاني من تلكؤ مشاريع البنى التحتية، او تلك غير المخدومة بشبكات المجاري.